نيبينزيا: على مجلس الأمن أن يدرس بشكل عاجل مسألة فرض عقوبات ضد الكيان الصهيوني    "سينما تدور": اطلاق أول تجربة للسينما المتجولة في تونس    الفضيلة    لعبة الإبداع والإبتكار في كتاب «العاهر» لفرج الحوار /1    وزير الصحة يعاين ظروف سير العمل بالمستشفى الجهوي بباجة    بطولة شتوتغارت... أنس جابر تطيح بالروسية إيكاترينا    أخبار الترجي الرياضي...يان ساس جاهز وأندري بوكيا لغز كبير    حالة الطقس ليوم الخميس 18 أفريل 2024    الكاف: القبض على ثلاثة مروجي مخدرات    لدعم الميزانية والمؤسسات الصغرى والتعليم العالي والبحث العلمي: توقيع 3 اتفاقيات مالية بين تونس وإيطاليا    غدا افتتاح معرض تونس الدولي للكتاب...إمضِ أبْعد ممّا ترى عيناك...!    يهمّ المؤسسات الصغرى التي تواجه صعوبات: برنامج إنقاذ قيمته 26.5 مليون دينار لجدولة الديون والقروض    أخبار المال والأعمال    هيئة الدفاع عن عبير موسي: هيئة الانتخابات رفضت قبول مراسلة من الدستوري الحر    عاجل/ 6 أشهر مع النفاذ في حق محمد بوغلاب..    سيدي بوزيد: حجز مواد مدعمة من اجل الاتجار بطرق غير قانونية    تونس: حجز 6 أطنان من السكر المعد للاحتكار في الحرايرية    عبد المجيد جراد رئيسا جديدا للجامعة التونسية للكرة الطائرة    الرابطة تقرّر عقوبة الويكلو على النادي الرياضي الصفاقسي    توزر: تسجيل حالات إسهال معوي فيروسي    عاجل/ هذا موعد تصويت مجلس الأمن على عضوية فلسطين بالامم المتحدة    سليانة: إخماد حريق نشب في جبل برقو    لإنقاذ مزارع الحبوب: تزويد هذه الجهة بمياه الري    جورجيا ميلوني: "لايمكن لتونس أن تصبح دولة وصول للمهاجرين"    توقّيا من مخاطر الأنترنات على الأطفال: وزارة الطفولة تصدر قصّة رقميّة    حملات أمنية بصفاقس: الأسباب    تزامنا مع زيارة ميلوني إلى تونس: منظمات تونسية تنفذ وقفة إحتجاجية أمام السفارة الإيطالية    عاجل/ القبض على شخصين متورطين في طعن عون أمن بهذه الجهة    سيلين ديون تكشف عن موعد عرض فيلمها الجديد    قتل مسنّ حرقا بمنزله: القبض على 6 أشخاص من بينهم قصّر    المركز العسكري لنقل الدّم يتحصّل على شهادة المطابقة للجودة    عاجل/ سفن حربية ومقاتلات.. هكذا تستعد إيران للهجوم الصهيوني المرتقب    سعيد يدعو إلى اعتماد مقاربة جماعية لمسألة الهجرة ومحاربة شبكات المتاجرة بالبشر    سيدي بوزيد: حجز كمية من المواد الاستهلاكية بغاية الاحتكار والمضاربة..    أبطال إفريقيا: الترجي الرياضي يفرض الويكلو على التحضيرات    بطولة شتوتغارت: أنس جابر تضع حدا لسلسة نتائجها السلبية وتتاهل الى الدور ثمن النهائي    زغوان: تطور في قيمة نوايا الاستثمار في قطاع الخدمات في الثلاثي الاول للسنة الحالية    وزيرة التربية: "البنية التحتية من أبرز أسس تطور قطاع التعليم"    الكاف : تلقيح عدد هام من قطعان الماشية والكلاب    تعيين أوسمان ديون نائبا جديدا لرئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا    الغرفة الوطنية للمخابز: "أصحاب المخابز لم يعودوا قادرين على تحمّل المصاريف اليومية وتسيير عملها".    علي المرابط في لقاء مع مدير عام الوكالة الوطنية المصرية للدواء    صفاقس: حادث مرور يخلف 5 اصابات    محرز الغنوشي: الأمطار في طريقها إلينا    الحماية المدنية: 19 حالة وفاة خلال ال24 ساعة الأخيرة    رئيسة الوزراء الإيطالية ميلوني في تونس اليوم..    "المكتبات في عصر الذكاء الاصطناعي : أدوار متجددة وخدمات مبتكرة" عنوان الدورة الخامسة لملتقى بن عروس المغاربي للكتاب والمطالعة    معز الشرقي يودع بطولة غوانغجو الكورية للتنس منذ الدور الاول    إجماع على ضرورة تسريع تنفيذ مبادرة تناغم التشريعات في قطاع الأدوية بدول شمال إفريقيا    بعد صمت طويل: هذا أول تصريح لأمين قارة بعد توقّف برنامجه على الحوار التونسي    علامة ''هيرمس'' تعتذر لهيفاء وهبي    مرتبطة بجائحة كورونا.. فضائح مدوية تهز الولايات المتحدة وبريطانيا    مباراة الترجي وصانداونز: تحديد عدد الجماهير وموعد انطلاق بيع التذاكر    شيخ جزائري يثير الجدل: "هذه الولاية بأكملها مصابة بالمس والسحر"!!    معرض تونس الدولي للكتاب 2024: القائمة القصيرة للأعمال الأدبية المرشحة للفوز بجوائز الدورة    موعد أول أيام عيد الاضحى فلكيا..#خبر_عاجل    مفاهيمها ومراحلها وأسبابها وأنواعها ومدّتها وخصائصها: التقلّبات والدورات الاقتصادية    فتوى جديدة تثير الجدل..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحوار نت يلتقي الأستاذ عبد الحميد الحمدي إثر عوته من تونس
نشر في الحوار نت يوم 06 - 09 - 2009


حوار صريح مع الأستاذ عبد الحميد الحمدي
إثر عودته من تونس



أثار الحوار الذي أجرته صحيفة السياسية مع الأستاذ عبدالحميد حمدي الكثير من ردود الأفعال، التي تراوحت بين القدح في سيرة الأستاذ عبدالحميد والحمل على الصحيفة التي وصفها البعض بأنّها مجرّد أداة تُستخدم لإثارة البلبلة في الصفّ الإسلامي على وجه الخصوص...، سعى الحوار.نت إلى إزالة الشوائب العالقة بالزيارة، فزار الأستاذ عبدالحميد حمدي في بيته، بأرض إقامته بالدّانمارك، وذلك بعد عودته من أرض الآباء والأجداد تونس، فكان معه الحوار الصريح التالي:

1 - الحوار.نت: أخ عبد الحميد.. تتقدم إليك أسرة الحوار.نت بمناسبة حلول شهر رمضان المعظم بأحر التهاني سائلة المولى الكريم أن ييسرك ومن معك من أهل وأحبة وإخوان في الدانمراك إلى حسن الصيام وحسن القيام وحسن الذكر والتلاوة وحسن الإنفاق وحسن الصلة وحسن الخلق وأن يظفرك وجميع المسلمين بليلة هي خير من ألف شهر وأن يعتق فيها رقبتك ومن معك من النار.
أخ عبد الحميد، ما حقيقة هذه العودة التي فاجأت الجميع بمن فيهم خاصّتك؟

عبدالحميد حمدي: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول، قبل الولوج في الأجوبة أتوجه إلى القائمين على موقع الحوار.نت وإلى القراء جميعا بالتهاني والتبريكات بمناسبة شهر الصيام والرحمة والمغفرة والعتق من النار, والأخوة والتسامح, سائلا الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا جميعا ممن صامه وقامه إيمانا واحتسابا, وأن يعيده على أبناء تونس حكاما ومحكومين وجميع المسلمين وقد تصافوا وتحابوا وتخلصوا من كل الخلافات, إنه سميع مجيب...
وأعود إلى الأسئلة...
فاجأت من؟ لا أعتقد أنّ محبا لي سيفاجأ بنبأ عودتي إلى أهلي... ,

2 - الحوار. نت - مقاطعا - بل لقد تفاجأ بعودتك أقرب محبيك؟

عبدالحميد الحمدي: (مواصلا): أرجو من إخوتي وأحبتي المعذرة فيما صدر مني من تقصير في هذا الأمر, أعود للإجابة على بقية السؤال, وأقول: وببساطة حتى أعفيك من التأويلات المعهودة: لقد عادت عائلتي منذ أربع سنوات وهم من ذاك التاريخ يترددون باستمرار على تونس ونقلوا لي أنباء سارة عن الأهل والبلاد وتمنوا لو أني نزعت عقدة الخوف الموهوم وصحبتهم هذه الصائفة, ولعلي أبوح لك بسر لا يعرفه حتى أهلي لحد هذه الساعة. أنّ شوقي تعاظم وبتّ لا أتذوق طعم النوم لأنني في الحقيقة لم أرتكب جناية يعاقب عليها القانون, ولا أعرف أنّ طرفا ما يمكنه أن يعاقب إنسانا على جريمة موهومة, وما زاد في حيرتي وقد كسا الشيب رأسي, أنّ والدي حفظه الله لأول مرة منذ عشرين عاما لم يطلب مني العودة ويصر بشدة إلاّ هذه المرة, فسألت عن سبب اصراره فقيل لي بأنه مريض, فقلت في نفسي وحتى لا يتكرر سيناريو والدتي رحمها الله، التي كانت مريضة والعائلة يخفون عني حالتها الحقيقية بدعوى أن لا أنزعج, هذا مما زاد في قناعتي بضرورة تحدّي الصعاب والتفكير بجدية في العودة, واتصلت بصديق عزيز سبقي في العودة إلى الوطن بثلاث سنوات استشيره في الأمر, طلب مني مهلة ثلاثة أيام لكي يتصل بشخص عزيز عليه له علاقة مباشرة مع مستشار السيد الرئيس, جاء الرد بعدها إيجابي يفيدني بعدم وجود حكم قضائي عليّ، وهذا يسهل عودتي, توكلت على الله وحزمت حقائبي, تلك هي القصة بالكامل.

3 - الحوار.نت: (مستفسرا): هل لنا أن نعرف هذا الصديق العزيز! أهو نفسه الذي ذكرته صحيفة السياسية؟

عبدالحميد الحمدي: نعم، إنّه الدكتور المختار زغدود وصديقه الذي استعان به للتوسط مع الجهات الرسمية وهو الدكتور الصحبي العمري...

4 - الحوار.نت: إذًا، عدت إلى تونس وشكرت الرئيس ابن علي، هل يفهم من ذلك أنك كنت مخطئا في حق بلدك وأنك الآن تبت، وندمت على كل ما فعلته من قبل؟
عبدالحميد الحمدي: مستفسرا: ما الذي فعلته حتّى أندم عليه؟


5 - الحوار نت: المقصود توجّهك وانتماءك إلى الحركة الإسلامية!

عبدالحميد الحمدي: أنا مسلم بالفطرة وسني ومالكي المذهب, وعندما انتميت للحركة الإسلامية في أواخر الثمانيات, كان ذلك بدافع قناعتي بالهوية العربية والإسلامية, ضمن الفهم المالكي للإسلام, المعروف بوسطيته واعتداله, وهذا لا ينفي أني في رحلتي الطويلة حول العالم بدءا من المملكة العربية السعودية حيث درست وانتهاء بالدنمارك مكان إقامتي الآن, استطعت أن أرفد هذه القناعات بمفاهيم إسلامية متطورة ومنفتحة, وعلى هذه القناعات المبنية على الوسطية والتسامح والاعتدال ووضوح المنهج, انخرطت أيضا ضمن فعاليات إسلامية أوروبية مثل المجلس الإسلامي الدنماركي, الذي أتشرف برئاسته, وهو من مؤسسي اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا, لترسيخ مفهوم المواطنة الصالحة للمسلم الأوروبي الإيجابي المتسامح الوسطي, البعيد عن التشنج والتعصب. ولا أعتقد أنّ في مثل هذه القناعات ما يستوجب مني الندم, ولا ما يدعوكم أنتم للتساؤل عما إذا كنت نادما أوغير ذلك!..

6 - الحوار.نت: ما كان شعورك وأنت تطأ أرض بلدك الحبيبة وتستقبل من طرف الأهل والأحباب في غياب والدتك رحمها الله؟

عبدالحميد الحمدي: كان شعور لا يوصف امتزج بحزن عميق, كيف لا يكون عميقا وقد استقبلني الكل إلاّ الحبيبة أمّي التي لم يكن لها من أمنية في حياتها إلاّ رؤيتي.
رحم الله أمي وأسكنها فسيح جناته, وإنّي لأدعو الله خفية وعلانية أن يرضيها عني, وتغفر لي تقصيري في حقها, ويلاقيني بها رحمة من عنده في ضيافته بالفردوس الأعلى إنّه جواد كريم. ..الموت سنة من سنن الكون, لا راد ولا اعتراض لأمر الله...كل نفس ذائقة الموت وإنّما توفّون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلاّ متاع الغرور...اذا جآء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون..وكما قال الصدّيق رضي الله عنه: الموت باب مفتوح وكلنا داخلوه.
لاشك أنّ خلو مكان والدتي الحبيبة ليس فقط في مطار قرطاج الذي كان حافلا بالمسقبلين, وإنّما في كل شبر قطعته من المطار إلى مسقط رأسي مكثر, فهذا سؤال يؤلم كل إنسان فضلا عن أن يكون هذا الإنسان مسلما قارئا لسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم ذرفت عيناه الدموع أسى وحزنا وألما على مغادرة موطنه مكة المكرمة.
مشاعري وأنا أعانق أحبة وأهلا, كثيرا منهم لا أعرفه إلا اسما, فقد طال زمن الفراق, وزاد الاشتياق والحنين. وقد كنت ألقي بنظري من هنا وهناك لعلي أعثر عما يذكرني ببقايا الزمن القديم, يوم كنت حين تضيق علي الدنيا, أضع رأسي في حضن والدتي فيزول الألم, رأيت تنورها فاشتقت إلى خبزها وملوخيتها, لكن عزائي الوحيد, وهو من فضل الله علي وشهد بهذا كل من رافقني من المطار إلى أن وصلت إلى المقبرة التي ترقد فيها, حيث تحقق ما رأيت في الرؤية, فلقد كنت رأيت فيما يرى النائم, رأيتني وكأني واقف بقرب قبرها تاليا الفاتحة عليها ناظرا شكله محددا مكانه, فلما وصلت يقظة, طلبت من الجميع عدم مرافقتي معللا لهم معرفتي..., وقصدت الضريح مباشرة بدون دليل, وحتى لا يتوهم أحد, أني أدّعي الصلاح والتقوى فهذا أمر بعيد المنى إلاّ أن يتغمدنا الله برحمته, وإنّما بفضل ورحمة منه سبحانه وتعالى.

7 - الحوار.نت: هل سمعت بنبإ اعتقال الدكتور العش الذي زامن تواجدك الآمن في تونس؟

عبدالحميد الحمدي: تريد مني صراحة, أكذبك القول لوأنكرت سماع نبأ اعتقال الدكتور أحمد العش, وأكذبك القول أيضا لو أني قلت لك أنّي لم أحزن ولم أتأسف لذلك, فالدكتور العش رجل فاضل, صاحب خلق ودين, لم يعهد عنه التشنج والتعصب, والتآمر على أمن البلد, وطالما أنك سألتني عن الأخ العش, فإني أغتنم هذه الفرصة, وأجواء رمضان الروحانية, لأطلب من سيادة الرئيس التكرم باصدار عفو عنه فعشرون عاما من الغربة تكفيه.

8 - الحوار.نت: هاجمت مؤتمر العودة وذكرت أنه كان السبب في عودتك هل من توضيح؟

عبدالحميد الحمدي: هذا سؤال مهم, أشكرك على طرحه وعلى منحي فرصة لأوضح رأيي بشأنه.

لقد جاء قرار عودتي بعد انعقاد ما يسمّى بمؤتمر العودة مباشرة, لأني عندما تابعته على بعض وسائل الإعلام, ورأيت من أمثال المرزوقي وسهام بن سدرين وغيرهم يوظفون من جديد آلام الاسلاميين لأغراضهم الشخصية, وهذه المرة ورقة المهاجرين كما استعملوا في السابق ورقة المساجين, وأذكر أنّه عندما خرجت أول دفعة منهم بعفو رئاسي بدأوا يكتبون ويحللون هل هناك؟ صفقة بين الإسلاميين والنظام, وكأنهم يريدون من هذه الشريحة, إمّا التأبيد في السجن أو الهجرة الأبدية.., فإنّ في عودتي ردا بسيطا على ما جاء في المؤتمر الذي أعتقد شخصيا أنّ كثيرا من أطرافه المساهمة والفاعلة فيه تستخدمه لأغراض سياسوية بحتة.
إنّ بعض اليساريين حاولوا استعمال ورقة الإسلاميين قبل السجن, وهم داخل السجن، واستعملوا قضية إخراجهم من السجن كورقة مزايدة, وهم الآن يتاجرون بورقة المهاجرين. وكأنهم يريدون من الإسلاميين أن يبقوا طيلة حياتهم حطب ووقود معارك ذات دوران لا ينقطع مع حاكم بلادهم, إلى متى ستظلّ هذه الفتن, أرجو الهداية للجميع...

9 - الحوار.نت: بالعودة الى واقع من عاد إلى تونس وإلى توالي الشهادات يصعب التصديق أنّ السلطة التونسية تسمح بعودة أيّ كان بدون ثمن؟ فما هو الثمن الذي دفعه عبدالحميد حمدي؟

عبدالحميد الحمدي: هذا سؤال مهم أيضا فقد اعتاد الناس على فهم عودة الإسلاميين إلى أوطانهم على أنها ثمرة تفاهمات بينهم وبين الأجهزة الأمنية, بعبارة أدق يصعب على المتابعين تقبل عودة الإسلاميين بدون ثمن سياسي أو التزام أمني, بالنسبة لحالتي أعترف لك وأشهد الله على ما أقول, أنني عدت إلى بلدي الحبيب بقرار شخصي وبإرادة ذاتية بعيدا عن أي من التفاهمات السابقة الذكر, سأجانب الحقيقة لو أنّي نفيت التحدث لبعض أصدقائي مثل ما ذكرت آنفا قبل أن أمتطي طائرة العودة, وأبلغوني بعدم وجود أي مانع في عودتي, وأنّ رئيس الدولة شخصيا ضد منع أي مواطن من العودة, سمعت هذا الكلام بالحرف من الصحفيين الذين كانوا رفقة أصدقائي وأهلي بالمطار لاستقبالي.

10 - الحوار.نت: على ذكر الصحافيين! فقد ذكرت في حوارك مع "السياسية" بعض الإنجازات العمرانية في تونس فهل شاهدت عن قرب الإنجازات الحقوقية والديمقراطية، وهل كانت لك إطلالة على ما يعانيه المساجين من تعذيب، والمسرّحين من محاصرة، والمحجبات من مراقبة وحملات ضدّهنّ؟!

عبدالحميد الحمدي: يصعب على زائر لبلاده بعد عشرين عاما من الغياب أن يجيب على هذا السؤال، فحقوق الإنسان ولوازمها يعرفها المتخصصون, وبالنسبة لي وفيما قضيت من أيام لا أذكر أن أحدا من رجال الأمن لا بطريقة مباشرة ولا غير مباشرة قد تعرض لي أو سألني, لا بل إنّني عندما بادرت بتقديم طلب تجديد جواز سفري عاملوني بطريقة إيجابية... هذا بالنسبة للشق الحقوقي الذي لمسته, أما التنمية العمرانية فلا شك أنني أنقل واقعا عندما أتحدث عن تغييرات كبيرة في كل نواحي الحياة وهذه معطيات لم تعد خافية على أحد وبإمكان أيّ من التونسيين الذين يستخدمون تكنولوجيا النات وخدمة غوغل أن يتبينوا التغييرات العمرانية من دون الحاجة إلى شهادة مني!.. وعندما أتحدث عن العمران فأنا أقصد بذلك الوضع الاقتصادي في البلاد, ولا أستطيع أن أجزم بأنّ كل التونسيين على أحسن ما يرام, فهذا غير موجود إلاّ في دولة أفلاطون الفاضلة, لكن الغالب أنّ العجلة الاقتصادية تتحرك بطريقة تجعل من إمكانية عيش المواطن وبمستويات محترمة واردة, ولقد رأيت أصدقاء من أهل بلدتي لم يركبوا لا البحر ولا الجو وإنّما عاشوا في تونس وحققوا مشاريع اقتصادية ضمنت لهم الحياة الكريمة, وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم. هذه هي شهادتي إجمالا وهي بالطبع شهادة مواطن عابر!...

11 - الحوار.نت: لم يعد خافيا الدور الذي يلعبه الأخ الأزهر عبعاب في موضوع العودة، فهل وقع تنسيق مسبق معه لييسر لك الطريق؟

عبدالحميد الحمدي: الأخ الأزهر عبعاب رجل فاضل أحترمه وأقدره وله اجتهاداته, لكنني لم أنسق معه في أي من مشاريعه.

12 - الحوار.نت: كيف تفسر صدور أحكام ولو بتأجيل التنفيذ على أغلب الذين عادوا واستثناء القلة القليلة من ذلك؟

عبدالحميد حمدي: هذا سؤال ذو أوجه عديدة، وسوف أقتصر في الإجابة عنه على ما قاله رب العزة في العفو والتسامح: (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين). أما الأبعاد السياسية والقضائية والحقوقية فلها أهلها والمتخصصون فيها, والذي أجزم به, أنه لم يكن عندي حكم قضائي!...

13 - الحوار.نت: هل طالبتك القنصلية بإعلانك الاستقالة من النهضة وإدانة قيادتها عبر الأنترنت مقابل عودتك؟

عبدالحميد حمدي: لم أسمع بهذا إلاّ في سؤالك هذا, وللعلم ففي كوبنهاجن لا توجد لدينا سفارة ولا قنصلية, وهذا يريحك من السؤال, ويعفيني من الإجابة, وبعبارة واضحة لم يجر بيني وبين أي من المصالح القنصلية لبلادنا أي حوار بهذا الشأن, ولم يطلب مني أحد الاستقالة من النهضة, ولا هتك أعراض قادتها, وهذا سؤال ما كنت أتمنى أن يطرح لأنه غير واقعي على الإطلاق, وليس من نتائجه إلاّ تعميق عدم الثقة بين الناس والتشكيك في إرادات الإصلاح وهذا غير مفيد.

14 - الحوار.نت: غير واقعي فيما يخصّك ،،، ولكن ذلك حصل من الجانب الآخر... ( الحوار نت مواصلا): عدت إلى تونس موطنك الأصلي بعد غربة دامت قرابة عقدين كاملين. هل يمكن أن تذكر للقرّاء أبرز المشاهد التي علقت بذاكرتك سواء كانت مشاهد إيجابية أدخلت عليك السرور أم مشاهد سلبية مسحت عليك حزنا أو أسى؟

عبدالحميد الحمدي: أبرز ما علق بذهني خلال عودتي إلى وطني هي رؤية أهلي, وإني لأشكر الله أن كتب لي في العمر بقية حتى قبّلت تربة أجدادي. تريد الصراحة مني: إنّ أكثر ما حز في نفسي أنّ الوقت الذي اقتطعته لزيارة بلادي لم يكن كافيا لإطفاء ظمئي من أهلي وخلاّني وأحبتي بسبب مسؤولياتي هنا، في الدّنمارك.
البنايات الشاهقة والشوارع الفسيحة والسيارات الفخمة والحقول الخضراء التي تزخر بها تونس الخضراء لم تجلب انتباهي بقدر ما كنت منشغلا بتلمس دروب الحياة هناك, والتعرف على خارطة الأهل فقد اتسعت القبيلة, قبيلة رجال الحمادة, وكثر النسل وكان عليّ أن أنصت لأحاديث كبارالأهل وتعريفاتهم لرموز الجيل الجديد.
لم أجد وقتا كافيا لمتابعة نشرات الأخبار ولا لقراءة الصحف اليومية, ولكنني شهدت تطورا ملحوظا في البنية التحتية للأماكن التي زرتها وخاصة في تونس العاصمة.
ما شد انتباهي وأنا المشغول بالإنسان هو مستوى الوعي الذي لمسته لدى بعض ممّن رأيت, فقد هالتني الأعداد الكبيرة لرواد المساجد وخاصة من جيل الشباب، بل أكثر من ذلك أنّ أحدهم يكاد يبزك في مناقشة قضايا فقهية أو دينية دقيقة.
ومما أثلج صدري في مسقط رأسي مكثر, المساجد الجديدة التي زيدت ووصلت الأرياف, ومنحتني الفرصة للتعرف على أئمتها الذين بالمناسبة جلهم من طلبة الوالد حفظه الله الذي ظل طيلة أربعين سنة يدرس القرآن الكريم باللوح, وأيضا بعض هذه المساجد وخاصة في وسط المدينة تقام فيها الملة القرآنية بإذن من الجهات الرسمية.
ولاشك أنّ واحدا مثلي تسره الزهور التي تلوّن الشارع التونسي وبعض الإدارات الحكومية من مرتديات الحجاب الإسلامي... لم أشعربغربة على الإطلاق, وبإمكاني أن أقول لك أنّني كفكفت دمعي بعد أن قرأت ما تيسر من القرآن الكريم على روح والدتي التي مازال طيفها يخيم على سماء مكثر بعد أن أيقنت بالملموس أن هوية تونس العربية الإسلامية ازدادت بفضل الله رسوخا.
أما النقطة السلبية التي آلمتني وحزنت لها كثيرا, فهي خبر اعتقال الأخ أحمد العش فرج الله كربه!...

15 - الحوار.نت: قرأنا حوارك في جريدة "السياسية"، وهو حوار أثار جدلا بين مؤكد أن كل ما نقل عنك صحيح وبين مؤكد أنه نسبت إليك أمور لم تقلها..، على أنّ النقطة الكبرى التي جرى حولها جدل من خلال تصريحك للسياسية هي: إغداقك المديح والثناء لرئيس الدولة بطريقة لم تعهد منك من قبل! فهل من توضيح؟..

عبدالحميد الحمدي: ما قلته في حديثي لصحيفة السياسية التونسية كثير ومتشعب, امتزج فيه الروحاني بالعاطفي والانطباعي, وما قلته باختصار شديد سواء أن تعلق الأمر بقرار العودة, أو بمشاهاداتي للتطور الحاصل في البلاد وارجاع الفضل في ذلك لله ثم لقيادة البلاد السياسية ممثلة في السيد الرئيس, فذلك مما قلته من دون شك, وأضيف عليه الآن بشرى سارة لكم جميعا, تبعث على الفخر والاعتزاز,حيث وجدت أنّ أكثر الشعب التونسي يتابع إذاعة الزيتونة للقرآن الكريم المتنوعة بالبرامج الدينية, وقد أظهر آخر سبر آراء أنها الأكثر سماعا ومتابعة من غيرها من الإذاعات الوطنية, فلله الحمد والمنة.
أما إذا كان امتناني لرئيس الدولة سيادة الرئيس زين العابدين بن علي وتوجيه الشكر والتحية له هو ما يثير الغموض, فلا أعتقد أنه يوجد محظور شرعي يحرم الشكر لولي الأمر وفي الأثر – من لا يشكر الناس لم يشكر الله -

16 - الحوار.نت: لم تؤاخذ بطريقة الشكر ولكنّك أوخذت بانتفاء الشكر، فكان الأولى شكر الله ثمّ شكر النّاس، ولكنّك في حوارك مع السياسية أغفلت شكر الله واكتفيت بشكر النّاس ممّا أثار حفيظة النّاس!...

عبدالحميد الحمدي: بل شكرت الله سبحانه وتعالى أوّلا، ولكن يبدو أن شكره قد سقط في الكتابة سهوا.

17 - الحوار.نت: تردد في بعض التحاليل أنّ الأخ عبد الحميد قد رغبت في عودته السلطة التونسية في هذه الأيام بالذات (التحضير للانتخابات الرئاسية وغيرها) لتزيّن به الواجهة الأمامية بمثل ما رغبت من قبل في زيارة العلامة الشيخ يوسف القرضاوي ثم في زيارة الشيخ سلمان العودة..

عبدالحميد حمدي: هذا سؤال جوابه يتعلق بالنوايا, والحقيقة أنّ الجهة المعنية بالسؤال ليست بالتأكيد عبد الحميد الحمدي, وإنّما الجهات صاحبة التحليل ذاته, وإن كنت أشعر بكثير من الغبطة والسرور أنّ أصحاب هذا التحليل صنفوا العبد الفقير المتواضع لله وحده ضمن خانة العالمين الجليلين العلامة القرضاوي والعودة حفظهما الله, فأنا لا أصل مرتبة هؤلاء العلماء الربانيين الصناديد, فلست إلاّ تلميذا صغيرا لهما.

18 - الحوار.نت: بين مؤكد أنّ الإسلام في تونس يلقى معاملة سيئة مهينة وبين مؤكد عكس ذلك بالتمام والكمال.. كيف هو تقويم الأخ عبد الحميد بعد عودته ومعاينة الأمر بنفسه؟ والسؤال ذاته فيما يتعلق بحقوق الإنسان: بين مؤكد أنها عادية جدا وبين مؤكد أن تونس استثناء عربي وإسلامي بل ودولي..

عبدالحميد الحمدي: مع أنني أجبت على هذا السؤال في ثنايا ما تقدم من أسئلة, أعود وأقول: الإسلام في تونس بخير ولا خوف عليه, المساجد عامرة, الشباب مقبل على طاعة ربه وحفظ كتابه, الشوارع مزدانة بالمحجبات, والتونسي مسلم بطبعه, وحتى سبّ الجلالة الذي كنا نسمعه اختفى تقريبا (أؤكّد ذلك عن جهتي التي زرتها وعايشت النّاس فيها), وهنا أروّح على القارئ بهذه القصة التي جرت لي, لما كانت الوفود تتردد على بيتي للتهنئة بالعودة، كانوا يسألون أين صوت أبواق الغناء التي كانت تغطي شارعكم, فأسأل عن الأمر, فيجيبني أهلي أنّ جارنا المقابل يمتهن لوازم الأعراس للإيجار, وكل صباح حتى الليل يفتح الأبواق عالية بالغناء ليعلم المارين بمكان وجوده, فمن احترامه أوقف هذا الأمر حتى مغادرتي تقديرا لزوارنا فجزاه الله خيرا.
أما الشق الثاني من سؤالك المتعلق بوضع الحريات وحقوق الإنسان, فنظرا لضيق الوقت, وانشغالي طيلة المدة بأقاربي, فلم أطلع على هذا الملف كما قلت سابقا.

19 - الحوار.نت: هذا سؤال خاص جدا لو تفضلت بالإجابة عنه ... يؤكد بعضهم أنّ كل عائد إلى تونس ممن سبقت منه معارضة سياسية يخضع لمساومات من مثل الإمضاء على بعض العرائض أو التفصي من انتمائه السابق أو كيل المديح لرئيس الدولة أو الامتناع في المستقبل عن اعتناق أي فكرة أو سلوك معارض للدولة.. وبين من يؤكد عكس ذلك.. فهل يتفضل الأخ عبد الحميد بتوضيح ذلك للناس من موقع الإمامة ؟!..

عبدالحميد الحمدي: أما أن أجيبك عن السؤال من موقع التجربة والاعتراف الشخصي فهذا طبيعي ومعقول, أما أن أجيبك من موقع الإمامة والقيادة فتلك فرية لا أدعيها ولا أزعمها, فأنا لست إماما ولا قائدا, وإنما عبد فقير لله. إذا قبلت مني هذا التوضيح فلك مني الجواب التالي: عندما فكرت في العودة كنت أقرأ المعلومات التي سردتها في سؤالك, وكنت أتوقع أنّ مرسولا من الجهات الأمنية أو الدبلوماسية سيطلب مني ما ذكرت, لكني وللحقيقة أقول: لم أتعرض لشيء من هذا, فقد توجهت إلى وكالة الأسفار وقطعت تذكرة ذهاب وإياب, ولم أحتج بالطبع الى تأشيرة دخول, وامتطيت الطائرة ووصلت بحفظ الله ورعايته من دون اعتراض من أي جهة كانت, أرجو أيضا أن يكون فيما قلت فصلا في الخطاب.

20 - الحوار.نت: هل نفهم إذًا أنّ زيارة عبدالحميد الحمدي لن تؤثّر في عبدالحميد حمدي؟

عبدالحميد الحمدي: ماذا تعني بالتأثّر أو التأثير؟

21 - الحوار.نت: المقصود كتاباتك، اهتماماتك، توجّهاتك وأنشطتك الدعويّة؟

عبدالحميد الحمدي: أرجو أن تمنحني, زيارتي الى تونس ثقة بالله أولا, ثم بنفسي وتدفعني إلى مزيد من الحبّ والشعور بالاطمئنان والراحة, حتى أواصل مسيرة الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن, راجيا من العلي القدير أن يستعملني في خدمة دينه, وأن يمنّ عليّ بالإخلاص في العمل والصدق في القول, إلى أن ألقاه وهو راض عني, كما أدعوه في هذه الأيام المباركات ألا يحرم تونسيا ولا مسلما من العيش بين أهله وخلانه.

22 - الحوار.نت: اللهمّ آمين! ولكنّك لم تجب عن شطر السؤال... (مواصلا): هل كانت لك اتصالات عليا أو خاصة مع بعض رموز الدولة بسبب موقعك الإسلامي في الدانمارك من أجل المساهمة في حلّ الملف الإسلامي في تونس في جانبه الديني على الأقل فضلا عن جانبه السياسي.. هل فكرت في ذلك وهل دعيت إلى ذلك وهل زاولت شيئا من ذلك وما هي النتائج الأولية؟!.

عبدالحميد الحمدي: أنت بهذا السؤال تؤلمني حقيقة, فالمسلم الذي لا ينشغل بأمور المسلمين ليس منهم, وكنت أتمنى لو أنني سافرت إلى تونس في المهمة التي افترضتها لي, ولكني سافرت مواطنا تونسيا عاديا اشتاق إلى أهله وهواء بلاده.

23 - الحوار.نت: سؤال يحير الناس حقا: بأي معنى يرجع الدكتور أحمد العش فيسجن بأربعة سنوات نافذة ولكن يرجع غيره فيلقى معاملة حسنة؟ هل الأمر متروك للصدفة أو للقرعة أم لأي شيء في رأيك أخ عبد الحميد؟!..

عبدالحميد الحمدي: لا شك أنني أثق بحسن نيتك, وأعرف أنّ سؤالك التهكمي هدفه الإيضاح ووضع النقاط على الحروف!.., فك الله أسر الدكتور أحمد العش وغيره من الأخوة, لكن تصوير الأمر كما جاء في سؤالك لي, آلمني حقيقة, لأنه لا يوجد وجه للمقارنة بين حالتي وحالة الأخ العش, فحسب ما تناهى لي من معلومات أنّ الأخ صادر بحقه حكم, وأنا لا يوجد لدي حكم قضائي, وإذا أردت الجواب الشافي على سؤالك فلك أن توجهه لأولي الأمر في تونس, أما طرحه بهذه الصيغة, فيتضمن إساءة لأشخاص لم يرتكبوا ذنبا في قرار عودتهم إلى بلادهم, ومرة أخرى أدعوالله سبحانه وتعالى أن يزيل هم المهمومين وغربة المغتربين ويفرج كرب المكروبين ويفك أسر المأسورين ويعيد الطيور المهاجرة إلى أوكارها غانمة سالمة إنه سميع مجيب وبالإجابة جدير.

24 - الحوار.نت: لم تُقصد الإساءة للأشخاص الأبرياء أبدا... (مواصلا): هذه مساحة أخيرة متاحة لك لإبداء ما تريد إبداءه أو لإبلاغ أي رسالة لأي طرف كان في الداخل أم في الخارج .. فتفضل بتوضيح ما تريد توضيحه مشكورا..

عبدالحميد الحمدي: أشكركم وأدعو الله سبحانه وتعالى لكم بالتوفيق, وأرجو أن تتكاتف جهود الجميع من المخلصين الصادقين من أجل رأب الصدع بين النظام وأبناء التيار الإسلامي عامة, الجميع أبناء تونس الجميع أبناء تونس وصلاحها في صلاحهم وتسامحهم, فالتسامح والعفو خلق إسلامي رفيع, به يرتقي الإنسان إلى مصاف – العافين عن الناس – لأنه من أسباب دخول الجنة, عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أنبئكم بما يشرف الله به البنيان ويرفع الدرجات؟ قالوا: بلى يارسول الله، قال: تحلم على من جهل عليك وتعفو عمن ظلمك وتعطي من حرمك وتصل من قطعك". رواه الطبراني.. اذا فالتسامح قيمة أساسية لا يستطيع الإنسان أو المجتمع الإسلامي أن يتخلى عنها ويعيش من دونها لأنها تحقق السعادة في الدنيا والآخرة: (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين)، فالعفو خلق الأقوياء ودليل كرم النفس, يورث صاحبه العزة. قال معاوية رضي الله عنه: عليكم بالحلم والاحتمال حتى تمكنكم الفرصة فاذا أمكنتكم فعليكم بالصفح والإفضال. وقد ورد عن الصدّيق رضي الله عنه أنه قال: بلغنا أنّ الله تعالى يأمر مناديا يوم القيامة فينادي من كان له عند الله شيء فليقم, فيقوم أهل العفو, فيكافئهم الله بما كان من عفوهم عن الناس... اللهم إنّا نسألك العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة, هذه أمنيتي ورجائي الذي أوجهه لكل العاملين في الشأن العام, والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وكل عام وأنتم وأبناء تونس جميعا والمسلمين بخير وعافية.

الحوار.نت: شكرا لك جزيلا على قبولك إجراء هذا الحوار، والشكر لك وللأخت على كرم الضيافة، وبارك الله فيك وفي أهلك أجمعين.



حاوره: عبدالحميد العدّاسي (الدّانمارك)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.