أيها الشغالون بالفكر والساعد ، بمناسبة الإحتفال بذكري 1- ماي عيد الشغيلة العالمي ، والكنفدرالية الديمقراطية للشغل بتونس التي أصبحت رافدا جديدا من روافد الحركة الديمقراطية التونسية و حاجة عمالية أحدثت تحّولا مهّما بعد إهتزاز صورة العمل النقابي مّما أدّي ذلك لحالة من النفور، سبقته تعبيرات كثيرة كانت تنبه و تلفت نظر تلك الجهات من أجل إعادة و حدة الصف النقابي و لحماية بعض المكاسب التي دفعت الحركة النقابية مقابلها أثماتا باهضة الكلفة عبر مسيرتها النضالية كان أخرها الأحداث الدموية في الخميس الأسود 26 جانفي 1978 أيها الشغالون بالفكر و الساعد ، تحل مناسبة غرة ماي هذه السنة والكنفدرالية الديمقراطية للشغل بتونس ، واقع قائم علي الأرض مكتسبة مشروعيتها بفضل صمود وتضحيات مؤسسيها وتعاطف المنتسبين إليها في جوّ من المسؤولية والوعي بقضايا منظوريها و برؤية مستقبلية واعدة إنتصارا للطبقة الشغيلة بعد أن إنفضّ العمال من حول منظمتهم النقابية الأم ولجوءهم للمغادرة من هياكلهم لشعورهم بتضررمصالحهم وحقوقهم ..عشرة سنوات مضت اليوم ، منذ تاريخ تأسيسها يوم 5 ديسمبر2001 كان ذلك عربون وفاء لروح الزعيم الوطني والنقابي الشهيد فرحات حشاد ووسط عملية ردود فعل واسعة مرحبة باتخاذ إجراء قرار إعلان التعددية النقابية النقابية في تونس ، الذي جاء كنتيجة حتمية أمام حجم الأزمات وحالة التخبط جراء تردي الأوضاع في غياب المعالجات الصحيحة من عملية تغييب الأطراف المعني عن طرح قضاياه والوصول إلي قناعة تامة و حقيقية ،بأنه لا مخرج للعمال إلا بتنظيم أنفسهم في أطر نقابية جديدة مناضلة ملتزمة مستقلة غير منحازة لطرف دون أخر تقطع نهائيا مع رواسب الماضي وكل الإنحرفات التي برزت عبر تاريخ ماضينا و حاضرنا النقابي و الإنحياز فقط للعمال و الإهتمام بقضايا الطبقة العاملة لا غير عكس ما يمارس اليوم وعلي الملإ دون رادع يذكر من قبل المعنيين أنفسهم ، نؤكد لكل النقابيين في تونس - أنّ نموذج التعددية هذه المرة مختلف تماما عن سابقيه وأيضا بأننا نخبة قاعدية تعدّ من صفوة ماعرفته الساحة النقابية و غير مشابهة لأحد ، فلا تنصيب و منصبين .. ولا شرفاء تجارب نظامية سابقة فاشلة ، ونقلة نوعية و خطوة في الإتجاه الصحيح و التي جاءت بسبب حالة القلق والحنق العارم الذي عرفته ولا زالت البلاد و الأذي الذي يعانيه العمال من جراء حدة الأزمات المتلاحقة و أجواء التوتر بل الإسهام فيما لحق وماحصل للشغيلة ، بدليل غضبها و امتعاظها و ابتعادها عمن يدعون زورا حمايتها بعد إهمال طويل وغياب رؤية عملية تنهض بهم و تخرجهم من حالة العزل المتعمد من الحراك الطبيعي الدائر كسائر بقية المجتمعات التي نتاقسم معهم اليوم المصاعب الإقتصادية و الإجتماعية التي نعيشها - كعملية غلق المؤسسات بالجملة ...و تسريح العمال بأرقام لا تحصي ولا تعدّ إزدياد أعداد البطالين عن العمل ... وتفشي ظاهرة الهجرة السرية و ما يمكن أن يترتب عنها من إنعكاسات مدمرة وفواجع مؤسفة ...غلاء الأسعار دون مراعاة ما يمكن أن يترتب عنه علي جيوب الأجراء من أثار سلبية مالم تأخذ الزيادة في الأجوربالحسبان هذا دون مراعاة بقية شرائح المجتمع الأخري التي تعاني هي أيضا لا دخل لها بل درجة الوصول لإفقارها و تجويعها ... صيحات فزع متتالية أخري لما تمر به الصناديق الإجتماعية رغم تحمل الطبقة الشغيلة وحدها العبئ الأكبر لضريبة الأزمات الإقتصادية التي تمر بها البلاد . أيها الشغالون بالفكر - و الساعد تسعي الطبقة الشغيلة منذ عدة عقود للإضطلاع بمهامها التاريخية السياسية منها و النقابية و المتمثلة في إرساء سياسة حرة وديمقراطية وتوزيع عادل للثروة الإقتصادية . وهي لا تضطلع بذلك نقابيا تحت شعار الحياد النقابي المزعوم بالإرتباط بل النضالي المتفاعل مع الحركة السياسية كي تتصدي للإستغلال و الإظطهاد بصورة ناجعة وفعالة ، وما العمل النقابي المطلبي اليوم الذي تخوضه الطبقة الشغيلة داخل المؤسسات سوي مستوي أوليا متواضعا يهدف إلي الرفع من المستوي المعيشي للعمال يتوخي في عمقه الحد من الفوارق الإجتماعية رغم أنه ليس بوسعه لوحده كعمل نقابي محض تحقيق ذلك ، و الكنفدرالية الديمقراطية الشغل بتونس التي هي في طور البناء - تري أن النضال النقابي هو في جوره نضال ديمقراطي : ذلك أن المكاسب التي تحققها الطبقة الشغيلة والخاصة بالحريات النقابية كحق الأضراب وحق تكوين النقابات وممارسة الحق النقابي بالمؤسسات ... تدخل في إرتباط جدلي بالحريات ااديمقراطية الأخري حرية التنظيم والتفكير والصحافة و الإنتخاب ,,, و تأسيسا علي ما سبق فإن الإستقلالية - الشرط الأخر للعمل النقابي والتصرف و التسيير و التنظيم و هو ما يختلف بعمق عن نظرية الحياد النقابي ويتعارض في نفس الوقت علي طول الخط مع التبعية السياسية التي مارستها جل القيادات النقابية المتعافبة ... أيها الشغالون بالفكر والساعد - إن الكنفدرالية ، تعلنها عاليا أنها منحازة و غير محايدة في الصراع الإجتماعي و الوطني وهي تقف بكل وضوح و مسؤولية في تعارض مع غطرسة بعض أرباب العمل ولا تبحث عن العداء مع أي طرف ,,, كما لا تتخذ موقف الريبة و الجفاء من القوي التقدمية و الوطنية بل بالعكس تعمل علي مدّ جسور الثقة معها و بناء العمل المشترك و التعاون من أجل نفس اللأهداف مكرسة بذلك شعار " الحركة النقابية جزء لا يتجزأ من حركة التحرر الوطني والديمقراطي " .إنّ الكنفدرالية الديمقراطية للشغل بتونس تضع قواها و إطاراتها وتجارب مناضليها علي ذمة مكونات المجتمع المدني الديمقراطي وهي فعليا منخرطة في النضال من أجل الحريات و الديمقراطية ، . وتؤكد مجددا وقوفها وتضامنها و دعمها لكل الأحزاب والمنظمات والجمعيات الديمقراطية و التقدمية وتدافع عم حرية التعبير و التنظيم و التفكير بدون إستثناء أو إقصاء ... إن الكنفدرالية وكما سبق في التأسيس أن طرحت نفسها بديلا نقابيا ،اليوم كذلك و احتفالا بعيد العمال العالمي تؤكد وفاءها الدائم و الأبدي لنصرة الشغيلة مناضلة متأصلة في تاريخ الحركة النقابية متمسكة بثوابتها ومعتزة بمعاركها الصامدة ضد الهيمنة والإحتواء و التهميش ... و هي إذ تؤسس لحقب تاريخية جديدة أخري من العمل النقابي الحر قوامه الإستقلالية و الديمقراطية والنضالية فهي تراهن علي المستقبل إذ المستقبل للمجتمعات التعددية الديمقراطية وليس للنقابة الواحدة و الحزب الواحد ، أيها الشغالون بالفكر و الساعد ... و أمام ما تتعرض له الأمة العربية و الإسلامية من جور وظلم علي يد قوي الإستكبار العالمي و بالخصوص في فلسطين و العراق ... تؤكد الكنفدرالية عزمها علي مواصلة مناصرة قضايا العدل والتحرر في جميع أنحاء العالم وفي طليعتها قضايانا القومية : نضال الشعب الفلسطيني ضد الجرائم الإسرائلية العنصرية ... وصمود الشعب العراقي العظيم و مقاومته البطلة في مقارعة الإحتلال الغازي لأرض ... الرشيد ...العراق العربي عاشت جماهير العمال نساء ورجالا ، عاشت الكنفدرالية الديمقراطية للشغل طليعة الحركة النقابية المناضلة المستقلة الديمقراطية ، قسم الإعلام - تونس في 29 أفريل 2010