بأيّة صفة ترغب المرأة أن يشار إليها؟!.. وأيّ العبارات والتسميات هي الأحبّ والأقرب إلى وجدانها؟!.. بل أيّة ألفاظ تلك التي ترضي أنوثتها؟؟..
الكثير نسمعه يقول أنّ "فلانة رجل أو تشبهه" وغير ذلك من الإشارات والنعوت.. إلّا أنّ كلّ واحد منّا يفسّر هذا القول على طريقته الخاصة، وبأسلوبه الخاص.. هناك من يفهم هذه المقولة على أنّ هذه المرأة هي كما نقول باللهجة الدارجة "قدّ حالها"، بحيث لا يجرؤ أحد على التمادي معها أو التغلب عليها ولو كان رجلا، وهنالك أيضا من يفسّرها على أنّها انتقاص لأنوثة المرأة واستهانة بها عندما توصف بهذا فيقرّبونها من شخصيّة الرجل، إلا أنّ عبارة - امرأة رجل أو مثل الرجل - لا تحمل دائما معنى عبارة "امرأة مسترجلة"، فالمسترجلة هي صفة ملازمة لسلوك امرأة ما ومواصفاتها.. طبعت شخصيتها وانعكست على أفعالها وردود أفعالها، بحيث تآكلت أنوثتها لصالح ذكورة مشوّهة..
أمّا مفهوم المرأة الرجل في المدونة الشعبية وإنّ تخلّلته بعض الدلالات السلبيّة فإنّه وفي مجمله ينحو نحو منحى إيجابيّا لدى البعض، وعادة ما تقودنا هذه الكلمة عند لفظها إلى امرأة محافظة ثقة يصعب التلاعب بها.. أنوثتها محصّنة وليست عرضة للأيادي العابثة أو العقول المريضة وهي امرأة ليس من السهل اختراقها، لكن ما يفرق بينها وبين المسترجلة هو أنّها تستعير بعضا من خصال الرجولة لتستعملها في وقت الحاجة إليها،، كدرع من الأخطار المحدقة.. فهي إذًا سلاح لمعركة ينزع في السلم والأمن، لتعود الأنوثة متدفقة من جديد كعادتها.
بعض خصال الرجولة عادة ما تلجأ إليها شرائح معينة من النساء نذكر منهنّ على سبيل الذكر لا الحصر الأرملة والمطلقة والمرأة الغائب عنها زوجها ونقلت إليها مسئولياته، كذلك الفتاة المتغرّبة البعيدة عن أهلها لعمل أو دراسة...
بإمكان الأنوثة الخصبة أن تدحر ملامح الذكورة في سلوك الأنثى، لكن لا يمكننا القول أنّ الأنوثة المتدفقة في جميع الأوقات هي السلوك السوي أو هي الأخلاق في أحسن مظاهرها أو هي الفضيلة، لأنّ هناك غانية قد تفيض أنوثة،، كما أنّ هناك عابدة تفيض أنوثة.. وهنا يصبح الحديث عن أسلوب الاستعمال فمنهنّ من تستعمل أنوثتها الاستعمال السوي ومنهنّ من تستعملها بشكل مختل وغير سليم.
لهذا بمقدورنا القول أنّ المرأة التي تنبع أنوثة وأخلاقا حميدة هي مطلب المجتمعات الفاضلة.