بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الكريم من خلال متابعة المقالات المنشورة في موقع الحوار أو في غيرها من المواقع الجادة يلاحظ المرء وقوع الكاتبين في كثير من الأخطاء اللغوية والصياغات الخاطئة، حتى أضحت هذه الأخطاء خافية على كثير من المهتمين والمتأنقين في كتابتهم. ومن باب الإنصاف يمكن تقسيم الكاتبين إلى ثلاثة أصناف: 1- - صنف من الكاتبين اشتملت كتاباتهم على قدر كبير من الدقة والتركيز حتى أنه يندر أن تجد لهم خطأ أو ثُلمة، فهؤلاء لايتطرق إليهم حديثي 2- - صنف ثان يغلب عليهم اللحن في اللغة فلا تمر فقرة أو جملة في نصوصهم دون أن يرتفع فيها مفعول أوينتصب فاعل، بلهَ ما تشتمل عليه كتابتهم من ركاكة في التعبير واضطراب في التركيب يقف القارئ أمامها في حيرة. فهؤلاء حري بهم أن يتحلوا بالصبر، فيدققوا قبل أن ينشروا. ولا بأس أن يحيلوا مقالاتهم على من يثقون في إتقانهم لمراجعتها وتصحيحها وهذا لا يعيبهم شيئا بل هو دليل على تواضعهم واحترامهم لقرائهم، كما يخدم ذلك أفكارهم ويسهل وصولها إلى القراء. فكم من صاحب خبرة في الحياة وحكمة في النظر إلى الأمور تعوزه اللغة لتبليغ خبرته وبيان حكمته للناس ، فلا بأس لهؤلاء أن يستعينوا بمن يمتلك ناصية البيان فتخرج أفكارهم في ثوب لائق بأصحابها، خادم لأهدافهم. 3- - صنف ثالث من الفضلاء الذين تكشف كتابتهم عن إلمام بقواعد النحو ودقة في الاختيار غير أنه يقع لهم أحيانا ذهول عن بعض الأخطاء واستسهال لما شاع منها بين الناس، فهؤلاء هم المقصودون بحديثي.، فأورد لهم ولسائر الإخوة بعض الأخطاء وتصحيحَها دون استقصاء لها فذلك ما لا يتسع له هذا المقال.
* هكذا أمر أو أمر كهذا من الصيغ الشائعة جدا قولهم: إن هكذا أمور... أو لا أرد على هكذا أسئلة... ولا يخفى ما في هذا التركيب من ركاكة وثقل والصحيح: إن أمورا كهذه، ولا أرد على أسئلة كهذه أو إن مثل هذه الأمور، ولا أرد على مثل هذه الأسئلة. والها هنا للتنبيه والكاف للتشبيه وذا اسم إشارة *أقول أن أو أقول إن يجب كسر همزة إن في اثني عشر موضعا هذا أحدها أي إذا جاءت مقول قول وهي وجملتها في محل نصب مفعول به لفعل أقول، وحسبك لبيان ذلك قوله تعالى( قال إنه يقول إنها بقرة ) *همزة قطع أوهمزة وصل من باب التيسير أذكر تعريف همزة الوصل ومواضع استعمالها وما عدا ذلك فموضعه همزة قطع. يؤتى بهمزة الوصل إذا كان بعدها ساكن لا يمكن ابتداء النطق به فيبدأ بها حتى يسهل النطق بالكلمة وهي تثبت ابتداء وتسقط في الدرْج. وهذه مواضعها: تكتب همزة الوصل قياسا في: الفعل الخماسي ومصدره ك انطلق انطلاقا السداسي ومصدره ك استخرج استخراجا في الأمر من الفعل الثلاثي ك اكتب ووردت سماعا في اثني عشر اسما وهي:اسم، واست، وابن، وابنم، وابنة، وامرؤ، وامرأة، واثنان، واثنتان، وايمن، وايم، وال الموصولة وهذالباب يقع فيه الخطأ غالبا ولا يكاد يسلم منه أحد إما لعدم معرفة أو لصعوبة التحكم في لوحة المفاتيح، ولمن ابتلي بإحدى العلتين أو كلتيهما أنصحه بأن يهمل رسم الهمزة مطلقا فلا يثبتها وصلا ولا قطعا فهذا أسلم من التخبط فيهما. وهو ما كان ينصح به أستاذنا رحمه الله. *نفس الشيء أو الشيء نفسه النفس والعين من ألفاظ التوكيد المعنوي وهي تابع يذكر تقريرا لمتبوعه ورفعا للمجاز فتقول: الشيء نفسه والأمر نفسه · *الغير مقبول أو غير مقبول إذا أردت الإضافة فالأصل ألا تدخل ال على غير، والصحيح أن تقول غير مقبول وغير معقول. * إضافة على ما تقدم أو إضافة إلى ما تقدم في المعجم الوسيط: أضاف الشيء إليه: ضمه. * متضلع في العلوم الشرعية أو متضلع منها في مختار الصحاح: تضلع الرجل : امتلأ شبعا وريا وفي الوسيط: ...تضلع من العلوم ونحوها. هذه بعض الأخطاء المتكررة وغيرها كثير وقد أعرضت عن ذكر أمثلة عملية من مقالات ونصوص محددة حتى لا يفهم أني أتتبع الزلات فليس هذا مقصدي، إنما هي النصيحة والتذكير، حرصا على الإفادة والاستفادة. وحسبي من ذلك كله تحريك سواكن الهمم نحو رعاية لغة القرآن وتجويد الكتابة بها وتنقيتها من شوائب العجمة ولحن العامة. فإن أصبت فالحمد لله وإن كان غير ذلك فحسبي أجر المجتهد. ينسب للعماد الأصفهاني قوله ( وقيل هو لغيره ): "إني رأيت أنه لا يكتب إنسان كتاباً في يومه إلا قال في غده لو غير هذا لكان أحسن، ولو زيد لكان يستحسن، ولو قدم هذا لكان أفضل، ولو ترك هذا لكان أجمل، وهذا من أعظم العبر، وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر".