أعلنت تركيا أنها قد تُقلص علاقتها مع إسرائيل إلى الحد الأدنى، وأنها تعمل حاليًا على تقييم الاتفاقات المُبرمة معها، وذلك بعد الهجوم الإسرائيلي الاثنين الماضي على أسطول الحرية, والّذي ضم سفينة مساعدات تركية متجهة إلى قطاع غزة، مما أسفر عن مقتل تسعة أتراك. وذكر نائب رئيس الوزراء التركي بولنت أرنك لتلفزيون (إن تي في), أن أنقرة ستقلص من علاقتها العسكرية والاقتصادية مع إسرائيل. ويوجد تعاون عسكري وفي الصناعات العسكرية بين البلدين, وهو ما يمثل القوة الدافعة وراء التحالف التركي الإسرائيلي، الذي بدأ عام 1996 مع توقيع اتفاق تعاون عسكري. وتعد الشركات الإسرائيلية من بين الحاصلين الرئيسيين على المناقصات لتزويد الجيش التركي باحتياجاته. ويوجد مشروع حاليا بين البلدين بقيمة 183 مليون دولار، يشمل تصنيع عشر طائرات بدون طيار وما يتصل بها من معدات المراقبة للجيش التركي. في الوقت نفسه ذكرت تقارير إعلامية تركية اليوم أن مدعيا تركيا بدأ في جمع أدلة قد تقود إلى رفع قضية على مسؤولين إسرائيليين. وكان الرئيس التركي عبد الله غل قال في حديث تلفزيوني الأربعاء: إن العلاقات بين الدولتين "لن تعود إلى سابق عهدها، وأن إسرائيل ارتكبت واحدا من أكبر الأخطاء في تاريخها". وشارك عشرات الآلاف أمس في مراسم تشييع الأتراك التسعة، وهتفت الحشود -التي تجمعت في باحة مسجد الفاتح بمدينة إسطنبول التركية- بسقوط إسرائيل ورفعت الأعلام التركية والفلسطينية, كما رددت شعارات الدعم لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) والإدانة لإسرائيل. وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد وجه انتقادات لاذعة إلى الحكومة الإسرائيلية الثلاثاء الماضي, معتبرا أن "الجريمة" التي ارتكبتها إسرائيل ضد سفن الإغاثة في المياه الدولية "عمل دنيء وغير مقبول"، وأن عليها دفع ثمن ذلك.