تحت عنوان «انتصار ساحق لحماس» قالت صحيفة هاآرتس في افتتاحيتها أمس إن تعامل تل أبيب الطائش وغير الحكيم مع قافلة أسطول الحرية لكسر الحصار عن غزة، أدي في نهاية الأمر إلي انتصار ساحق لحركة المقاومة الإسلامية حماس ونجاح أهداف ومساعي قافلة الحرية رغم سقوط ضحايا بين متضمانيها، موضحة أن فتح القاهرة لمعبر رفح الحدودي وتزايد دخول البضائع من إسرائيل لغزة يدل علي تمزق الحصار علي أهالي القطاع، مضيفة أن هجوم الكوماندوز الإسرائيليين علي القافلة أدي إلي تعرض تل أبيب لموجة من الانتقادات الدولية والوقوف علي مشارف المحاكمات العالمية وإليكم نص الافتتاحية: انتصار ساحق لحماس لقد حققت قافلة أسطول الحرية أهدافها علي الرغم من دفعها الثمن من دماء تسعة قتلي وعشرات الجرحي الذين كانوا علي متن سفنها، تحقيق القافلة لأهدافها جاء بعد أسبوع من استيلاء الجيش الإسرائيلي علي السفن واعتقال من فيها: فالحصار علي غزة يشهد تمزقه وتل أبيب تواجه موجات من الانتقادات الدولية وتقف علي مشارف محاكمات عالمية للتحقيق عما فعلته بالأسطول. الحصار الإسرائيلي علي القطاع بدأ يتمزق بإعلان القاهرة منذ أيام بقاء معبر رفح مفتوحا، وعلي الرغم من أن حركة المرور بالمعبر ما زالت مقيدة فإن الحظر الذي كانت تفرضه كل من القاهرة وتل أبيب علي 1.5 مليون فلسطيني بالقطاع خلال السنوات الأخيرة انتهي، علاوة علي أن قائمة البضائع التي تسمح تل أبيب بإدخالها للقطاع تزايدت ووصلت إلي درجات عالية، مواطنو غزة يتمتعون الآن بتناول الكزبرة في طعامهم بعد أن كانت محرمة عليهم. الحصار الإسرائيلي علي الفلسطينيين وحظر دخول البضائع والمزاعم الإسرائيلية الكاذبة بعدم وجود أزمة إنسانية بالقطاع كان يستخدم كعقاب جماعي لمجموعة سكانية فقيرة ومسحوقة وألقي بظلال سوداء علي ما يسمي ديمقراطية تل أبيب وأخلاقياتها، الآن تبين أن الحصار الإسرائيلي لم يحقق أهدافه الموعودة؛ فحكومة حماس لم تسقط ومواطنو غزة لم يعلنوا العصيان علي الحركة الفلسطينية وجلعاد شاليط مازال تحت الأسر. الحصار علي غزة لم يشهد نهايته إلا بسبب سياسة الطيش وعدم الحكمة وسوء التقدير لحكومة بنيامين نتنياهو - رئيس الوزراء - ووزير دفاع إيهود باراك، فبدلا من أن تقوم تل أبيب بفك الحصار عن الفلسطينيين بنفسها استمرت في إبقاء الحال علي ما هو عليه من تضييق علي أهالي غزة ومهاجمة قافلة أسطول الحرية، وهنا فقدت حتي إمكانية استمرار الحصار بعد العملية الفاشلة الأخيرة للكوماندوز الإسرائيليين ضد القافلة، نتنياهو وخلال محاولته إثبات مدي قوته للعالم سقط في هزيمة سياسية من قبل حماس وأنصاره الأتراك. علي الحكومة الإسرائيلية أن تنهي بقايا حصارها لغزة والتعاون مع جهات دولية للإشراف علي الحركة البحرية للقطاع ومنع دخول الصواريخ والأسلحة تحت غطاء من المساعدات الإنسانية، الوضع الذي كان سائدا قبل قافلة أسطول الحرية انتهي وكل محاولة لإعادته إلي ما كان عليه لن تجلب لتل أبيب إلا مزيدًا من الأضرار البالغة تضاف إلي ما لحقها من أضرار.