الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله بعد رجاء مرسل الكسيبي : الشيخ عبد الوهاب الكافي ينصح تلميذه الدكتور القديدي
إلي ابني الروحي مرسل أستسمحك في تعقيب مختصر على مقالك الأخير في موضوع تسمية الدكتور أحمد القديدي سفيرا لتونس في قطر . انطلقتَ في رسالتك للدكتور القديدي من موقع الصداقة التي تجمعك به ( أدام الله صداقتكما على أساس التعاون على البر والتقوى إن شاء الله ) . ومن البر النصح الخالص للأخ والصّديق ، والحمد لله فقد وفقك الله فقدمت له نصيحتك بحكمة بالغة : ( ومن منطلق ما ذكرت فانني أترجاه رجاء أخويا ، بألا يختم عمره ومسيرته السياسية بدور مشبوه يهدف الى تلميع صورة الديكتاتورية والفساد , اللذان يعلم القاصي والداني من التونسيين حقيقتهما حق العلم ...) فهل من مجيب ؟
ومن جهتي أضيف لما تفضل به ابني مرسل أني خبرت الدكتور القديدي منذ أوائل الستينات تلميذا في المعهد الثانوي بالقيروان . كان على خلق يميزه على كثير من أقرانه لما له من الثقة بالنفس دون تكبر ولا غرور وذا طموحات مشروعة لما كان له – مند شبابه – من مقدرة فائقة في اللغة العربية كما كان يتقن الفرنسية أكثر من زملائه وذلك ما أهله أن يكون -كما نعرفه اليوم- أديبا لامعا ومفكرا متمرسا . وأذكر أني كنت ألمس في الرجل - مدة إدارته لجريدة العمل - نَفَسا إسلاميا رغم سعيه الفاشل لتبرير مواقف رئيسه المثيرة للكثير من الجدل التي صادمت هوية شعبه وتطاولت على مقدسات دينه احترامي لنَفَسه الإسلامي – رغم إشفاقي عليه من خطورة الموقع الذي وضع نفسه فيه – شجعني على صياغة مقال يقارن بين موقف الرئيس الهندي – آنذاك -(غاب عني اسمه) الذي أصدر قرارا بمنع بيع الخمر – ولم يكن مسلما – وبين الموقف في تونس - البلاد المسلمة - التي تكاثرت فيها الخمارات بشكل غير مسبوق في ظل دولة " الاستقلال " ، أرسلته لجريدة العمل ، وأذكر باحترام أن الدكتور القديدي نشر مقالي رغم أنه عقب عليه برد أقدر أنه كان متهافتا .
وأسجل اليوم أني ما زلت أحتفظ لابني وتلميذي الدكتور أحمد القديدي بكثير من الاحترام والتقدير رغم موقفه الأخير الذي صدمني واعتبرته انتكاسة في مسيرة الرجل ، موقفه الذي أيد فيه سن النظام في بلدنا لقانون يجرم ويخون من يتعاون مع الجمعيات الحقوقية بالخارج . من أجل ذلك أجدني اليوم وقد فجعت بما يتواتر من أخبار تسمية الدكتور القديدي سفيرا لدى قطر أتوجه إلى ابني وتلميذي الذي توسمت فيه – ومازلت – كل الخير بالسؤال الحارق : كيف يقبل تلميذ الشيخ المرحوم عبد الرحمان خليف – رحمه الله - في رحاب جامع عقبة والفرع الزيتوني وبعد تجربة طويلة وثرية في الميدان الفكري والسياسي وفي مثل سنه وخبرته الرّكون إلى الذين ظلموا ؟؟ من صميم قلبي أدعو من هو بمثل خلق الدكتور القديدي وحكمته ألا يبيع آخرته بدنياه . والله الموفق والسلام على الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه . والله الموفق عبدالوهاب الكافي أستاذ في العلوم الطبيعية متقاعد وسجين سياسي سابق