هدد مسؤول كبير في الحركة الشعبية لتحرير السودان يوم الثلاثاء 30 -03-2010 بانضمام الحركة إلى أحزاب المعارضة في الشمال في مقاطعة انتخابات إبريل "دفاعا عن حرية الانتخابات ونزاهتها" . يأتي ذلك بعد يوم واحد من تهديد الرئيس السوداني عمر حسن البشير للحركة الشعبية بعدم إجراء الاستفتاء على الانفصال في جنوب السودان في 2010 إذا قاطعت الانتخابات . وهون باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية من شأن تحذير البشير قائلا " إذا قاطعت الأحزاب السياسية في شمال السودان الانتخابات دفاعا عن الانتخابات الحرة والنزيهة فستنضم الحركة الشعبية لتحرير السودان إليها ." وأضاف أموم قائلا إن البشير "يهدد أهل جنوب السودان بعرقلة حقهم في إجراء استفتاء وهذا موقف بالغ الخطورة ." وألغي اجتماع كان من المقرر عقده يوم الثلاثاء بين البشير ونائب رئيس الجمهورية سلفا كير زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان لأن حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه البشير رفض إضافة بواعث قلق المعارضة إلى جدول الأعمال . ووقع حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية عام 2005 اتفاقا للسلام منح الجنوب حكومة شبه مستقلة وشكلت بموجبه حكومة ائتلافية من الجانبين على المستوى الوطني . لكن مسؤولي الحركة الشعبية يقولون إن حزب المؤتمر الوطني ما زال مسيطرا على مقاليد السلطة سيطرة تامة وأن وزراء الحركة أداة طيعة في يديه. وبلغ التوتر بين الجانبين مداه وكانت تصريحات البشير يوم الاثنين أول تهديد بإلغاء الاستفتاء على الانفصال . ومن المقرر أن تبدأ الانتخابات وهي أول انتخابات رئاسية وبرلمانية تعددية منذ 24 عاما في 11 إبريل لكن أحزاب المعارضة تتهم اللجنة الوطنية للانتخابات بالانحياز لحزب المؤتمر الوطني وهو أمر تنفيه اللجنة . وحذر البشير الحركة الشعبية لتحرير السودان من أن الاستفتاء على انفصال الجنوب لن يجرى إذا رفضت المشاركة في الانتخابات التي من المقرر أن تجرى في إبريل . ونقلت قناة الجزيرة عن البشير قوله في خطاب انتخابي في الخرطوم أنه إذا رفضت الحركة إجراء الانتخابات فسيرفض إجراء الاستفتاء وقال إنه لن يقبل تأجيل الانتخابات ولو حتى ليوم واحد. وتطالب المعارضة بتأجيل الانتخابات إلى نوفمبر. وتستند في ذلك إلي استمرار الصراع في دارفور وعدم تسوية شكاوى بشأن ما تعتبره مخالفات انتخابية . أخطاء واتهامات
وفي خطأ جديد ضمن سلسلة أخطاء تكتنف عملية الانتخابات قالت الهيئة الحكومية المكلفة بطبع بطاقات الاقتراع الخاصة بانتخابات الرئيس وحكام الولايات يوم الثلاثاء إنها طبعت بطاقات الاقتراع الخاصة بانتخابات الرئاسة باللغة العربية فقط بينما بتحدث معظم أبناء الجنوب اللغة الانجليزية . ويضيف "خطأ اللجنة الوطنية للانتخابات مشكلة جديدة إلى قائمة المشاكل التي تحيط بالانتخابات وهي بالفعل من أكثر الانتخابات في العالم تعقيدا حيث تستعمل فيها ألف بطاقة اقتراع مختلفة ويدلي كل ناخب فيها بما لا يقل عن ثمانية أصوات مختلفة . وقال المراقبون الدوليون للانتخابات إن مئات الآلاف من الأسماء غير مدرجة في كشوف الناخبين وغضبت أحزاب المعارضة أشد الغضب لقرار حزب المؤتمر الوطني السماح لمطبعة مملوكة للدولة بطبع بطاقات الاقتراع وكشوف الناخبين . وقال محمود عثمان الطيب مدير الإنتاج في مطابع العملة الحكومية لرويترز إن المطابع تسلمت تصميمات البطاقات باللغة العربية وحدها . وقال مسؤول في اللجنة الوطنية للانتخابات إن الخطأ يرجع إلى الاستعجال وأنه يجري إرسال قوائم المرشحين باللغة الانجليزية إلى مراكز الاقتراع الجنوبية كمرجع لمن لا يفهمون العربية . وقال مختار العصام وهو عضو آخر في اللجنة الوطنية للانتخابات لرويترز إنه ما دامت رموز الأحزاب وصور المرشحين موجودة في البطاقات فلا بأس . إلا إن الحركة الشعبية لتحرير السودان قالت أن الخطأ متعمد ويهدف إلى استبعاد الناخبين الجنوبيين. ويمثل الناخبون في الجنوب 25 في المئة من العدد الإجمالي للناخبين في البلاد ومن ثم ينظر على نطاق واسع إلى مرشح الحركة الشعبية في انتخابات الرئاسة ياسر عرمان على أنه أكبر منافس للبشير، وقال المسؤول الكبير في الحركة الشعبية وليد حامد "لا أعتقد أنه خطأ. إنه أمر محسوب ."