دعا زعيم جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في سوريا، علي صدر الدين البيانوني، في مقابلة مع وكالة «رويترز» للأنباء الجمعة، الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي والسماح بإجراء انتخابات حرة، محذراً من أن المعارضة السورية ستلجأ للعصيان المدني، إذا لم تجرِ إصلاحات ديموقراطية في البلاد. وقال البيانوني، الذي يقيم في المنفى في العاصمة البريطانية لندن، إن «سبع سنوات من حكم بشار كافية لكي يقدم استقالته، ويتنحى عن السلطة، ويُفسح المجال لآخرين لتولي مسؤولية الرئاسة، من خلال تنافس حقيقي لا استفتاء»، معلناً أن «قوى المعارضة تتحرك لممارسة الضغوط على النظام، بدءاً بالتظاهرات ثم العصيان المدني». وأوضح البيانوني، المتحالف مع النائب السابق للرئيس السوري عبد الحليم خدام، أنه «قد تكون هناك احتجاجات أو امتناع عن دفع الضرائب أو تظاهرات»، مشيراً إلى أن «الخطوات ستتحدد في الوقت المناسب من خلال التشاور بين (أعضاء) قيادة المعارضة الموحدة». ويُعدّ البيانوني أحد مؤسسي اتحاد لحركات المعارضة تحت اسم «جبهة الخلاص الوطني»، التي تضم 16 حزباً معارضاً تهدف إلى إطاحة الأسد. وكشف البيانوني أن أحزاب المعارضة ستقاطع الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها في 22 نيسان المقبل. وقال زعيم الإخوان المسلمين، التي تصل عقوبة الانتماء إليها إلى الإعدام في سوريا، إن الدول الغربية ترتكب «خطأً فادحاً» بإعادة الاتصالات مع الأسد. وكان البيانوني يشير إلى لقاء بين المنسق الأعلى للسياسية الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا والرئيس السوري يوم الأربعاء الماضي، بعدما تخلت فرنسا عن اعتراضاتها على أن تكون هناك اتصالات بين الاتحاد الأوروبي ودمشق، علماً بأن هذه الاتصالات توقفت إثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وتوجيه شبهات إلى سوريا بالضلوع في الجريمة. وتابع البيانوني أنه «عندما يحاول الاتحاد الأوروبي إنهاء العزلة المفروضة على النظام، فإن هذا يكون على حساب الشعب السوري»، مشيراً إلى أن «موقف الغرب من النظام السوري يتعارض مع مصالح الشعب السوري». وأعرب البيانوني عن اعتقاده بأن الغرب «يظن أن النظام (السوري) سيشارك في حل المشاكل في العراق ولبنان»، مشدداً على أنه يعتقد أن «النظام هو جزء من المشكلة، وليس جزءاً من الحل». ورفض البيانوني ذكر تفاصيل عن مدى الدعم الذي تلقاه الجماعة، التي تعد أقدم حركة إسلامية سياسية في سوريا، خوفاً على «سلامة» أنصارها، لكنه قال إن «هناك حالة من عدم الرضا في الجيش والاستخبارات» في سوريا، مدعياً أنه «عندما يكون هناك موقف دولي مؤاتٍ ومتعاطف مع الشعب السوري سينهضون ويتحركون، عندما يدركون أن هناك نية لحمايتهم إذا تحركوا ضد النظام