هل لديك مشكلة؟ نحن هنا من أجلك.. الحوار يمكن أن يفتح عوالم جديدة.. تلك بعض شعارات أول خدمة عبر الهاتف تبتغي تقديم الدعم المعنوي لمسلمي ألمانيا من منظور ديني في مواجهة مشكلاتهم اليومية مهما كان نوعها. الخدمة الجديدة جرى إطلاقها خلال حفل إفطار أقيم في مقر برلمان ولاية برلين منتصف شهر رمضان الجاري، بحضور هايدي فيرنر وزيرة الشئون الاجتماعية في برلين، ووزير الداخلية إيرهارت كورتينج. وبينما قال الوزير إن إقامة الاحتفال في مقر البرلمان هو تعبير عن مسئولية الدولة الألمانية العلمانية إزاء حرية العقيدة، وصفت الوزيرة الخدمة بالرائعة، مشددة على أنه من المهم أن يجد صاحب المشكلة شريكا جديرا بثقته يتحاور معه ويراعي معتقداته الدينية. 70 اتصالا إحدى العاملات اللواتي يتلقين الاتصالات في الخدمة قالت: نستقبل الاتصالات يوميا لمدة 8 ساعات من الرابعة وحتى الثانية عشرة مساء، وتلقينا منذ منتصف رمضان أكثر من 70 مكالمة، والإقبال أخذ في التصاعد، وهناك مكالمات تستغرق أزيد من ساعة. ولفتت إلى أن ثلاثة أرباع المتصلين من النساء المسلمات، وهذا لا يعني أن مشاكل الرجال أقل، لكنهم يفضلون الانتظار وحل مشاكلهم بأنفسهم في البداية، فهم لا يفضلون البوح بضعفهم عكس النساء. وبينت العاملة أن المشروع ليس خطا للفتاوى الدينية، بل خط للمشاكل الشخصية والنفسية يدرك القائمون عليه جيدا الدور الذي يلعبه الدين في حياة المسلمين، فنحن نعطي النصيحة ونوفر الدعم عبر الحوار، مشددة على أن الهدف هو تقوية الصحة النفسية والاجتماعية للمسلمين. ومن المقرر مد العمل في الخدمة على مدار الساعة، ويمكن الاتصال على رقم: 030 / 44 35 09 821، أو زيارة موقع الخدمة: www.muslimisches-seelsorgetelefon.d ويتم بعناية اختيار وتأهيل العاملين الذين يوفرون الدعم للمتصلين، وهؤلاء العاملون هم متطوعون من شباب الجيل الثاني بين مسلمي ألمانيا الذين يدركون جيدا معاناة وصراعات هذا الجيل ما بين بلادهم الأصلية وبلدهم الحالي ألمانيا، كما يدركون جيدا طبيعة المجتمع الألماني الذين ولدوا وتربوا فيه، وهم يعملون في وظائف مختلفة، ويجيدون اللغة الألمانية ولغات أخرى، كالعربية والتركية والإنجليزية. مشروع مختلف فكرة هذه الخدمة ابتكرتها "إسلامك ريليف"، وهي منظمة خيرية إسلامية شهيرة في ألمانيا، وبعدها أطلقت حملة جمعت من خلالها تبرعات بقيمة 140 ألف يورو، هي ميزانية المشروع، بحسب الدكتور إيمران ساجير (35 عاما)، مدير الخدمة الجديدة، في حوار لجريدة "تاجس الجماينه تسيتونج" مؤخرا. كما تساند المشروع مؤسسات خيرية أخرى شهيرة، مثل دياكوني وكاريتاس. بعدها تم جمع فريق عمل من 22 متطوعا من الجنسين، وتأهيلهم ب"مؤسسة الرعاية الروحية المسيحية عبر الهاتف" في ألمانيا، مع مراعاة الفروق بين الإسلام والمسيحية. واستغرقت فترة التأهيل أربعة شهور جرى خلالها استقبال ما يزيد عن 350 اتصالا كتجربة لمساعدة المتطوعين على التعرف على أكثر المشكلات التي تواجه مسلمي ألمانيا البالغ عددهم نحو 3.5 ملايين مسلم من أصل حوالي 82.3 مليون نسمة. د. ساجير أوضح أن المشروع لا يقتصر على برلين فقط، بل يغطي كل الولايات الألمانية، ولفت إلى أنه قضى ثلاثة أيام في بريطانيا للتعرف عن قرب على تجربة "الهاتف الروحي للشباب المسلمين" المتواجد منذ ثماني سنوات. وشدد على أهمية المشروع في تلبية احتياجات المسلمين الذين يرغبون في الحوار ولا يمكنهم اللجوء الي الهاتف الروحي لدعم المسيحيين أو هواتف أخرى لا تتفق مع معتقداتهم الدينية، كما أن أئمة المساجد ليس بوسعهم التعامل مع الكثير من مشكلات المسلمين. وأوضح أن الهاتف يهدف إلى المعالجة المعمقة للمشكلات الاجتماعية مع مراعاة الأطر الدينية، لافتا إلى أن معظم من يطلبون المساعدة لديهم مشاكل أسرية، بالإضافة إلى حالات اغتصاب أو زواج قسري. وشدد على أن هذا المشروع مختلف عن غيره، مبينا أنه لا يشترط على المتصل ذكر اسمه، ومن ثم يتيح له عرض مشكلته دون خجل، كما يمكن للمتصل الولوج إلى بنك المعلومات على الموقع الإلكتروني للخدمة لمعرفة المزيد عن مشكلته وكيفية معالجتها. وعندما يتعلق الأمر بسؤال ديني بحت فإن لدى القائمين على المشروع قائمة بالمساجد وأئمتها، وبالتالي يدلون المتصل عليهم إن أراد، وفقا لمدير المشروع.