أكدت وزيرة شؤون المرأة والأسرة سميرة مرعي في تصريح ل"حقائق أون لاين" اليوم الاثنين 16 فيفري 2015، أنّها ستعلن بعد غد الأربعاء في لقاء إعلامي على منهجية من شأنها لمعاجلة ظاهرة استفحال التسول بين النساء، وخطة ترمي إلى تحسين أوضاع وظروف المرأة الريفية. وتفاقمت ظاهرة التسول في تونس بعد الثورة بدرجة كبيرة،خاصة في صفوف النساء لأسباب مادية واجتماعية، حيث لا تعوزهن الوسائل والطرق لانتزاع تعاطف الناس معهن خصوصا وأنّ غالبيتهن يتسولن في المركبات التجارية وفي المساجد وفي المستشفيات وفي محطات السكك الحديدية والمترو والحافلات ومفترق الطرقات وغيرها من المرافق العمومية وهن حاملات لصغارهن الرضع. أمّا المرأةُ الريفية التي تمثل نسبتها في تونس ما يناهز 35.5٪ من مجموع عددِ النساء الناشطات، و ٪60 من اليد العاملة في القطاع الفلاحي، فان وضعيتها لاتزال متردية. وبالرَغم من القوانينِ والبرامجِ والخططِ التنموية لتحسين أوضاع المرأة الريفية، فقد أشارت دراسةٌ حديثة إلى أن أكثرَ من 75٪ من العاملاتِ في القطاعِ الفلاحي عاجزاتٌ عن توفير حاجياتِ أسرهنّ وتأمين عيش كريم بالرغم من عملِهن لأكثرَ من 12 ساعة يوميا، وما يؤلم أنّه وبالرغم من تحمل مشقةِ العمل وساعاتِه الطوال تشكلُ نسبةُ العمل غيرِ مدفوعِ الأجر للنساء في الوسطِ الريفي 97% من معدل ميزانيةِ الوقت اليومي مع انعدام التغطية الصحية. هذا بالإضافة إلى غياب التأطير وعدم قدرتهنّ على تسويق منتوجاتهنّ ممّا يضطرّهنّ في حالات كثيرة إلى إتلاف المحاصيل. فالريفيّة في تونس تعمل في ظروف عمل قاسية لا يعيلها إلا جهدها،فإن قويت عملت، وإن مرضت جاعت كما لن تجد من يوفر لها حبّة دواء.