يعاني ملايين المسلمين في النيجر من المجاعة وسوء التغذية بسبب موجة الجفاف الشديدة التي ضربت البلاد ودمرت المحاصيل الزراعية وقتلت المواشي. مرة أخرى تجد دولة النيجر نفسها في مواجهة أزمة غذائية طاحنة، تأتي بمثابة مأزق مروع، لكنه أضحى أمراً مألوفاً بكل حال في بلاد تحتل الصحراء منها مساحة شاسعة وترتفع فيها معدلات الإنجاب ويزاول أهلها مهنة الزراعة بطريقة بدائية. وكشف برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في تقرير، أن هناك زيادة هائلة في عدد حالات سوء التغذية في النيجر هذا العام، مضيفاً أنه سيقوم بشكل عاجل بمحاولة زيادة الإمدادات الغذائية للأطفال الصغار هناك، وفقاً للبي بي سي. يذكر أن النيجر التي تعد إحدى أفقر دول العالم، يدين 90% من سكانها بالإسلام، والذي انتشر هناك من بداية القرن العاشر الميلادي. وقالت المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي "كارولين هارفورد": "إن جهود الإغاثة تركز على الحصول على الطعام المفيد للأطفال دون سن الثانية وإنه يجري توزيع حصص أخرى على أسرهم". وأضافت: "إن البرنامج يهدف لتوفير الغذاء لنحو ثمانية ملايين شخص في النيجر التي تعاني بسبب الجفاف الشديد مما تسبب في نفوق الماشية وتدمير المحاصيل". وأشارت "هارفورد" إلى أن البرنامج العالمي يحتاج تمويل بما يزيد عن 200 مليون دولار من أجل تحقيق أهدافها هذا العام. من جانبه، قال مسؤول الإغاثة الإنسانية في الأممالمتحدة "جون هولمز": "إن 7 مليون شخص في النيجر وحدها أي حوالي نصف سكانها يعانون من نقص الغذاء". وأضاف: "إن تأمين الغذاء خرج عن السيطرة وأثر على عدد من البلدان الأفريقية"، موضحاً أن الوضع الحالي في النيجر هو الأسوأ من تعرض البلاد لكارثة الجفاف والجراد في عام 2005. وأشار "هولمز" أن الأزمة لا تقتصر على النيجر فهناك 1.6 مليون شخص في تشاد و600 ألف شخص في مالي و300 ألف شخص في موريتانيا، يحتاجون لإغاثة عاجلة.