باريس- بدأ يوم الثلاثاء الأخير من شهر يناير من هذا العام "ثلاثاء أخضر" بامتياز، أو "ثلاثاء الإسلام بفرنسا"، فقد تتالت الأحداث المتعلقة بالإسلام والمسلمين في هذا اليوم بشكل لافت إلى النظر، فمن زيارة الرئيس نيكولا ساركوزي لمقبرة إسلامية في شمال فرنسا إلى إصدار تقرير اللجنة البرلمانية حول النقاب (البرقع) إلى ضجة خبر تهديد الإمام شلغومي في ضواحي العاصمة الفرنسية باريس. ففي شمال فرنسا وتحديدا في مقبرة "نوتردام دي لاوريت" وبحضور رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية تلفظ الرئيس ساركوزي بما اعتبره البعض أكثر خطاباته طمأنة لمسلمي فرنسا، وقال في كلمته أمام قبور المئات من المسلمين الذين ماتوا من أجل فرنسا إبان الحرب العالمية الأولى إنه "لن يترك مسلمي فرنسا يتعرضون للإهانة".
وجاءت زيارة ساركوزي إلى هذه المقبرة بعد اللقاء الذي جمعه مع وفد من المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية لقصر الإليزيه أواخر العام الماضي، وهو اللقاء الذي طلب فيه الوفد من الرئيس اتخاذ خطوات طمأنة لمسلمي فرنسا، وخاصة بعد عدد من "الانحرافات" شهدها النقاش الوطني حول الهوية الوطنية بفرنسا. وأضاف ساركوزي في رحاب المقبرة التي تعرضت واجهات قبورها إلى التشويه من قبل عناصر يمينية متطرفة: "الإسلام هو دين عدد كبير من الفرنسيين، ولن نترك أحدا يقود بلادنا إلى الانتكاسة.. إن حرية الاعتقاد والتدين هي حريات أساسية مضمونة في دستورنا مثلما هو الأمر للعلمانية التي تضمن للجميع ممارسة ما يعتقده". ويوجد في مقبرة نوتردام دي لوريت 550 قبرا لمسلمين سقطوا في الحرب العالمية الأولى، وهم مسلمون ينتمون إلى المستعمرات الفرنسية في إفريقيا. لجنة النقاب وفي الوقت الذي كان فيه ساركوزي بشمال فرنسا يلقي كلمته التي لقيت تحية المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية كانت في العاصمة باريس اللجنة البرلمانية تقدم تقريرها في إحدى قاعات الجمعية الوطنية (البرلمان) لرئيس المجلس، وقد أوصت اللجنة في تقريرها بضرورة منع النقاب في الإدارات العامة والمستشفيات ووسائل النقل. ولم تذهب اللجنة في تقريرها إلى المطالبة بمنع النقاب في الشوارع، إلا أنها اعتبرت هذا المظهر مخالفا لتقاليد الجمهورية الفرنسية، وطالبت بمنع تدريجي له والعمل على اعتماد "البيداغوجيا" من أجل التخلص منه، ودعت البرلمان إلى إصدار قانون من أجل تقنين منعه. "تهديد" إمام وبسبب قضية النقاب خصوصا أفاقت وسائل الإعلام الفرنسية صبيحة الثلاثاء على خبر التهديد الذي تلقاه الإمام حسن شلغومي من قبل من وصفهم "بالكومندوز" ليلة الثلاثاء، حيث أورد الإمام في تصريحاته أن حوالي ثمانين شخصا ينتمون إلى جماعة "ائتلاف الشيخ ياسين" الإسلامية اقتحموا مسجد مدينة "درونسي" الذي يديره، وخطبوا في المصلين، واعتبروا أن الإمام كافر وخارج عن الشرع بتأييده منع النقاب بفرنسا، وتوعدوه بالعقاب، وقال الإمام شلغومي إنه سيرفع دعوى قضائية ضد المعتدين. وكان الإمام حسن شلغومي وفي تصريحات ل"إسلام أون لاين.نت" قد ساند سن قانون لمنع النقاب بفرنسا بالنظر إلى كونه في غير مصالح الأقلية المسلمة، ولا علاقة له بالشريعة الإسلامية. من جهته نفى "ائتلاف الشيخ ياسين" أي علاقة له بما صرح به الإمام شلغومي، وقال الائتلاف في موقعه على الإنترنت إن نقاشا وقع في مسجد درونسي في غياب الإمام شلغومي حول تصريحات هذا الأخير عن النقاب، وإن الحضور غادروا المسجد بهدوء، وقال الائتلاف إنه سيرفع بدوره دعوى قضائية بتهمة التشويه وبث أخبار كاذبة. مصدر الخبر : اسلام أونلاين نت a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=3898&t=ثلاثاء "أخضر" في فرنسا!&src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"