ما بيننا وبينها "آليو أس آي" قد يكن لها البعض العداء ظاهرا كان أو خفيا ولكنني هنا لن أهتم بهذا الفيض من الحب والكراهية على أنّ نكباتها لنا لا تعد ولا همّ لها سوانا وليس هذا لنكون في شكل الضحايا الوديعين فنحن أمة عزيزة ولها كرامة و تكالبت عليها أسباب عدة لضرب هذا المقوم الثمين ورغم هذا فهي تتشبث بمقومات كرامتها وطهرها. سأهتم بما يتمسكون به لبناء مجدهم وما نفرط فيه لبناء أمنهم.وأقصد هنا الإنسان هذا الذي تولي له الدول المتقدمة شأنا عظيما فالموارد البشرية مصطلح يكاد يكون غائبا عندنا في دولة "الاستقلال"!!! الوطني(؟؟؟) فبقدر ما يهتمون بالإنسان بقدر ما نهمشه ونحط من كرامته فلمصلحة من نفعل هذا؟؟؟ في سبعينات القرن الماضي وثمانينات وأيام تطور تكتيكات المافيا وعصابات الإجرام الغربية والأمريكية ما رأينا تقنينا بقدر ما هو عندنا صحيح أنهم سخروا أجهزة الأمن والقضاء لضبط هذه الظواهر المخلة بأمن المجتمع والاقتصاد لكن ضمن أطر القانون وفي غالب الأحوال ما يلجأ القانونيون إلى التبرير النفسي السيكولوجي والمجتمعي السوسيولوجي لتخفيف الأحكام على هذه الشريحة والبحث عن آفاق إصلاحها وردها لتيار الحراك العام لعدم خسران أي رافد من الروافد ولعلنا لم ننس ما قامت به شركات البرمجيات الكبرى من استيعاب للأدمغة التي كانت تقوم باختراق أنظمتها الحمائية فتوظفهم وتستوعبهم وتستفيد من طاقاتهم الخارقة وهذا وإن يحسب لهذه الأنظمة التي تحترم مجتمعاتها وهذه المجتمعات التي تحترم المواطن فيها فهي تحاول استيعاب الشواذ والمجرمين وذوي العاهات والمجانين على أنه للأمس القريب نرى كتب مشال فوكو تمدح الحضارة الإسلامية ورقي تصرفها مع المجانين والمعتوهين والمرضى وغير الأسوياء في وقت كانت الكنيسة ترجم فيه هذه الشرائح لإخراج الجن واللعنة فما الذي بدل حالنا فلماذا نجلد ونقتل ونشرد أسو ياءنا اليوم؟؟ في كل يوم وأمام كل محكمة تجد صفوفا طويلة وأمام كل سجن ترى وجوها كالحة وأمهات مفجوعات موجوعات في ابن أو أخ جار عليه قانون الإرهاب الجائر حقا وباطلا فهم يحاكمون بتهمة مشاهدة قناة سلفية أو امتلاك كتاب سلفي علما وأن سلطاتنا الموقرة لم تصنف لنا ما نعلف فلو كتبت على أسفار الكتب عامة الصنف الأول والثاني والثالث وبوبت الكتب وجعلت لها ألوانا فالأصفر لتسمين العجول والأخضر للأمهات الحوالب والأزرق للأطفال غير المختونين والأسود للفحول والبني للمطلقات وبهذا لا يخطئ القارئ فيقع تحت طائلة الأحكام السيئة الذكر التي تطيل بها السلطة الظلم وتصنع بها الرعب في قلوب الناس ومن غريب الأمور أن المحاكمين كلهم من أبناء عهد النظام فالفئة العمرية المعروضة على المحاكم في هذه القضايا كلها ولدت بعد 1987 وترعرعت في نظم إصلاح التعليم التي هندسها الشرفي وباركها النظام فلم لا تتحمل السلطة مسؤولية أخطاء هذه الفئة المسكينة إن ثبتت أخطاؤها وهذا لا يستبين إلا بقضاء صادق ومستقل ووطني لا مصلحي وانتهازي ويبحث عن المراتب والحظوة فتحاول إصلاحهم بما ينفع لا بنوادي البريكدانس ومسارح الجنون والشبابيك الموحدة للشباب للتحاور في الشذوذ وحبوب منع الحمل أفلا يمتلك شبابنا أعضاء أخرى تفيد المجتمع غير هذا العضو؟! ففي مثل هذه الظروف نرى الولاياتالمتحدة تبحث عن المبررات الأخلاقية وغير الأخلاقية لأبنائها والذين ثبتت جرائمهم في بلاك ووتر والشركات الأمنية في العراق وأفغانستان وفرق تهريب الأطفال في نكبة هاييتي ومجرمي اغتصاب الأطفال في تايلاند وشرق آسيا فهي تتمسك بمواطنها وسلامته مهما كانت شنائعه وترسل لهم العون والمدد وتمنع محاكمة أي أمريكي خارج ترابها ونحن لا نطلب من سلطتنا أن تفعل ما تفعله السلطات الفيدرالية بل نطلب منها أن تترك هؤلاء المساكين يسجدون ويصلون وتترك لهم حرية القراءة وتخليص أنفسهم من الأمية والجهل فيا عجبا صار فيه كتاب التحرير والتنوير كتابا أصوليا والخبز الحافي كتابا مقبولا يا سادتي إن الأذواق مختلفة وما تقرؤونه قد لا يروق لغيركم فاقرؤوا ما شئتم ودعوهم وشأنهم فأورادهم وركعات ليلهم أقل كلفة على ميزانية الدولة من سراق المعيز والعجول وقطاع الطرق وبائعي الخمور بكل فج وناحية في أكواخ رثة على نواصي الطرق التي يعلمها رجال الأمن ويعرفون جودة بضائعها وغشها اتركوهم هداكم الله فالوطن في حاجة إلى كل سواعد أبنائه ما لم يهددوه بخطر وما لم يتخابروا ضد مصلحته مع عدو خارجي. فإذا كان مشاهدو القناة التي حوكم من أجلها هؤلاء الفتية بثماني سنوات قد حوكموا وهم داخل بيوتهم فمتى سيصبح قانون ومن لزم بيته فهو آمن؟؟ نرجو من الله الخير لوطننا وصلاح حاكمه وسداد رأي بطانته وفك أسر المظلومين.