قضية الضابط المصري محور حملة إعلامية مسعورة بين تونسوالقاهرة توترت العلاقات بين تونس ومصر على خلفية احتضان القاهرة الزعيم صالح بن يوسف ومنحه حق اللجوء السياسي وانزلق البلدان الشقيقان الى تبادل التهم والشتائم في حملات اعلامية مسعورة بعدما قطعا العلاقات الديبلوماسية. «المؤامرة المباشرة او قضية الضابط المصري» هو عنوان الفصل الذي تضمنه الكتاب الابيض حول الخلاف بين الجمهورية التونسية والجمهورية العربية المتحدة الذي اصدرته كتابة الدولة للشؤون الخارجية في ديسمبر 1958. وتضمن هذا الفصل تفاصيل ايقاف ضابط مصري اتهم بالتخطيط لاغتيال الرئيس الحبيب بورقيبة، وهو ما كذبه الرئيس جمال عبد الناصر معتبرا ان مثل هذه الاتهامات تزيد في «بعث الفرقة في النفوس وبث الشك في القلوب والتفرقة بين ابناء الأمة العربية». وقال عبد الناصر في خطاب آخر عندما احتد الخلاف بين البلدين «لو كنا نريد قتله لقتلنا نوري السعيد من قبله ولكن الشعب هو الذي قتل نوري السعيد ونحن لا نقتل احدا، هناك الوعي العربي والقومية العربية والشعوب هي التي تعطي كل واحد قصاصه الذي يستحقه». وجاء في بيانات الحكومة التونسية ان السلطات الامنية «ألقت القبض على المسمى محمود فؤاد السيد عبد المجيد ضابط الصف في قسم المخابرات المصرية الذي اعترف بانه قدم الى تونس لاغتيال الرئيس بورقيبة». ونشرت اعترافات الضابط المصري وقال بالخصوص «خرجت من مصر وعندما وصلت الى الاسكندرية ركبت الى مرسى مطروح ومنها ذهبت الى السلوم وعندها تبدأ منطقة الحدود المصرية ومنها الى الحدود الليبية توجد مسافة 12 كلم قطعتها مشيا، وتوجد بداية حاجز بعد الحدود الليبية بسبعة كلم تقريبا فاضطررت ان امشي ايضا ثم ركبت الى جوانب كسبوط وقبلها نزلت وقطعت المسافة مشيا الى طبرق ثم مررت ببنغازي ومسراطة وطرابلس الغرب وزوارة والحدود الليبية ووصلت الى الحدود التونسية». واعترف الضابط المصري بانه كان في حوزته مسدس كاتم صوت وما الى ذلك من البيانات من لحظة تكليفه بتنفيذ عملية الاغتيال الى لحظة تسلله الى التراب التونسي. وأذيع تسجيل لتلك الاعترافات عبر امواج الاذاعة التونسية، فردت الجمهورية المصرية الفعل في بيان نسبته اذاعة القاهرة الى سعد عفرة الناطق الرسمي باسم حكومة مصر نفى فيه ان تكون بلاده على علم بمؤامرة الاغتيال وقال بالخصوص «ان المتهم محمود فؤاد السيد عبد المجيد سليمان كان فعلا ينتمي الى القوات المسلحة في الاقليم المصري لكنه برتبة جاويش وقد جرد من رتبته منذ فترة طويلة بسبب شذوذ تصرفاته الامر الذي استوجب في احدى المناسبات ان يحيله اطباء الجيش الى مسشتفى الامراض العقلية، وان هذا الجاويش السابق هارب من الخدمة العسكرية لانه غاب عن وحدته دون اذن او سبب، وانه بعد اذاعة راديو تونس لتصريحاته تبين ان والدته كانت تعلم انه يعمل سائق سيارة في ليبيا بعد هروبه من الجيش». واضاف الناطق باسم حكومة مصر انه «ليس في القوات المسلحة للجمهورية العربية المتحدة كلها ضابط اسمه القائمقام حسن محمود عباس ادعى المتهم في اذاعة تونس انه هو الذي كلفه باغتيال الحبيب بورقيبة».