لا تسألني كم عمري فسلسلة السنوات المترابطة المحشوة بالأشهر والأيام لا تمثل عمري الحقيقي .. إنما العمر الذي يعنيني، العمر الذي يمثلني، العمر الذي أنتمي إليه وينتمي إلي، العمر الذي مني وأنا منه ، هو تلك الباقة الشهية المُشَكَّلة من لحظات السعادة، هو ذلك العقد المرصّع بلحظات الوفاء والعطاء والإيثار.. هناك أعمار عمّرت ما يربو على القرن وعاشت سويعات والبقية ذهبت نفايات وهباء غير مأسوف عليه وهناك أعمار عاشت ما عمّرت سنوات معبئة وأشهر وأيام مصففة زاخرة بالشواهد السامية . تظلمني إذا أدرجت آلامي ضمن عمري.. تظلمني إذا حسبت علي مراحل الحيرة والوحدة و الحزن.. تظلمني إذا خلطت بين بسمتي و زفرتي تظلمني إذا خلطت بين فرحتي و حسرتي تظلمني إذا اعتبرت أن أيام جرحي هي جزء من عمري.. تظلمني إذا لم تُبوب وتَفصل بين المراحل وسألتني عن عمر خليط.. .. تنصفني فتسألني فأجيبك إذا حسبت من عمري بستانه وجنانه إذا حسبت من عمري أشجاره وثماره . اسألني عن حدائق عمري أجيبك فنباتها سعادة وأزهارها صفاء وأحلى رحيق عمري . عمل خالص لوجهه تعالى، ولحظات عبادة صادقة . فالعمرمجرد مواقف.. وقفات مع الحق.. وقفات ضد الظلم والاستبداد.. وقفات لإعلاء كلمة الله.. . والعمر تضحيات.. أماني وآمال.. عطاء.. العمر قِيَّم نحياها.. . فعمري حصيلة أعمال صالحة . صرفت، فقبلت، فحفظت في كتاب عند رب لا يضل ولا ينسى، ألقاها أمامي يوم يبعثون يوم،،،،،،،، ،،،،،لا ينفع مال ولا بنون،،،
* صحفية وكاتبة ناشطة في عدة مؤسسات تربوية وثقافية بألمانيا