أعلنت وزارة الأوقاف المصرية أنها لن تمنع سنَّة الاعتكاف في مساجدها المخصصة لإقامة هذه الشعيرة التي يحرص عليها قسم كبير من المصريين في العشر الأواخر من شهر رمضان الفضيل، لكنها ستسن عددا من الإجراءات الوقائية لتجنب انتشار فيروس إنفلونزا الخنازير بين المعتكفين. وفي تصريحات ل"إسلام أون لاين.نت" اليوم الخميس قال الشيخ شوقي عبد اللطيف وكيل وزارة الأوقاف: "لا يمكن منع سنة مؤكدة في رمضان، ولكن في ظل مرض إنفلونزا الخنازير فإن الوزارة تسعى لتوفير جميع سبل الوقاية للمعتكفين عند أداء هذه السنة". وأضاف: "لقد قررنا تخصيص 3032 مسجدًا للاعتكاف خلال الأيّام العشر الأواخر من الشهر الكريم في جميع المحافظات، على الرغم من مخاوف انتشار مرض إنفلونزا الخنازير بين المعتكفين في المساجد"، مؤكدا أن وزير الأوقاف المصري محمود حمدي زقزوق لم يصدر قرارا بإغلاق المساجد التي خصصتها الوزارة للاعتكاف. وعن هذه الإجراءات، قال مصدر مسئول بوزارة الأوقاف "لإسلام أون لاين" رفض الكشف عن هويته: إن "من هذه الإجراءات تعقيم المساجد بشكل يومي، ومتابعة صحية من مديرية الصحة المتواجد فيها المسجد الذي خصص للاعتكاف". وأضاف: إن "الوزير محمود زقزوق أصدر توجيهاته لمديريات الأوقاف الإقليمية بتوفير تهوية جيدة، ومياه نظيفة في كل مسجد، وفتح الأبواب والنوافذ باستمرار كإجراء وقائي لحماية المصلين من الإصابة بمرض إنفلونزا الخنازير". وبحسب وزارة الصحة المصرية، فإن عدد الإصابات بلغت حتى الآن نحو 749 حالة، بينما سجلت حالة وفاة واحدة جراء هذا المرض، وهي لسيدة كانت قادمة من أداء العمرة. "اعتكاف دون مبيت" وعن جهود المساجد التي تستعد لأداء الاعتكاف فيها، قال عبد الله المصري عضو اللجنة الدينية في جامع عمرو بن العاص في تصريحات لإسلام أون لاين: إن "المسجد لن يمنع الاعتكاف هذا العام، وسيقوم بإعداد خيمة مفتوحة للاعتكاف بعيدا صحن المسجد حتى توقي الناس من الإنفلونزا". وبشأن الرؤية الشرعية للاعتكاف في ظل مرض إنفلونزا الخنازير، قال الدكتور علي جمعة مفتي مصر: إن "الاعتكاف سنة، ووزارة الأوقاف تقوم بتخصيص مساجد تستوعب قضية الاعتكاف من بقاء ونوم وأكل وشرب". وأوضح ل"إسلام أون لاين": "أما قضية الأمراض وبالأخص إنفلونزا الخنازير فهي قضية طارئة نتعامل معها حسب ظرفها، فنحن الآن أمام وباء حدث وأعلن عنه وهو ضد تجمع الناس، وينبغي أن نجد حلا له، ويصبح من الممكن أن ننسحب عند إعلان الوباء، كأن نصلي الجمعة خارج المسجد، بحيث توجد حيل نحتال بها على الوضع الطارئ، وبعد انتهاء الطارئ نعود إلى ما كنا عليه". وفي بيان وصلت نسخة منه ل"إسلام أون لاين.نت"، اليوم الخميس طالبت هيئة علماء الجمعية الشرعية بمصر المسلمين أن يأخذوا الرخصة الشرعية في تنفيذ سنة الاعتكاف عند الأئمة الثلاثة؛ بانعقاده دون المبيت، فيدخلون المساجد بنية الاعتكاف وبخاصة في أوقات الصلاة والتراويح، إلا إذا كان هناك نذر واجب فعلى الناذر الوفاء به". وأضاف البيان: إن"على كل معتكف يريد المبيت أن يأخذ حذره بأن يتأكد من خلوه من أعراض المرض، ومراعاة الشروط الصحية في مكان الاعتكاف، مع استحضار أن المريض الذي كان معتادا على الصلاة في المسجد فمنعه المرض يكتب ثواب خطواته إلى المسجد وهو في بيته". وأكدت الهيئة أن هذه الشروط هي مما حث عليه الإسلام، مستدلة بأن النبي صلى الله عليه وسلم ترك الاعتكاف العشر الأواخر من رمضان حين وجد النساء قد ضربن أخبيتهن في المسجد، وقضاه في شوال. وطالبت الهيئة إدارات المساجد أن تتعاون مع المعتكفين الذين يريدون المبيت بتهيئة الظروف الملائمة، والاكتفاء بالعدد المناسب للأماكن المتاحة في كل مسجد.