على الداخل إلى العاصمة الإسلامية لهذه السنة إذا أراد الدخول إلى المدينة العتيقة ( السوق) أن يلج من احد أهم بابين فيها: - باب الشهداء أو ما يعرف بباب الجلادين - أو باب تونس ولمن لم يزر القيروان من قبل أو زارها ولم ينتبه إذا دخل من باب تونس , سيلاحظ أول باب على يمين الداخل (داخل السور القديم) وقد فتح على مصراعيه و ربما صادف دخول أو خروج بعض الشباب (شباب تونس) أو كبار السن(كبار تونس) فلا يظنن أنه مسجد فالمسجد يقابله على بعد أمتار يسارا و بابه مغلق خارج أوقات الصلاة. و ربما صادف مرورك خروج أو دخول إحدى النساء(نساء تونس) فلا يحملنك تقدمهن في السن وقبح شكلهن(عفوا)على الاعتقاد أن في الداخل مأوى للعجز فمأوى العجز يقع بجانب سجن سيدي احمد قرب مقام الصحابي أبي زمعة البلوي بعيدا عن المكان الذي تمر أمامه.. إذا ما وراء باب تونس؟ اعلم يا سيدي أنك أمام أهم مؤسسة في المدينة ولا يغرنك تواضع مظهرها الخارجي الذي لا يساوي شيئا أمام واجهات اتحاد الشغل و قصر البلدية و أغلب المحلات التجارية. واعلم كذلك أنه لم يقدر أحد على النيل من هذه المؤسسة فهي أكثر استعصاء من نقابات الشغل و الصحافة و المحامين و الطلاب و منظمات حقوق الإنسان والأحزاب المعارضة فكل هذه منعت أو حوصرت أودجنت! فهذه المؤسسة حوفظ عليها على امتداد عقود وتمت إعادة بناء السور الذي انهار فجأة لحمايتها ولها قانون ينظم نشاطها مع العلم أنها لا تصنع و لا تنتج شيئا وبضاعتها أصبحت معروضة في الشوارع والمعاهد والجامعات. وهي مفتوحة وقت الصلاة وخارج أوقات الصلاة رغم عدم إرسالها برقية تأييد للترشيح وخلو بابها من صورة الزعيم أو لافتة للتأييد. ربما تستغرب هذا الأمر. ولكن سيزول استغرابك إذا علمت أن في الأمر رمزية لاتخفى إلا على غريب أو غبي أو مغرض يريد الخلط بين الدين والسياسة مستغلا مناسبة احتفال القيروان باختيارها عاصمة إسلامية لهذا العام 2009. ألم أعلمك في البداية أن المؤسسة احتكرت اسم الباب والباب يعرف ب(باب تونس) والأمر كما ترى لا يخلو من رمزية ولذلك لم ير أصحاب الشأن ضرورة لكتابة لافتة يكتب عليها *ماخور*... أفهمت الآن لماذا وجب ويجب وجوبا المحافظة عليه وعدم الإصغاء لنداء الشيخ عبد الرحمان خليف –رحمه الله- بإغلاقه لمنافاة نشاطه لتعاليم الإسلام.. أفهمت لماذا تتبخر أمام رائحة البول(عفوا)المنبعثة منه كل شعارات حرية المرأة وكرامتها وتولي مدبرة كل قيم الأخلاق والكرامة والدين.. أفهمت الآن لماذا يغلق باب المسجد المقابل اثر كل صلاة ويبقى بابه مفتوحا للزنا المحرم.. وان كنت فهمت شعار عاصمة إسلامية خطأ فهذا شأنك..فالماخور يا صاحبي بقبح فعله وشناعة جرمه واهانته لكل القيم الدينية والإنسانية والتربوية...باب نطل منه على التربية والتعليم والسياسة والإعلام والإدارة.. ولا تنس ..فالخروج إذا دخلت من باب تونس يكون من باب الجلادين.. والى اللقاء مع معلم آخر من معالم القيروان العاصمة الإسلامية. زائر دخل وخرج