* هكذا اعتبرت وزارة الأوقاف المصرية الكيان الصهيوني المغتصب للأرض جارا له حق الجيرة فطالبت الأئمة والخطباء في المساجد المصرية بالحديث عن التطبيع مع العدو الصهيوني والتمهيد له في خطبهم الأسبوعية، والحديث عن العدو الصهيوني بصفته جارا لمصر بحسب تعليمات الوزارة ... وقالت المصادر أن وزارة الأوقاف أدخلت على منهاج الدورات الثقافية التي تقوم بتنظيمها للأئمة والخطباء الجدد، مادة العلاقة مع دول الجوار وخاصة كيان العدو الصهيوني حيث يتم تدريس هذه المادة في محاضرتين فقط ولا يتم الامتحان فيها في نهاية الدورة التدريبية ولم يتم طبع أي كتب لها ومن هنا فان الأساتذة المتخصصين والذين انتدبتهم وزارة الأوقاف هم الذين يدرسون تلك المادة حسب السياسة التي وضعتها لهم وزارة الأوقاف. وقال الشيخ سلامة إبراهيم احد الأئمة الجدد، أن الأوقاف تدرس لنا هذه المادة الجديدة والتي لم تدرس من قبل على الأئمة السابقين ويتقاضي المدرس على المحاضرة الواحدة 300 جنية، ويقولون لنا أن الإسلام دين السماحة والسلام والتسامح ولذلك فمهما فعل كيان العدو الصهيوني فانه يبقى جار لنا، والنبي أوصى بالجار. وبالنسبة لمسألة تحرير القدس فانه قادم لا محالة ولكن علينا أن نحترم الجيران وان نقنع الناس بذلك لأنها وصية الإسلام وممنوع الحديث عن الجهاد أو الحرب مع اليهود لأننا أقمنا معهم معاهدة سلام ولذلك فلا يجوز نقض العهد ويجب أن تقوم بيننا وبينهم علاقات متبادلة قائمة على الصدق والمحبة والسلام لقول النبي (صلى الله عليه وسلم) ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه. وكذلك اعتبر النبي (صلى الله عليه وسلم) أن من يؤذي جيرانه فهو غير مؤمن بالله ولا باليوم الآخر ويجب أن نكون قدوة في السلام والمحبة والعدالة واحترام الجيران.
* النظام المصري الذي يردد دائما انه لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين ويلاحق الإخوان المسلمين الذين يرفعون شعار " الإسلام هو الحل " هاهو ممثلا في وزارة الأوقاف يستغل الدين للترويج للتطبيع بين المصريين والكيان الصهيوني ، ويسخر المنابر للترويج لعلاقة مع الكيان الصهيوني تقوم على التسامح ونشر السلام بيننا وبين لصوص الأرض حتى لو قتل هؤلاء اللصوص الآلاف منا ، وحتى لو كان هؤلاء اللصوص يهدفون من وراء التطبيع انتزاع اعترافا منا بشرعية وجودهم في فلسطينالمحتلة ( غير مكتفين باعتراف صك كامب دافيد بهم ) ، اعترافا يضاف إلى اعتراف المنظومة الدولية بهم زورا وبهتانا ، وتطبيع مع كيان لم يترك من المحرمات شيئا إلا وارتكبها ، ولا فرصة للذبح والتنكيل إلا ومارسها ..فكيف يكون للقتلة حقوق الجار ؟ أليس الجار في الإسلام هو من احترم شعور جيرانه وسلموا من أذاه وعدوانيته وتسلطه وحفظ حقوق الآخرين ؟ فأين هي تلك المبادئ من كيان بني دولته على ارض ليست أرضه ، وشرد شعب صاحب حق وارتكب فيهم المذابح التي تشيب لها الرؤوس ، وهدد بقوته العسكرية ومازال امن منطقة بأكملها ، وأراد أن يفرض إرادته وسطوته ووجوده بقوة السلاح لا بقوة الحق ضاربا عرض الحائط بقرارات المنظمة الدولية التي صنعته واعترفت بحقه في الوجود على ارض ليست ملكه ، وغضت البصر عن مئات المجازر التي ارتكبها في فلسطين ولبنان ومصر ..كيف يا وزارة الأوقاف المصرية يعمى بصرك عن كل هذا ؟
* وإذا كنا سنتبع فتواك التي تعتبر اللص جار ونقول كما قلت " عفا الله عما سلف " ونهرول كما تهرولين لنشر التطبيع مع إسرائيل ونحترم اتفاقيات لم يطلع على نصوصها إلا من وقعها ولم يؤخذ فيها رأى شعب مصر المخدوع باسم " أكذوبة السلام " مع عدو قتل أسرانا وحفر لهم المقابر الجماعية في ارض سيناء وخالف كل المواثيق الدولية التي تحرم قتل الأسرى ، ونطوى صفحة الماضي الأسود لكيان لم ولن يحترم تلك الاتفاقيات يوما ..فكيف بالله عليك يا وزارة الأوقاف نتجاهل دور هذا الكيان في تهديد امن مصر القومي من الجنوب عندما ساهم في إقامة مشاريع للري في مقاطعة كاراموجا الأوغندية قرب السودان، وبالإضافة إلى مشاريع برأس مال يهودي في أعالي النيل يتضمن إقامة سدود وتملك أراض زراعية حسب نشرة "ذي انديان أوشن نيوز لاتر" الفرنسية ، ولا يخفى على احد الهدف الحقيقي من وراء إقامة تلك المشاريع ( تهديد مصر بالعطش ) بالإضافة إلى المساعدات و القواعد العسكرية لكثير من دول المنبع ( منها إثيوبيا وكينيا ومنطقة البحيرات العظمى ) لدفع تلك الدول للوقوف في وجه مصر كما هي الآن وإجبارها على قبول تعديل الاتفاقية الإطارية وإلغاء حق مصر والسودان في الموافقة المسبقة على إقامة أي مشروعات أو سدود على النهر، وجعل الأغلبية هي آلية اتخاذ القرارات، وإجبارها على قبول إعادة تقسيم الحصص بين دول المنابع ودولتي المصب ، وهو الخلاف الذي فجره اجتماع وزراء الري في العاصمة الكنغولية الديمقراطية ( كينشاسا ) في مايو الماضي ، و اجتماع الإسكندرية في يوليو الماضي و اجتماع شرم الشيخ أيضا كل هذه الاجتماعات فشلت في حل تلك المشكلات علما أن حصة مصر نحو 55.5 مليار متر مكعب من مياه النيل طبقا اتفاقية 1929م وتسعى دول المنبع بقيادة إثيوبيا إلى إلغاء هذه الاتفاقية التي تعتبرها غير عادلة ووقعتها بريطانيا التي كانت تستعمر تلك الدول بالنيابة عنها، علما أن تلك الاتفاقية أعطت مصر حق "الفيتو" على أي مشاريع ري وسدود تقوم بها دول المنبع..كل هذه الحقوق تلاشت في ( اتفاق عنتيبي بأوغندا لتوزيع الحصص بالتساوي بين كل الدول التسع ) والذي يجر المنطقة إلى حروب مائية حقيقية بين تلك الدول كما قال الدكتور عبد الله الاشعل مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق وأستاذ القانون الدولي والمحكم الدولي في مقال له ، وحتى لو كان اتفاق عنتيبى غير قانوني فمن الجهل تجاهل دور الجار الغير محترم في إثارة مشكلة المياه بين دول المنبع ودول المصب وتهديد أمن مصر والمصريين بالموت عطشا واستمرار هذا الجار في تحريك دول المنبع ضد مصلحة مصر ، هاهو الجار الذي تطالبنا وزارة الأوقاف بمراعاته مهما فعل ، وعدم الحديث عن الجهاد ضده ، ولم يتبق لنا سوى أن نبصم بالعشرة لهذا الجار على أن يرثنا أحياءا وأمواتا عملا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه ) هكذا استخدمت وزارة الأوقاف الحديث في غير موضعه وكذبت على رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي تصدى لمؤامرات اليهود حينما تأمروا على قتله في المدينةالمنورة ، وخانوا العهود والمواثيق في غزوة الأحزاب .. فهل هؤلاء المغتصبون خونة العهود وقتلة الأطفال هم الجار الذي أوصانا بهم الرسول صلى الله عليه وسلم ياوزارة الأوقاف ؟ هل من يحاصر أهلنا في غزة ويحول حياتهم جحيم ويعتقل الآلاف منهم في سجونه ويقوم بتعذيبهم وسرقة أعضاءهم البشرية والمتاجرة بها ، ويتنصل من عهوده ومواثيقه واتفاقياته مع ياسر عرفات والملك حسين والسادات هو جار لنا يا وزارة الأوقاف ؟ هل الكيان الغاصب الذي نددت شعوب العالم فعلته القذرة عندما قتل الأتراك في أسطول الحرية في عملية قرصنة بحرية لم يشهد لها تاريخ البشرية مثيلا جارا لنا يستحق أن نطبع معه يا وزارة الأوقاف ؟ وإذا كان للصوص الأرض والعرض بقوة السلاح اى حقوق .. فأين هي حقوق أهلنا العرب والمسلمين الفلسطينيين وهم أيضا جيران لنا واقرب لنا من حبل الوريد ؟ أين حقوقهم ونحن نشارك في حصارهم ونقف موقف المتفرج على ذبحهم وقتلهم وموت مرضاهم على المعابر ونصم أذاننا عن صرخاتهم واستغاثتهم بنا ، ونعتقل مرضاهم ورجالهم في سجوننا ونقتلهم تعذيبا وقهرا لانتزاع معلومات عن مقاومتهم وبحثا عن شاليط اليهودي بينما لا نكلف أنفسنا عناء البحث عن أسرانا من المصريين والفلسطينيين على حد سواء لأننا في زمن بات الصهيوني المستوطن في ارض ليست أرضه أغلى من كل العرب والمسلمين ؟ أين حقوق الجيرة والعروبة والإسلام يا وزارة الأوقاف ؟ وأين دوراتكم وتدريباتكم للخطباء والأئمة الجدد لتعريف الناس بحق الجار الفلسطيني أسوة بحقوق الجار الصهيوني ؟ ومن هو أولى بحقوق الجيرة يا وزارة الأوقاف ؟
* ديننا حقا دين التسامح والعفو والسلام ولكن مع من تاب واستغفر ربه وسلم الناس من آذاه وعدوانه وإجرامه ..فهل نحن المصريون سلمنا من أذى الكيان الصهيوني لنقر به جارا يستحق التطبيع معه ؟ وكيف لنا التغاضي عمن يهدم أقصانا وينتزع الأرض من أصحابها وهما وقف لكل المسلمين ، ويطرد شعب بأكمله من أرضه ليأتي لنا بمستوطنين من قوميات وأجناس لا صلة لهم بفلسطين التاريخية ، ثم نقر بهم وبوجودهم ونطبع معهم ؟ أوليس حاخاماتهم من اعتبروا العرب والمسلمين أفاعي يتكاثرون كالنمل والحشرات ودعوا لقتلهم وإبادتهم ؟ وزارة الأوقاف تدرب أئمتها على ترك الجهاد من اجل تحرير الأرض .. فمن يحاسب تلك الوزارة على إهمالها ركن اساسى من أركان الدين يا دعاة الإسلام ؟ وهل تحرير القدس والأقصى سيأتي لا محالة ( كما تزعم وزارة الأوقاف ) بدون مقاومة يا دعاة التطبيع مع العدو ؟ حقا فلا نامت أعين الجبناء .