الحوار نت :- بخطى ثابتة ونفس واثقة في "عدل الله وجزائه" وهمّة عالية وعزيمة لا تنكسر يخطو الرئيس زين العابدين بن علي خطواته الأخيرة، ويقترب شيئا فشيئا من دخول موسوعة غينتس للأرقام القياسية، فالسيد الرئيس مشغول هذه الأيام بالاستمتاع والتلذذ بأنّ أسيره الدكتور الصادق شورو سيحلّ عليه عيد الفطر العشرون وهو قابع تحت نفوذه، باسط عليه يده، مبعد عن أولاده وزوجته وأهله والناس أجمعين، حائل بينه وبين الحياة والهواء والشمس.. الرئيس يحتفل بالحدث الإنجاز، يحتفل بعشرين عيد فطر.. وعشرين عيد أضحى مرّت، وصيده الثمين تحت يده.. هذه أربعون ثابتة في الكتاب والسنّة وعلى المذاهب الأربعة وغيرهم من المذاهب المحسّنة بما فيهم مذهب السادة المالكية، المذهب المعتمد لدى وزارة الشؤون الدينية عند السيد الرئيس، هذا عدا مئات الأعياد - المبتدعة والمختلف فيها والشاذة والضعيفة والموضوعة -. زخم هائل من الأعياد حقق فيها السيد الرئيس منسوبا غزيرا من لذة الاستمتاع بنكئ الجراح ومداعبة الغائر منها، وحشوها بالتراب والملح والأسيد وماء الزجاجات الحارق.
أربعون عيدا والرئيس يتسلى بصبية صغار يتسلقون باب دارهم بجهد ومشقة ليشاهدوا ظل أبيهم ويستنشقوا رائحة عرقه أو يسترقوا صوت أنفاسه.. وما إن يطلوا برأسهم من الكوة حتى ينخصهم حامي حماها فيسقطوا على بلاط بيتهم مثلما أُسقط أبيهم طويلاعلى بلاط سجنه وبلاطات أخرى يعرفها السيد الرئيس وفرقه الأمنية المختصّة المعدّة للغرض.
عشرون عاما والرئيس يلعب بالفراخ يعذبها، هي تفتح أفواهها للأكل وهو يحشوها بأعواد الثقاب المشتعلة حتى إذا ارتعد اللحم من الألم قهقه – الرئيس-، هكذا حتى تكبر الفراخ وتطير وعندما يخلي الرئيس عشا تبحث له الحاشية -عشاق الشر- عن أعشاش أخرى ينفث فيها هواياته المفضلة.
يشرق الرئيس أكثر بالفرح ويغوص في حشاشة اللذة حين يوثقوا له حراسة وثاق أسد ويشدّون أطرافه بالسلاسل حتى إذا أمن رباطه شرع في القفز حوله والتنطط فوقه..
إلعب واستمتع أيّها الرئيس واستدعِ الناس تشاهد السيرك!.. استدعِ الناس تشاهد بندقية قديمة لا يمكنها دفع صائل بسيط عن حياضها، تشك شهادة دكتوراة تخضّها، تعرضها للريح والأنواء، شهادة دكتوراة خانها الزمن النكد وخانتها بعض القطعان الدخيلة على المسيرة في بهو السيرك وبأفواه فاغرة يشاهد المدعوون حذاء عسكريا يدوس باقة من الورع والعلم والأمانة والصبر.
عندما تفتح الدنيا تأتي المسرات تباعا، فالرئيس يحتفل هذه الأيام أيضا بعيد ميلاده والتهاني في صحفه الرسمية لا يزاحمها إلا أفواج "الباعة" الذين تقاطروا ليبايعوا متعلقين ببدلة الرئيس منغمسين في البكاء والعويل يترجونه الترشح إلى استحقاق 2014 وليس دون هذا إلا الإنتحارالجماعي.
شيء دقيق ونوعي لم تنتبه له وسائل الإعلام وغفل عنه المتابعون ذلك أنّ الرئيس مثله كمثل بقيّة أترابه يرغب في اقتناء لعبة لعيد الفطر.. وبينما أترابه يلعبون بالفقاقيع والشماريخ والدمى ومجسمات الحيوانات البلاستيكية والألعاب الإلكترونية يتفرد الرئيس بأغلى لعبة في العالم؟؟ الرئيس منهمك في لعبة غريبة عجيبة.. في لعبة باهظة نفيسة... لعبة الرئيس في عيد فطره !!!! ..... دكتور ....!!!!.....