نفذ الجنود الفرنسيون والماليون اليوم مناورة مشتركة برية وجوية في تمبكتو بعد الاستيلاء عليها أمس الاثنين و انسحبت الجماعات الإسلامية المسلحة التي أحرقت قبل فرارها معهداً تحفظ فيه مخطوطات ثمينة. من جانب آخر أعلن متمردون طوارق ومنشقون عن مجموعة إسلامية مسلحة الاثنين سيطرتهم على كيدال، المدينة الأخيرة الكبيرة في شمال مالي التي لم يسيطر عليها بعد الجنود الفرنسيون والماليون. و ذكرت وكالات أنباء أن مئات الماليين قاموا صباح اليوم بنهب متاجر في تمبكتو يمكلها، على حد قولهم "عرب" متهمون بأنهم "إرهابيون" متحالفون مع المقاتلين الإسلاميين الذين احتلوا هذه المدينة التاريخية في شمال مالي طيلة عشرة أشهر. وعلى الصعيد الميداني، عبرت أكثر من مائة عربة تابعة لجيشي فرنسا والنيجر الحدود المالية مع النيجر للانضمام إلى القوات المقاتلة هناك والمشاركة في تعقب المسلحين في شمال مالي. يأتي ذلك في وقت تحتضن فيه أديس ابابا في إثيوبيا مؤتمر المانحين الدوليين و الذي يلتئم بمقر الاتحاد الافريقي، ويهدف المؤتمر إلى تمويل نشر قوة إفريقية في مالي وإعادة تنظيم الجيش المالي . وكانت الحكومة اليابانية قد أعلنت في المؤتمر أنها ستقدم 120 مليون دولار للمساعدة على إرساء الاستقرار في مالي ومنطقة الساحل، بعد بضعة أيام على مقتل عشرة يابانيين في عملية احتجاز رهائن في جنوب صحراء الجزائر، تتصل بالنزاع في هذا المنطقة من شمال إفريقيا. كما قرر صندوق النقد الدولي، تقديم 18.4 مليون دولار، كمساعدات إلى دولة مالي، من أجل إعادة الاستقرار إلى البلاد. من جانبها وافقت حكومة النيجر على نشر طائرات استطلاع أميركية بلا طيار على أراضيها للقيام بمهام مراقبة فوق شمال مالي التي تجري فيها عمليات عسكرية بقيادة فرنسا ضد مسلحي جماعة أنصار الدين المتطرفة، في إطار دعم غربي متزايد للحملة العسكرية هناك. و من جهة أخرى أدان الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي إضرام من وصفهم بأنهم "بعض المتطرفين الغلاة" النار في مكتبة لمخطوطات إسلامية أثرية في مدينة تمبكتو التي تبعد مسافة 900 كيلومتر شمال شرق باماكو عاصمة مالي. و أوضح أوغلي في بيان أن المكتبة تحوي "مخطوطات إسلامية ووثائق أثرية تعتبر تراثا إنسانيا وكنزا للأمة الإسلامية جمعاء". و يقول أحد العاملين في مكتبة المدينة إن أكثر من ثلاثة آلاف مخطوطة دمرت فيما سرق المسلحون مخطوطات أخرى أثناء فرارهم. و كانت فرنسا قد أعلنت أمس أنها تلقت تهديدات مباشرة من "مجموعات إرهابية نيجيرية"، ردا على التدخل في مالي، ونصحت رعاياها رسميا بعدم السفر إلى شمال نيجيريا. يذكر و أن لاعبي المنتخب المالي كانوا قد أعلنوا أنهم سيتبرعون بجزء من المكافآت التي حصلوا عليها عقب تخطي مرحلة المجموعات بكأس الأمم الأفريقية لدعم الحرب التي تشنها الحكومة بالتعاون مع فرنسا على الجماعات المتمردة الإسلامية التي تسيطر على شمال البلاد.