أوصى لقاء القمة لزعماء الأديان العالمية الذي عقد في العاصمة الاذربيجانية باكو في بيانه الختامي الذي صدر أمس على ضرورة الحفاظ على حياة كريمة ممتعة للإنسان الذي يملك نظرة خاصة للعالم حتى ولو لم تكن تحظى بدعم النخب العالمية، ودعا إلى كفالة الحق لكل جماعة دينية في أن تعبر عن نفسها من خلال شبكة عالمية. واعتبر البيان أن الإرهاب عمل إجرامي تدينه جميع الأديان السماوية. وأعرب عن الأسف لتحول الإرهاب اليوم من ظاهرة محلية إلى آفة كونية، مع ما يطرحه ذلك من تحديات جسيمة تستدعي مواجهتها. وطالب البيان بحظر جميع المذاهب الدينية والسياسية التي تدعو إلى العنف ضد الأشخاص المسالمين في العالم كله، مثلما حصل مع "النازية" في العديد من البلدان. وأكد البيان أن الفكرة لا تدحض إلا بفكرة أفضل منها. ودعا إلى حماية القيم الدينية التي يستغلها المتطرفون والإرهابيون من التزييف. وأكد على ضرورة الحفاظ على تقاليد التعليم الديني أو تجديده وأن تبث فيه روح السلم والتسامح. وناشد البيان المجتمعَ الدوليَّ أن يشن حرباً بلا هوادة على مروجي المخدرات بالموازاة مع حربه على الإرهاب. وجاء في البيان : "إذا ما حاولنا إخضاع قواعد السلوك البشري لمنطق الموضة والمصلحة، فإننا سنحكم على الإنسانية بالزوال، ولن تستطيع المعرفة ولا الإنجازات العلمية ولا حتى القوانين، أن تنقذ العالم، في غياب ضوابط أخلاقية وقواعد سلوكية ثابتة ينير بها الخالق عز وجل طريق عباده". وأوضح البيان أن الحاجة إلى التعاون بين المجتمعات الدينية التقليدية تتعاظم، بحكم الظروف الراهنة وأكد مسؤولية زعماء الأديان تجاه مستقبل العالم التي تحتم عليهم مواجهة الأنانية والعنف والعداء. ودعا البيان إلى استتباب السلام الذي يحفظ لكل دولة وحدتها الترابية، ويضمن لها حقها في تنمية نفسها بحرية والمشاركة في صنع جميع القرارات الدولية ذات الصلة بمصيرها، مؤكداً على ضرورة حل النزاعات بصفة منصفة، مع مراعاة مصالح جميع الأطراف، وعلى أساس القواعد والمبادئ المعتمدة من طرف المجتمع الدولي. وقال زعماء الأديان العالمية في بيانهم : "إن الأممالمتحدة واليونسكو تستحقان كل التقدير على مبادراتهما الأخيرة الرامية إلى تنمية المجتمعات الدينية ودعم الحوار معها، وإننا واثقون أن صوت القيادات الدينية سيساعد المجتمع الدولي في القضاء على التداعيات السلبية للعولمة وتجاوزها من أجل عالم أفضل على المستوى السياسي والاقتصادي والتشريعي". كما دعا البيان إلى تعزيز التعاون بين الأديان بشتى أشكاله وعلى جميع الأصعدة، مشيراً إلى أنه ثبت من خلال نصف قرن من اللقاءات المنتظمة بين القيادات الدينية، مدى قدرتها على المساهمة في حفظ السلام العالمي.