القاهرة 'القدس العربي' من حسام أبوطالب: شهدت منطقة وسط القاهرة أمس مواجهات عنيفة بين نشطاء من حركة كفاية واحزاب الغد والكرامة والعمل وبين قوات الشرطة التي اعتدت على المتظاهرين الذين تجمعوا أمام دار القضاء العالي من أجل التنديد بما وصفوه إضطهاد الامن للمعارضة وتمادي مظاهر العنف والتنكيل بالداعين إلى الإصلاح السياسي ورفض بقاء الحزب الحاكم في سدة الحكم خلال المرحلة المقبلة. وفي تصريحات خاصة ل'القدس العربي' اشار الدكتور عبد الحليم قنديل المنسق العام لحركة كفاية أن قوات الأمن إعتدت بالسحل والضرب على 5 من المتظاهرين أمام دار القضاء العالي، وعدد من المارة منهم فتيات على الرصيف المقابل لدار القضاء لمنعهن من الانضمام لمظاهرة حركة كفاية ضد الإرهاب الأمني. ووصل الإستفزاز الأمني للقمة حينما حاول الأمن الاعتداء على د. محمد البلتاجي عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين، والنائب حمدين صباحي عضو مجلس الشعب، ومحمد عبد القدوس مقرر لجنة الحريات بنقابة الصحافيين، وأيمن نور مؤسس حزب الغد، أثناء محاولاتهم إخراج أحد المعارضين بصفوف كفاية بهاء صابر من سيارة الاعتقال التي ضمت عددا آخر من المعتقلين. وكانت حركة كفاية قد دعت أمس لوقفة احتجاجية ظهر امس أمام مجلس الشعب؛ للتنديد بالاعتداءات الأمنية ضد مظاهرة طلب تعديل الدستور في 6 أبريل الجاري، وقدَّمت- في ختام الوقفة- مذكرةً احتجاجيةً إلى رئيس مجلس الشعب لفتح تحقيق برلماني في 'البلطجة الأمنية' داعية لإستجواب عاجل وتحقيق حيادي عما جرى. وبدأ الأمن يشتبك مع النشطاء السياسيين منذ اللحظات الأولى لاندلاع المظاهرة التي دعت لها حركة كفاية ظهر امس أمام النائب العام، تحت شعار 'الشارع لنا'، للتنديد بالانتهاكات الأمنية التي تعرض لها نشطاء إثر فعاليات 6 إبريل والاعتقالات المتتالية للمصريين، وحينما حاول المتظاهرون اختراق الحاجز الأمني الذي فرضته قوات الأمن على الرصيف المقابل لمقر دار القضاء، اشتبك الأمن معهم بالأيدي. وردد المتظاهرون شعارات منها 'يا حرية فينك فينك الطوارىء بينا وبينك' 'ألف تحية وتقدير للي اضربوا في 6 إبريل'، 'باعوا بلدنا بالدولارات وشكلوا لجنة السياسات'. وفي تصريحات خاصة ل'القدس العربي' اكد النائب عن الإخوان محمد البلتاجي فور تعرضه لبعض اللكمات من قبل عناصر مكافحة الشغب ان نظاماً لا يفرق حتى في التعامل بين الشاب والمسن أو من يحمل حصانة برلمانية وبلطجي الأحرى به ان يكون صاحب ميلسشيات لامسؤولا عن دولة بحجم مصر، معرباً عن اسفه لأن الحزب الحاكم هبط بمصر والمصريين لأدنى مراتب الفقر والجوع والمرض وفتح الباب على مصراعيه أمام رجال الأعمال لكي ينهبوا البلاد ويصبحوا دولة بجانب دولة وردَّد المتظاهرون هتافاتٍ تندِّد بتجاوز وزارة الداخلية دورها القانوني، مثل: 'جايين نكسر حاجز الخوف.. جايين صامدين في وجه الفساد'، 'مش هنخاف مش هنسلِّم.. رح نتظاهر رح نتكلم'، 'خايفين من الكلمة الحرة ليه؟ بعتوا بلدنا بكام جنيه؟'، 'مجلس شعب فوق فوق.. الشعب المصري بقى مخنوق'، الطوارئ باطل.. باطل.. باطل'. وندد حمدين صباحي فور خروجه من مكتب النائب العام بصحبة قنديل وأيمن نور وعدد من قيادات المعارضة بالتجاوزات الأمنية الخطيرة واستخدام لغة البطش المسلح ضد المعارضة. وكان هؤلاء قد تقدموا ببلاغ ضد وزير الداخلية حبيب العادلي بصفته المسؤول عن أجهزة الشرطة. وقال صباحي ل'القدس العربي' إن النظام فقد عقله وأصبح لا يفرق بين رجل وامرأة بل على العكس من ذلك يساوي بينهما في الضرب. وورد فى البلاغ أن ضباط الشرطة المسؤولين عن تأمين الوقفة الاحتجاجية تعدوا بالضرب على بهاء صادق في مناطق مختلفة من جسده وأجبروه على استقلال سيارة أجرة بشارع 26 يوليو ونقلوه إلى جهاز مباحث أمن الدولة، كما تعدوا على المواطن سيد رجب وسحلوه أمام جميع القنوات الفضائية ووكلات الأنباء العالمية. وحذر جورج إسحاق المنسق الأسبق لحركة كفاية قوات الشرطة من تكرار الاعتداءات الأمنية على النشطاء مرةً أخرى، مؤكدا أن صبر رجل الشارع بدأ ينفد وأن الرهان على أن المصريين سوف يستمرون في صمتهم وخوفهم للأبد هو رهان فاشل. وقال إنه من غير المقبول أن تحدث تلك الإعتداءات مرةً أخرى، وان جميع النشطاء سيقاومون التهديد الأمني بكافة الأشكال والوسائل السلمية ولن يتركوا باب شكوى دون أن يطرقوه كي يجبروا النظام على حسن التعامل مع المعارضين الذين يستخدمون حقهم الدستوري في الإعراب عن رفضهم أن تحكم مصر بنفس الطريقة السيئة التي حكمت بها على مدار العقود الثلاثة الماضية. 'امنيستي' تطالب امير الكويت باعادة المصريين المرحلين واطلاق المعتقلين لندن 'القدس العربي': طالبت منظمة العفو الدولية (امنيستي) امس امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح باطلاق سراح عدد غير معروف من المصريين اعتقلوا بسبب دعمهم للجمعية الوطنية للتغيير بزعامة الدكتور محمد البرادعي، وكذلك اعادة 33 مصرياً تم ترحيلهم للسبب نفسه. وقالت في بيان بعنوان 'مطلوب اجراء فوري بخصوص اعتقال نشطاء في الكويت وترحيلهم' ان السلطات الكويتية رحلت 33 مصرياً بسبب دعمهم للمرشح المحتمل للرئاسة محمد البرادعي بعد اعتقالهم في التاسع من نيسان/ابريل، وقد تم القبض عليهم اثناء وجودهم في احد المطاعم. واضافت على السلطات الكويتية اطلاق سراح كل معتقل من النشطاء، والتوقف عن شن اي اعتقالات جديدة. وطالبت امنيستي بحملة واسعة لاطلاق المعتقلين ووقف الترحيلات، وتذكير السلطات الكويتية بانها وقعت العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية الذي يمنعها من ترحيل المقيمين الشرعيين في البلاد بشكل قمعي، كما يلزمها بضرورة اعطائهم الفرصة للدفاع عن انفسهم في مواجهة قرار الترحيل امام المحاكم. وطلبت امنيستي من كل المهتمين بالامر الكتابة الى امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح، ووزير العدل الشيخ راشد الحماد بهذا الشأن