تراجع اليورو الثلاثاء إلى أدنى مستوى له مقابل الدولار الأميركي منذ أربع سنوات، رغم تصريحات أوروبية مطمئنة, ورغم تحويل أول دفعة من قروض الإنقاذ لليونان. وفي الوقت نفسه, عاودت أسعار النفط الانخفاض بعد انتعاش طفيف استمر ساعات قليلة. وبحلول السابعة من مساء الثلاثاء بالتوقيت العالمي, هبط سعر صرف العملة الأوروبية الموحدة مقابل الدولار خلال التعاملات في نيويورك إلى 1.2161 دولار، وهو أدنى مستوى له منذ السابع عشر من أبريل/نيسان 2006. وكان سعر صرف اليورو قد تراجع مؤخرا إلى أدنى مستوى منذ الثامن والعشرين من أكتوبر/تشرين الثاني 2008. وقبل ساعات من هذا الهبوط, كان اليورو شهد بعض الانتعاش خلال التعاملات الأوروبية، وتحديدا في لندن إذ تم تداوله مقابل 1.2403 دولار. وانخفضت قيمة اليورو مجددا رغم اتفاق وزراء مالية دول مجموعة اليورو الست عشرة خلال اجتماعهم في بروكسل على تشديد القيود على صناديق التحوط الذي يبلغ مجموع استثماراتها تريليون دولار تجنبا لأزمات مالية جديدة. كما أن انخفاضه بهذه الصورة حدث رغم تأكيد رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي هرمان فان رامبوي صلابة العملة الأوروبية الموحدة, ورغم صرف المفوضية الأوروبية دفعة أولى بقيمة 18 مليار دولار تقريبا من القروض المقررة لليونان والتي تقارب 140 مليار دولار. تراجع بعد ارتفاع وعلى شاكلة ما حدث لليورو تقريبا في تعاملات الثلاثاء, عاودت أسعار النفط الارتفاع قبل أن تعود مجددا للانخفاض دون مستوى 70 دولارا للبرميل. فخلال التعاملات الأوروبية ظهر الثلاثاء, ارتفع سعر عقود الخام الأميركي الخفيف بنحو دولارين إلى ما يقرب من 72 دولارا للبرميل, كما ارتفع سعر عقود خام القياس الأوروبي (مزيج برنت) بأكثر من دولار فوق 76 دولارا. النفط هوى من 87 دولارا للبرميل مطلع هذا الشهر إلى ما دون سبعين دولارا (الفرنسية-أرشيف) بيد أن سعر الخام الأميركي انخفض مجددا قبل ساعات من انتهاء التعاملات في بورصة نايمكس التجارية بنيويورك إلى ما دون 69.5 دولارا. وهذا السعر هو الأدنى لبرميل النفط منذ التاسع والعشرين من سبتمبر/أيلول 2009. وكان سعر برميل الخام الأميركي قد انخفض الاثنين الماضي دون 70 دولارا للمرة الأولى منذ سبعة أشهر، متأثرا بجملة عوامل منها الانخفاض الحاد لليورو بسبب أزمة الديون الأوروبية, وارتفاع المخزون الأميركي. وفسر محللون التراجع الجديد لأسعار النفط بالمخاوف القائمة بشأن أزمة الديون في منطقة اليورو والتراجع الحاد لقيمة العملة الأوروبية. وبات تراجع أسعار النفط يثير قلقا داخل منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك). وقال وزير النفط الأنغولي خوسيه بوتيلو دي فاسكونسيلوس الثلاثاء إنه يتعين على المنظمة عقد اجتماع استثنائي في حال انخفضت الأسعار مجددا بشكل حاد. وأوضح أن أوبك ستراقب السوق قبل تحرك محتمل يسبق الاجتماع العادي للمنظمة في أكتوبر/تشرين الأول القادم. وفي طرابلس, قال رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا شكري غانم الثلاثاء إن أعضاء أوبك سيراقبون السوق قبل اتخاذ قرار بشأن أي تحرك لمواجهة تراجع أسعار الخام. وفي مقابلة مع رويترز, رأى غانم –وهو أيضا مندوب ليبيا لدى منظمة الدول المصدرة للبترول- أن تراجع الأسعار يعود جزئيا إلى تقاعس الأعضاء عن الالتزام الكامل بحصص الإنتاج المتفق عليها.