أثارت تصريحات كمال الهلباوي القيادي السابق في جماعة الإخوان المسلمين في مصر بشأن اختيار قيادة جديدة للإخوان في سوريا خلفاّ للمحامي علي صدر الدين البيانوني، ودعوته للتطبيع مع نظام الأسد حفيظة بعض عناصر الإخوان. واتهم خصوم البيانوني الهلباوي بالتجني، والكذب الصريح على الناس، ووصفوا البيانوني بأنه "دكتاتوري"، وقللوا من أهمية الرهان على المصالحة مع النظام في وقت يتزايد كل يوم عدد المعارضين للنظام القمعي المحسوبين على خصوم المراقب العام السابق للإخوان المسلمين. ونفى الهلباوي أن يكون قد قال في البيانوني ما ليس فيه، حيث قال "أنا لم أمدح البيانوني، ولا غيره من قيادات الإخوان طول حياتي، فأنا لست مداحا ولا قداحا، ولكنني أثني على من يستحق في نظري الثناء، كما أن لغيري الحق في أن يقول ما يشاء في حدود الأدب والأخلاق الإسلامية الراقية". وأضاف "تصريحاتي لم تكن لتقويم البيانوني، بقدر ما كان حديث مقتضب رداّ على سؤال محدد، ونصيحة طلبت مني، وفي وداع المسؤولية، ولقد قلت نصيحتي لمن تولى المسؤولية بعد البيانوني سواء قبلت أو لم تقبل، أنا أعمل واجبي كما أفهمه، والدين النصيحة". وتابع "أن البيانوني، ومن معه اجتهدوا بإخلاصهم وقاربوا وسددوا ونجحوا في مهام وفي قرارات ومواقف، كما أنهم أخطئوا التقدير في بعض المهام، والمواقف ككل إنسان، وكل حركة محاصرة، ويحسب للبيانوني، أنه حسن اللسان، غير ساع للقيادة أو متمسك بها عندما جاءته، ولم يتردد في إسداء النصيحة وقول ما يراه مناسبا وعمل ما يراه مناسبا كذلك". ونفى الهلباوي أن تكون دعوته لجعل المصالحة مع النظام أولوية لدى الإخوان دعوة للانحناء، حيث قال "أنا لم أذكر كلمة الانحناء إجلالا وإكبارا لمواقف النظام السوري، وليس في كلامي أي تجني و لا كذب على الناس، ولا عدم مسئولية". وأوضح "لقد زارني بعض الإخوة السوريين في بيتي، وشرحوا قضية خلافهم مع البيانوني، فعرضت أن أزودهم برسالة إلى محمد عاكف المرشد العام السابق ليكلف من يراه مناسبا، للتدخل وحل المشكلة وفض النزاع بين الطرفين، وإعطاء الجهد لأهله حرصا على وحدة الصف وجمع الكلمة والمستقبل، والخروج من دوامة الخلافات". وجدد الهلباوي موقفه من النظام السوري، حيث قال "ما طلبته من قيادة النظام السوري هو مواصلة دعم القضية الفلسطينية، وقادة حماس، وحزب الله، وإيران، والاستمرار في موقف الممانعة، ومواجهة الهيمنة الصهيونية والأميركية، وهو الامتحان الذي سقط فيه معظم النظام العربي بما في ذلك مصر والأردن وبلاد الحرمين الشريفين وغيرهم، وإتاحة مساحة كافية لحقوق الإنسان، وإتاحة مساحة كافية للدعاة المخلصين، والسعي لتحرير الجولان والأراضي المحتلة، وإطلاق سراح مساجين الرأي". ودعا الإخوان مجددا إلى طي صفحة الخلافات مع النظام، وعدم الاصطدام معه مجددا، وقال "ما طلبته من القيادة الجديدة للإخوان هو العمل على طي صفحة الخلاف التاريخي مع النظام، وعدم تحميل القيادة الجديدة مسؤولية خلاف لم يكونوا شركاء في صنعه، وعدم الاصطدام بالنظام وعدم الوقوع في فخ الصدام، والاهتمام بالمهاجرين السوريين حتى تستقر أوضاعهم وتنتهي مشكلاتهم".