الحزب الحاكم في تونس يطالب بن على بالبقاء في الحكم بعد انتهاء ولايته التاريخ يعيد نفسه في مؤتمر بنزرت الشهير نزل بورقيبة في مطار بنزرت وأخذ يقبل العلم ويبكي فصاح المعتاشون من حكمه , العيشة فوق المائة والصحة " هي هي" وفي المؤتمر المشؤم أعطوه رئاسة مدى الحياة وبهذه التمثيلية المحبكة تمكن العجوز من رقاب الشعب إلى أن جاء بن على بانقلابه,ووعدنا ببيان السابع من نوفمبر الذي لم يحقق منه شيء .هذا إذا فهمناه على حقيقته أما إذا كان الرجل يقصد بلا ظلم بعد اليوم بلا ظلم قبل اليوم فقد يكون محقا وقد أنجز الكثير فانجازاته في هذا المجال لم يستطع انجازها حتى كبار الدكتاتوريات في أمريكا الجنوبية (بينوشي وغيره(. أما لا مجال لرئاسة مدى الحياة يبدو أنها تسير في نفس المسار ربما بعد موته يحظر لنا شيء أخر(لقد حكم الأسد سورية وهو ميت حتى غيروا الدستور على مقياس ابنه ) أما أن الشعب التونسي بلغ مرحلة من الوعي والنضج تخوله العيش الكريم ,, الحرية والديمقراطية وهذه أيضا ربما لم نفهم الرجل أراد أن يحد من الحريات خوفا علينا وإلا كيف نفسر تراجع الحريات. الجرائد, الندوات, النوادي الثقافية, الأحزاب المستقلة, الاستيلاء على الاتحاد العام التونسي للشغل, الاستيلاء على اتحاد الطلبة وجميع منظمات المجتمع المدني. لا غرابة من أن يعطى بن علي نفس الامتيازات التي أعطاها الحزب الحاكم لسلفه أو أكثركما يقول المثل:يشركوا في كتان غيرهم عقيدة الحزب الحاكم هي عقيدة تمعش مع احترامي الشديد لكثير منهم أصحاب الأيادي النظيفة الوطنيين الأحرار اللذين بذلوا أرواحهم ودمائهم رخيصة من أجل الوطن أما أصحاب المصالح الضيقة والنفوس المريضة فهي لا ترى إلا تحت أقدامها