أجمع رؤساء أجهزة الاستخبارات الأمريكية، على أن احتمالات تعرض الولاياتالمتحدة لهجمات إرهابية محتملة خلال الأشهر القليلة المقبلة، «في حكم المؤكد». وأجمع مديرو وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) ليون بانيتا، ومكتب التحقيقات الفيديرالي (اف بي آي) روبرت مولر، والاستخبارات القومية دنيس بلير، وأجهزة استخبارات أخرى أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، على أن «القاعدة»، لا تزال تشكل أكبر هاجس لأمن الولاياتالمتحدة، إلاّ أنهم اعتبروا ان على المجتمع الاستخباراتي أن يركز أيضاً على مواجهة التهديد المتنامي على أمن الانترنت وتخلل الجلسة جدل ساخن بين الأعضاء الجمهوريين والديموقراطيين حيال التهديدات الأمنية التي تواجه البلاد وكيفية تعامل إدارة الرئيس باراك أوباما معها، وتحديداً محاولة تفجير طائرة أمريكية فوق ديترويت في عيد الميلاد. ورداً على سؤال من رئيسة اللجنة ديان فاينشتاين، عن احتمال وقوع هجوم إرهابي على الولاياتالمتحدة في الأشهر الثلاثة إلى الستة المقبلة، اتفق المسؤولون مع بلير، حين أجاب ان هذا الاحتمال «مؤكد». وفي حين ان جميع قادة أجهزة الاستخبارات لم يذكروا تهديداً محدداً، إلاّ ان شهاداتهم أوضحت ان «القاعدة» تبقى الهاجس الأول، لافتين إلى ان إحباط المخططات الهجومية للتنظيم رهن باعتقال كبار قادته. وقال بانيتا «ان اكثر ما يقلقني ويجعلني مستيقظا في الليل، ان القاعدة وحلفاءها وروافدها الارهابيين يمكنهم في شكل جيد جدا مهاجمة الولاياتالمتحدة»، واضاف «ان اكبر تهديد ليس بالضرورة شن هجوم آخر مماثل لهجوم 11 سبتمبر (2001)، وانما تكييف القاعدة لاساليبها بطرق يصعب في الغالب اكتشافها»، لافتا الى أن التنظيم انتقل من استراتيجية تنفيذ هجمات كبيرة بمجموعة من لاعبين عدة، إلى استخدام أفراد ليس لهم أي خلفية إرهابية. واستشهد بمحاولة طالب نيجيري، تفجير طائرة أمريكية فوق ديترويت في 25 ديسمبر الماضي، مشيراً إلى ان عمر الفاروق عبد المطلب ليس لديه تاريخ طويل في العمل مع مجموعات إرهابية. واعتبر بانيتا ان الهجمات الأمريكية على المناطق القبلية الباكستانية «قامت بعمل عظيم في إحباط عمليات القاعدة»، وأضاف ان «ما يجري الآن هو انهم ينتقلون إلى ملاجئ آمنة في مناطق مثل اليمن والصومال». سرقة المعلومات من جانبه، قال بلير إن معسكر غوانتانامو أصبح من أبرز أدوات التجنيد للانضمام إلى صفوف «القاعدة»، مشيراً إلى أن مخططات التنظيم لمهاجمة الولاياتالمتحدة لن تتوقف حتى اعتقال أو تصفية زعيمه أسامة بن لادن، والرجل الثاني، أيمن الظواهري. وأضاف ان «معلومات حساسة تسرق يومياً من الشبكات الحكومية وشبكات القطاع الخاص، مما يقوض الثقة بأنظمتنا المعلوماتية وبأي معلومة تهدف أنظمتنا إلى إيصالها»، لافتاً إلى ان الأنشطة المشبوهة تتكاثر على شبكة الإنترنت بمستوى غير مسبوق وبمهارة استثنائية.