مضى ما يقارب ثلاث أسابيع منذ الانتخابات التشريعية وما أسفرته من تحولات في المشهد السياسي التونسي ,كثر الحديث عن الحكومة الجديدة خفت هذه الايام فالحزب الفائز بأكبر عدد من مقاعد البرلمان الجديد "حزب نداء تونس" أرجأ الحديث عن الحكومة القادمة المخول له قانونا إلى ما بعد انجلاء غبار معركة الاستحقاق الرئاسي في حين لازمت بقية الاحزاب الصمت . التحالفات الجديدة: في ظل هذا الصمت و الاهتمام الكلي بالانتخابات الرئاسية أصدر حزب افاق تونس بمشروع التفاهم الوطني و ارسل بوثيقة هذا الاقتراح إلى الحزبين الكبيرين النداء و النهضة و اسماها "مشروع التفاهم الوطني" . وفحو هذه الوثيقة اقتراح لتشكيل الحكومة المقبلة من ثلاث أحزاب "النداء و النهضة و أفاق" في حين استثنت الجبهة و الاتحاد الفائزين معا بأكثر من 30 مقعد . تقسيم الحكومة: واقترح أفاق تونس أن يكون رئيس الحكومة المقبلة تكنوقراط ليقطع بذلك الطريق أمام أي اختلاف محتمل بين الحزبين الكبيرين وله دراية بالسياسة و لو بشكل نسبي و أشار "أفاق" إلى أن رئيس الحكومة المقبلة يجب أن يكون من أهل الاقتصاد فالمرحلة المقبلة ستكون مرحلة اقتصاد بامتياز بالنظر إلى الوضع الاقتصادي الحرج الذي تمر به البلاد و مدى حاجتها إلى رجل اقتصاد ليس له أي خلفية سياسية يمكن أن تؤثر على أدائه . قدمت وثيقة أفاق تونس تصورا لكيفية توزيع الوزارات من خلال تقسيمها إلى شقين :القطب الاول يضمّ الوزارات التي تهتم بالشأن الاقتصادي و الامور الاجتماعية و التقنية و يختار رئيس الحكومة الوزراء . و القطب الثاني يضمّ وزرات السيادة , وهي الداخلية و العدل ويتم الاختبار على قاعدة التوافق بين الاحزاب الثلاث و الخارجية و الدفاع فيعود أمر الاختيار إلى رئيس الجمهورية. وأما رئيس البرلمان الجديد يكون من حركة النهضة لان المبادرة بنها افاق تونس على أساس الباجي قائد السبسي سيكون الرئيس المرتقب للبلاد و هكذا سيبنى المشهد السياسي على أساس الوفاق و المصلحة. مبادرة أفاق تونس : الترويكا الجديدة ستكون لها ايجابيات عديدة داخليا و خارجيا أقلها أنها ستحظى بدعم دولي سياسي و اقتصادي. تعدّ هذه المبادرة الطريقة الامثل لاستقرار البلاد وحسب مصدر من أفاق تونس فقد تمت صياغتها على أساس التصريحات الايجابية من قيادات الحزبين الكبيرين و كذلك على أساس رغبة العديد من الأطراف في إنشاء حكومة موحدة و قوية تحظى بمساندة ثلثي أعضاء مجلس النواب الجديد . حكومة أفاق هدفها الاصلاح: بإمكان هذه الحكومة التي اقترحها افاق تونس من أن تدخل في نسق سريع للإصلاحات التي تحتاجها العديد من القطاعات في البلاد خاصة منها الاقتصاد الذي يجب أن يتحرر من التجاذبات السياسية التي أضرت به في الفترة الماضية و تسببت في الازمات التي تعاني منها تونس اليوم.