استمع مساء أمس ممثل النيابة العمومية بمحكمة تونس الابتدائية إلى الزميلة الصحفية سميرة الدامي في ما عرف بقضية قناة نسمة تي.في في الوقت الذي يفترض أن يكون استدعاء قد تم توجيهه للمسؤول بالقناة والمنشطة مها شطورو لسماع أقوالهما. وتم سماع الصحفية بجريدة «لابراس» الزميلة سميرة الدامي من قبل مساعد وكيل الجمهورية إذ أكدت أنّ مقالها الذي كتبته حول نسب المشاهدة في القنوات التلفزية تضمن رأيا علميا وفنيا توصل إلى أنه من غير المعقول أن يتم توظيف أرقام نسب المشاهدة وتوجيهها بشكل غير دقيق لغايات ربحية وذلك لجلب شركات الإشهار. وقال محاميها الأستاذ الحبيب بن زايد أنّ المسؤول قانونا هو بالدرجة الأولى مدير القناة باعتباره فاعلا أصليا أما المنشطة فهي شريك على معنى أحكام الفصل 68 من مجلة الصحافة. وكانت الصحفية قد رفعت عن طريق محاميها قضية عدلية لدى المحكمة الابتدائية بتونس في الثلب والشتم واعتبرت أنّ ما صدر عن المنشطة بقناة نسمة تي في يدخل في خانة السب والتجريح، وهو ما أشار جدلا كبيرا على الساحة الإعلامية.
أسئلة وقد اتصلت «الشروق» بالسيد معز السيناوي المسؤول عن الاتصال بقناة نسمة تي في لمعرفة موقفهم من القضية، خاصة وأنه لم يصدر عنهم أي موقف أو رأي منذ انطلاق المشكل فقال «لماذا يتمسك الإعلاميون بالجزئيات في حين يهملون القضايا الرئيسية» وأضاف «لماذا أهملت الصحف أشياء أهم من المهم، وأهملت أسبوع القضية الفلسطينية على القناة في حين تم التركيز على موضوع تفصيلي». وقال «لقد استدعت قناة نسمة فدوى البرغوثي وقسام البرغوثي وليلى خالد وريم البنا وإبراهيم نصر الله وإلياس صنبر وإلياس سليمان وسحر خليفة وحمام الأكحل وممثلين ومغنين فلسطينيين وشخصيات فلسطينية هامة ومؤثرة وقدمنا أفلاما وثائقية وسينمائية عن فلسطين لم تعرضها أي قناة تلفزية في العالم». وقال السيد معز السيناوي، لم نعثر في الصحف التونسية على أي مقال يتناول المسألة أو حتى ينتقد ما تمّ تقديمه من أعمال هامة جدّا خلال أسبوع فلسطين، في حين يتم التركيز على ما يقوله منشط أو ما يسهو عنه آخر. أما عن قضية الزميلة سميرة الدامي فلقد قال «نحن متمسكون بالقانون، ونعتبر أيضا أنّ ما صدر عن الصحفية المحترمة سميرة الدامي هو أيضا من قبيل الثلب» وأضاف: «أما ما قالته المنشطة فهو أيضا نعتبره يدخل في إطار حق الرد على كلام بنفس النوع لكن في صيغة «سكاتش» وقال «نحن وسيلة إعلامية ومن حقنا أن نردّ في (وعلى) جميع وسائل الإعلام.. ونحن نعتبر أنّ المسألة عادية، ولنترك القانون يأخذ مجراه».
حقّ الردّ من جهة ثانية توجهنا إلى محامي الزميلة سميرة الدامي الأستاذ الحبيب بن زايد الذي قال إنّ حق الرد محدّد من الفصول 26 إلى 30 وما بعده من مجلة الصحافة إذ تمّ تحديد شروط الرد وآجاله ولا يمكن للردّ أن يكون في أي وسيلة غير الوسيلة التي نشر فيها المقال المردود عليه. وقال الأستاذ بن زايد «إن الفصل 29 من مجلة الصحافة ينص على أنّ الرد يكون دائما مجانا ولزوميا في الطبعة والطبعات التي نشر بها المقال» وقال: «إنّ حق الرد لا يمارس إلا في النشرية التي تمّ فيها نشر المقال، وأنّ حق الرد ليس مطلقا بل هو أيضا مقيّد بالقانون» واعتبر المحامي أنّ ما صدر عن منشطة قناة «نسمة.تي.في» فضلا عن أنه يخرج عن نطاق حق الرد فهو يدخل تحت طائلة الثلب والمس من الكرامة، وقال لقد قدّمنا إلى النيابة العمومية كل الوثائق والقرائن اللازمة لتأكيد وقوع الثلب والشتم على معنى أحكام مجلة الصحافة والمجلة الجزائية.
