قد تصدق بعض الأمثال وقد تكذب أيضا.. لكن المثل الذي قال "البطن بستان" قد صدق بشكل كبير، وهذا المثل يحضرني كلّما انْتُقد أحد أمامي بأبنائه "أولادك لا يشبهون بعضهم.. واحد هادئ والآخر عصبي.. ابنتك سمراء وأنت بيضاء.. ابنك الكبير قصير والصغير طويل.. هي قبيحة وأختها جميلة.. هي نحيلة جدا ليست كأخواتها أو العكس.. " أقاويل وانتقادات كثيرة مستفزة في كثير من الأحيان ولا نملك لها إجابات. لكنّني أصدق المثل أنّ البطن أيّ الرّحم بستان لأنّه قد يُنجب أشكالا وألوانا سواء في البشر.. في النبات.. في الحيوان.. وهذا يعني أنّ الأبناء أيّ الأشقّاء من ذات الأمّ والأبّ قد تختلف ألوان بشرتهم وعيونهم وشعرهم وأشكالهم وأطوالهم وصفاتهم وطباعهم وأخلاقهم عن بعضهم البعض لأنهم قد يأخذوا صفات الآباء والأجداد الأبعد فالأبعد فالأبعد، وهكذا يكونوا كالبستان المتنوّع الثمار والإنتاج.. وهذا ينطلي على النباتات بتنوعها واختلافها حتى في إنتاج النبتة الواحدة، قد تزهر شجيرة نوعا من الأزهار كلّها متشابهة في الشكل لكن بألوان مختلفة ومتباعدة جدا عن بعضها البعض وذلك بفعل تلاقح النباتات فيما بينها، وكذلك الطيور قد تتنوّع وتتفاوت في ألوان أبنائها بحسب الآباء والأجداد أيضا.. لذا حين ينتقد أحد ما الاختلاف بين الأشقّاء أخبره أنّ البطن بستان لا يحتكم لقاعدة واحدة من حيث التنويع في الأشكال والاختلاف في الألوان وكذا الطباع. .وبنظري فإنّ هذا هو الجواب الشافي لإسكات البعض عن جدالهم العقيم. وسبحان من خلق هذه الاختلافات في مخلوقاته لإرضاء جميع الأذواق!