لو كان بيننا رسول الله عليه الصلاة والسلام في هذه الأيام الدامعة ، لمسح على رأس القدس الشريف بيده الشريفة ، ولأطال القنوت بالدعاء لبغداد وعلى أعدائها ، لو كان بيننا كيف سيكون حال المسلمين وبلاد المسلمين !!!!؟؟؟ لو كان بيننا.. لو كان بيننا ... مدينة الأرواح ، مصبوغةٌ بالدم ، على حافة الزمن ، يتوقف المستقبل ، ليلقي بنفسه أمام ملايين المشاهدين ، وصمتٌ يغرزُ الخنجر في خواصر العاجزين ... صافرة الإنذار تدوي في قلب الوطن ، وأسئلة ثكلى وإشارات استفهام ، ودموع خجلى ، وقطرات جليد من العرق تتصبب على جبين الوطن ، أي صباح ٍ سيصحو عليه الوطن ، وأي مساء ستغيب شمسها عليه .... كيف لي أن أهجر أرضاً وقلباً ومبسماً أصبحت لي الهواء والسكنى كيف لي أن أسافر في هذا الصحو بكامل رغباتي و أترك الجنان ورائي يا قدس هذا اليوم أقسم لك أنّ دمعي قد تلوّن بدمي الآن يا كل هذا الكون يا أرضي يا بيتي يا غرفتي ويا جدران طفولتي إتركوني قليلاً واتركوا القليل القليل من دمي فغداً سيولد زيتون " مقدسيٌ " جديد يحتاج أن يتلون بدمي يا قدس جف دمعي وما تبقى ألوان أسكبها من دمي الناس كلها تصرخ وتصرخ ، يكتفون بالمشاهدة ومصمصة الشفاه ، كمن وضعوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم ... فلسطين و العراق ، نصر محتم و حكاية عار و قصيدة يتيمة بحق الخونة و السفهاء ، أنا لا أندب أحلاما ، أو أشيع آمالا ، و لا أطلب النصر ، فالنصر آت آت آت لا محالة ... عباد الله و آيامى الله و كتاب الله و الأرض المقدسة ، ولا زلنا نخشى عليهم الهزيمة !!!... عار علينا أن نفكر بالهزيمة و سلاحهم الشهادة و سلاحنا الدعاء ، و سلاحنا أبناؤنا ، و قرآننا ، و صلاتنا ، و إيماننا ، و سلاحنا حبيبنا المصطفى" محمد-صلى الله عليه و سلم " جيش النصرة آت لا محالة ، و النصر آت لا محالة ، فاصنعوه بأنفسكم ، بدءا بأنفسكم ، و لا تذكرو اسم الهزيمة ...