تعاني المرأة الريفية حياة صعبة وشاقة فهناك عقلية سلبية لدى البعض لا تحترم المرأة وتعتبرها مجرد الة للعمل لا أكثر. وتبدأ معاناة مع بداية كل موسم فلاحي من جني الزيتون إلى جمع البطاطا و القوارص و تربية المواشي. فالمرأة الريفية العاملة ايمها متشابهة تبدأ بالعمل المبكر، وتنتهي بالنوم المبكر، وهكذا تستمر الدوامة اليومية وتدور المرأة فيها طوال اليوم دون كلل أو ملل. وفي الساعات الأولى من كل صباح وفي كل الأيام تراهنٌ جماعات على حافة الطريق ينتظرن السيارة التي ستنقلهن إلى مكان العمل الذي يبعد ،في غالب الأحيان ، أكثر من 20 كلم عن مقرات سكناهن. إلى هنا قد يبدو الأمر عاديا إلا أن السيارة التي ستنقلهن في حد ذاتها معاناة أخرى للمرأة الريفية الكادحة، حيث تتجمع النسوة في سيارات او شاحنات غير مهيآت لإيصال الناس. فأصحاب السيارات يجمعن النسوة مع بعضهن كما تجمع الخرفان ويتعمدون ،حسب أطراف مطلعة، سكب الماء في الشاحنة حتى لا يتمكن من الجلوس و حتى تحمل الشاحنة أكثر عدد من النساء وبذلك لا يضطرون للعودة لنقل عدد آخر من العاملات وهم بذلك يربحون أجرة الايصال. وحسب دراسات فإننا نجد أن أكثرَ من 75٪ من العاملاتِ في القطاعِ الفلاحي عاجزات عن توفير حاجياتِ أسرهنّ وتأمين عيش كريم بالرغم من عملِهن لأكثرَ من 12 ساعة يوميا وذلك مقابل 10دنانير. وما يؤلم أنّه وبالرغم من تحمل مشقةِ العمل وساعاتِه الطوال تشكلُ نسبةُ العمل غيرِ مدفوعِ الأجر للنساء في الوسطِ الريفي 97% من معدل ميزانيةِ الوقت اليومي مع انعدام التغطية الصحية. هذا بالإضافة إلى غياب التأطير وعدم قدرتهنّ على تسويق منتوجاتهنّ ممّا يضطرّهنّ في حالات كثيرة إلى إتلاف المحاصيل. فالريفيّة في تونس تعمل في ظروف عمل قاسية لا يعيلها إلا جهدها، فإن قويت عملت، وإن مرضت جاعت كما لن تجد من يوفر لها حبّة دواء.