" عيون في غزة " حرية التعبير عن الحقيقة الدكتور جهاد عبد العليم الفرا
" عيون في غزة " كتاب سيذكره التاريخ في عداد الشهادات التاريخية الموثقة عن جرائم الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ، وستسطر صفحاته بمداد من ذهب على جبين الإنسانية ، وسيقف إلى جانب تقرير " جولدستون " في تعريته للجرائم الإسرائيلية التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة . إنه يشهد التاريخ على أن " اللإنسانية " هي العنوان الأبرز للعدوان والحرب والجريمة.. فحينما احتل الأوروبيون أمريكا كانوا يصورون الهنود الحمر على أنهم "حيوانات بدائية تقف في وجه الحضارة " ، و كانت الدعاية الألمانية في الثلاثينيات من القرن الماضي تتحدث عن اليهود على أنهم " حيوانات مفترسة يجب أن تنقرض " ، وأثناء مجازر رواندا في بداية التسعينييات من القرن ذاته كانت قبائل التوتسي توصف ب " الصراصير " . أما الماركة المسجلة للحرب الظالمة والعدوان الوحشي على قطاع غزة فهو " الإرهاب " و " أطفال حماس " كتاب يعرض قصة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في شتاء 2008 2009 كما رآها وشاهداها وعاينا معاناة أهلها وبشاعة ماتعرضوا له من قصف وهمجية مؤلفا الكتاب الطبيبان النرويجيان مادس فريدريك غلبرت و إيريك فوس اللذان كانا الغربيان الوحيدان اللذان استطاعا أن يلجا إلى قطاع غزة مع بداية العدوان على القطاع بالرغم من ظروف الحصار الخانقة . والدكتور مادس فريديريك غلبرت طبيب نروجي من مواليد عام 1947 أخصائي في التخدير ورئيس قسم الإسعاف والطوارئ في جامعة شمال النرويج في مدينة " ترومسو " المعروفة " بشمس منتصف الليل " ويأتيها السياح في فصل الصيف من أنحاء العالم ليستمتعوا بتلك الآية الربانية في الخلق حيث تظهر الشمس في منتصف الليل . هذا الطبيب ذو القلب الرقيق والنفس المفعمة بالإنسانية لايكاد يسمع بمأساة أو كارثة أو عدوان في منطقة من مناطق العالم إلا ويهب ليقدم عصارة جهده وخبرته في إسعاف ونجدة المصابين حيث سبق له وهب إلى بيروت أثناء الإجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان في بداية الثمانينات كما أنه شارك في أعمال الإغاثة الطبية في أفغانستان وكردستان وكمبوديا وبورما وأنغولا ونيبال. وأما زميله جراح الصدر البروفيسور إيريك فوس المولود عام 1950 والذي يعمل في قسم الجراحة الصدرية في المستشفى الملكي الجامعي في العاصمة النرويجية أوسلو والمعروف عالميا بمحاضراته وأبحاثه الطبية في مجال الجراحة الصدرية " القلب والرئتين " فقد قضى مع زميله مادس فريديريك غلبرت ثلاثة عشر يوما في مجمع الشفاء بغزة في أحلك الظروف وفي خضم الحرب أجرى خلالها العديد من العمليات المعقدة في الجراحة الصدرية وساهم في إنقاذ حياة العديد من الجرحى والمصابين . إضافة إلى عملهما الإنساني في إسعاف الجرحى والمصابين حرص هذان الطبيبان على تسجيل مشاهداتهما اليومية وتوثيقها ثم جمعها وتسجيلها وتضمينها في هذا الكتاب الذي يعتبر ملحمة في حرية التعبير عن الحقيقة وموثقا بصور تدعم الحقائق التي تحدثا عنها .. وقد عرفتهما وسائل الإعلام من خلال إدلائهما بتصريحاتهما عن تلك المشاهدات اليومية وكان هدفهما الرئيسي من تلك التصريحات أن تقف تلك الحرب المجنونة وأن تضع أوزارها . إنهما يصفان الجراح الخطيرة والحالات الحرجة التي كانت تأتي يوميا وتباعا لأطفال وشيوخ ونساء إلى مجمع الشفاء في قطاع غزة .. وكيف أنهم وزملاءهم الفلسطينيين في مجمع الشفاء كانوا يصلون الليل بالنهار ولايكادون يستريحون إلا بالقدر الذي يمكنهم من الاستمرار بعملهم الدؤوب هذا في إنقاذ أولئك الضعفاء . كتاب " عيون في غزة " وصف متجرد لمعاناة الجرحى من الأطفال والنساء والشيوخ في قطاع غزة أثناء فترة العدوان تحمل مؤلفاه في سبيله معاناة التهديد والوعيد ممن يحاربون حرية التعبير عن الحقيقة .لكن الجمهور كافأهما على جهودهما الإنسانية وجرأتهما على تعرية هذه الجرائم التي ارتكبت في حق الإنسانية فكان كتابهما الأكثر مبيعا في النرويج حيث بيع منه حتى الآن أكثر من مليون نسخة . نشرته مؤسسة جولديندال للطباعة والنشر باللغة النرويجية ويقع في 308 صفحات من القطع المتوسط وقد أثنى عليه العديد من رجال السياسة والفكر والثقافة والإعلام ونال عددا من الجوائز.. وكان على رأس من أثنى عليه وزير الخارجية النرويجي يوهانس جيهرستور.وتجري في هذه الأيام ترجمته للعديد من اللغات العالمية ومنها العربية والانكليزية والسويدية وسيكون لهذا الكتاب وقعه وتأثيره على القارئ الغربي في فهم حقيقة ماوقع وماجرى على أرض غزة أثناء العدوان عليها في شتاء 2008 2009 .