عاجل/ قضية مقتل تونسي في مرسيليا: تطورات الجديدة..    يوم الطالب التونسي في دورته الاولى بالبرتغال يوم الجمعة 26 سبتمبر الجاري    153 دينارا كلفة العودة المدرسية لتلميذ سنة أولى أساسي..    بشرى للمواطنين بخصوص التزود بهذه المواد..#خبر_عاجل    الاحتلال يدمر 50 بناية كليا و100 جزئيا بمدينة غزة منذ فجر اليوم..#خبر_عاجل    إصابة نحو 15 إسرائيليا في إطلاق نار بالقدس المحتلة..#خبر_عاجل    أحد عشر عاما على اختفاء الصحفيين الشورابي والقطاري في ليبيا ..والأمل لم ينقطع..وهذه آخر المستجدات..    ألكاراز يهزم سينر ويحرز لقبه الثاني في بطولة أمريكا المفتوحة    ألكاراز يهزم سينر ويحرز لقبه الثاني في بطولة أمريكا المفتوحة    جبل الجلود: إيقاف مجرم خطير محل 20 منشور تفتيش    غار الملح تستعيد بريقها الثقافي بعودة اللقاءات الدولية للصورة    فرنسا على موعد مع تصويت مصيري على حكومة فرانسوا بايرو    مقتل المهاجر التونسي عبد القادر الذيبي في مرسيليا: عمادة المحامين تتبنى القضية وتدعو لاحترام إرادة العائلة    لسبب غير معلوم.. قطع كابلات بحرية في البحر الأحمر يعطل الإنترنت في آسيا والشرق الأوسط    مادورو يأمر بنشر 25 ألف عسكري على حدود كولومبيا    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    رئيس الأرجنتين ميلي يتلقى هزيمة ساحقة في انتخابات بوينس آيرس    شهدت إقبالا جماهيريا كبيرا: اختتام فعاليات تظاهرة 'سينما الحنايا' بباردو    ترامب: قريبون من اتفاق حول غزة والإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين في القطاع    الدورة 69 من مهرجان لندن السينمائي: 'صوت هند رجب' و'سماء موعودة' ضمن القائمة    أخبار مستقبل قابس: استعدادات كبيرة لمباراة جرجيس    بنزرت: انتفاع 4400 تلميذ بالمساعدات الاجتماعية    المهدية..أبوابه بقيت مغلقة منذ 8 سنوات.. مطالب بتخصيص متحف دار البحّار ل«كنز المهدية» الإغريقي    عقارب تفتتح مهرجان العلوم: 3 أيام من الاكتشاف بين الفلك والرياضيات والبيئة    بالمتحف الأثري والإثنوغرافي بالمكنين أنشطة فكرية وفنيّة تخليدا لذكرى 5 سبتمبر 1934    ما لا تعرفه عن الكولسترول: ضروري للذاكرة والتعلم    مرصد شاهد: ارتفاع درجات الحرارة ساهم في عزوف الناخبين عن الاقتراع في الدور الثاني للانتخابات التشريعية الجزئية بولاية توزر    نادي الحرس الوطني يحيي حفلا فنيّا ساهرا بمناسبة الذكرى 69 لانبعاث سلك الحرس    البنك المركزي يرفع سقف التحويلات المالية للطلبة بالخارج: التفاصيل    النادي الصفاقسي يتعاقد مع حمزة المثلوثي لمدة سنتين    استعدادا لمونديال كرة القدم تحت 17 عاما: خمس مقابلات ودية للمنتخب التونسي    مجموعة "مصابيح صوفية" للمصمّم التّونسي حسان جلجلي حاضرة ضمن "أسبوع التصميم بباريس 2025"    ''الخسوف الدموي'' للقمر يعود بعد سنوات...شوف شنيا أصلو في مخيلة التونسي    الخسوف الكلي يبدأ عند 18:35... إليك التفاصيل    جندوبة عامرة بالزوار: أكثر من 818 ألف سائح حتى آخر أوت!    محرز الغنوشي: ''صفاء مرتقب الليلة وارتفاع طفيف في الحرارة الليلية''    5 عادات ''غالطة'' تستهلك وقود الكرهبة أكثر ملي تتصور...شوف شنوا؟    بطولة العالم للكرة الطائرة أكابر: المنتخب التونسي يواجه كوريا يومي 8 و 9 سبتمبر وديا    الدورة الثانية من صالون "آرتي كريا" من 6 إلى 12 أكتوبر 2025 بقصر المعارض بالكرم    هل تونس على موعد مع تقلبات جوية قوية عشية اليوم؟ إليك التفاصيل!    الدورة الرابعة للصالون الدولي للسياحة والعمرة يومي 12 و13 سبتمبر الجاري بالعاصمة    الداخلية: احالة صيغة محينة لمشروع القانون الأساسي للعمد على رئاسة الحكومة لاستكماله ونشره بالرائد الرسمي    ديوان الحبوب: بامكان الفلاحين "مقايضة" جزء من محاصيل القمح "ببذور مثبتة"    شنوما التحاليل اللي ضروري تعملهم العروس قبل الزواج؟    وزارة التجهيز والاسكان تنتدب...    النجم الساحلي ينهزم وديا أمام الكوكب المراكشي 1-2    الداخلية: عمليات مراقبة وتحسيس متزامنة على أسواق الجملة في كافة أنحاء الجمهورية    القهوة على معدة فارغة: فايدة ولا ضرر؟ شوف شنوّة يصير للجسم    توقعات الأبراج لليوم: بين الأمل والحذر.. اكتشف ماذا يخبئ لك الأحد    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    أمطار منتظرة الليلة بهذه المناطق..#خبر_عاجل    خسوف كلي للقمر في معظم الدول العربية بداية من ليلة الأحد    الخطوط التونسيّة تسجّل نتيجة صافية سلبية ب335 مليون دينار في 2021    تونس في مواجهة مصر: تفاصيل اللاعبين والموعد الرسمي للمباراتين    غدا.. خسوف كامل والقمر "دموي"    عاجل: صدور نتائج حركة النقل الدورية للابتدائي.. التفاصيل على الرابط التالي    عاجل/ فيروس "إيبولا" يعود من جديد    هيئة الصيادلة تدعم اجراءات المجلس الوزاري المضيق حول المنظومة الدوائية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من أساليب التربية النبوية: أسلوب الحكيم (الالتفات إلى الأهم)
نشر في الحوار نت يوم 13 - 04 - 2010


من أساليب التربية النبوية

أسلوب الحكيم (الالتفات إلى الأهم) ( 13)

الدكتور عثمان قدري مكانسي

يكون الرسول صلى الله عليه وسلم جالساً بين أصحابه رضوان الله عليهم يعلمهم ويربيهم ، يحادثهم ويحاورهم ، يباسطهم ويوادهم . . فيهم الألمعي الذكي ، وفيهم البسيط الغر ، وفيهم الصغير الغمر القليل الخبرة ، وفيهم ذو السن الذي حنكته التجارب وعركته الحياة ، فدرى كنهها وذاق حلوها مرها . .
ويسأله أحدهم سؤالاً ليس له جواب ، إما لأنه من علوم الغيب التي استأثر الله سبحانه نفسه بها فلا يطلع عليه أحداً ، وإما أن الجواب ليس له فائدة تذكر ، والمعرفة به لا تضيف جديداً ، وهنا يستغل النبي صلى الله عليه وسلم السؤال ويبني عليه قضية جديدة جديرة بالنظر والتفكير والتأمل ، جديرة بالعمل فيما ينتج عنها ، وهذا هو الأهم .
فمن ذلك ما رواه أنس رضي الله عنه أن أعرابياً سأل النبي صلى الله عليه وسلم :
فقال : متى الساعة يا رسول الله ؟
فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : ماذا أعددت لها ؟
قال : حب الله والرسول .
فقال صلى الله عليه وسلم : أنت مع من أحببت(1) .
فالأعرابي – كما رأينا - يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أمر غيبي لا يعرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا ينتج عن معرفته أمر إيجابي ، ولا عن الجهل به أمر سلبي ،وهنا نجد أسلوب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسميه البلاغيون : أسلوب الحكيم أو الالتفات إلى الأهم فيجيب عن سؤاله بسؤال : ماذا أعددت لها ؟
فالمهم في معرفة يوم القيامة الاستعداد لها ، والعمل الدؤوب الناصح ، وعندها يقر الأعرابي أنه قليل العمل ، ضعيف الهمة ، إلا أن في قلبه حباً عظيماً لله سبحانه ولرسوله الكريم . .
جواب إن صدق فيه عظيم ، فهذا جوهر الإيمان ، وحقيقة الإسلام ، وهنا يقرر النبي صلى الله عليه وسلم قاعدة نورانية ، ضياؤها يشع ويملأ النفوس أملاً ، والقلوب سعادة ، والجوانح خشوعاً : أنت مع من أحببت ، وهل هناك هدف أسمى وأعظم من هذا الهدف ؟!!
قال أنس في رواية أخرى فما رأيت المسلمين فرحوا بعد الإسلام أشد مما فرحوا يومئذ(2).
ومن هذا القبيل ( أسلوب الحكيم والالتفات إلى الأهم ) ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم بصبي .
فقالت : ادع له ، فقد دفنت ثلاثة .
فقال : احتظرتِ بحظار شديد من نار(3) .
فهذه امرأة – كما قرأنا - فقدت ثلاثة من أطفالها ، فلما ولد الرابع جاءت به النبي صلى الله عليه وسلم كي يدعو له بطول العمر. . ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم مستجاب ، ويحق لها ذلك ، فهي أم ، وما أدراك من الأم ؟! فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بما أرادت ، لكنه نبهها والمسلمين إلى فضل من الله عظيم كتبه تعالى لمن يفقد أبناءه : إنه النجاة من النار .
ومن هذا القبيل أيضاً : ما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يريد الجهاد فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : أحي والداك ؟
قال : نعم .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ففيهما فجاهد(4) .
لفتة عظيمة من القلب الرحيم ، والمعلم العظيم ، ودرس رائع من أستاذ الأساتيذ ، ومعلم الناس الخير .
فالجهاد ذروة سنام الإسلام لا شك في ذلك ولا ريب لكن رضاء الوالدين والقيام عليهما ، وتلبية حاجاتهما جهاد وأي جهاد !!
إن قيامك على أمرهما ، وإرضاءك لهما جهاد عظيم فلا تُفَوّته أيها المسلم .
وفي رواية أخرى عن رجل جاء يبايع على الهجرة ، وترك أبويه يبكيان ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما(5) .
وأسلوب الحكيم قلّ من يستعمله ، فهو يحتاج إلى سرعة البديهة ، وذكاء ، وحسن في الأداء.
(1) رواه الشيخان .
(2) في الأدب المفرد الحديث / 353 / ، رواه الترمذي وأبو داود والنسائي والطبراني .
(3) احتظرت : اتقيت ، ونجوت . والحديث أخرجه مسلم في صحيحه ، والبخاري في الأدب المفرد برقم / 145 / .
(4) رواه البخاري في الأدب المفرد ، الحديث / 20 / .
(5) رواه البخاري في الأدب المفرد الحديث / 19 / ، وأخرجه مسلم والنسائي وغيرهما .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.