أعلنت حركة وفاء عن انسحابها نهائيا من المفاوضات حول تشكيل الحكومة بسبب حصول اليقين لديها بعدم جدواها ولابتعادها عن المسار التصحيحي الذي يُراجع الخيارات والسياسات ويقطع مع أسلوب المحاصصة حسب تعبيرها. كما اعتبرت الحركة أنّ أغلب الأطراف تجتهد "من أجل حكومة استمرار وليس حكومة تصحيح مسار" وأن لا تتم المفاوضات في الحقائب الوزارية إلا بعد الاتفاق على السياسات الجديدة التي يجب أن تكون عنوانًا للعمل الحكومي ،وإقرار الأولويات بشأنها لأن الإصلاح والمحاسبة حسب رأيها يجب أن يكونا على رأسها وليس كما تدعو إليه بعض الأطراف من رسمٍ لما سمي خارطة طريق قُصد بها جعل الاستحقاق الانتخابي والانتهاء من صياغة الدستور أولى الأولويات . وأكدت الحركة على ضرورة أن يتضمن البرنامج الإصلاحي نشر أرشيف النظام السابق وتعريف الشعب بحقيقته والمحاسبة وتحصين الثورة وإلغاء قانون مكافحة الإرهاب ومباشرة إصلاح المنظومة القانونية والإعلامية والأمنية والبنكيّة وغيرها والتصدي لغلاء المعاش والبطالة من شأنها جميعا أن تصحح المسار وتجعل السياسة في خدمة الشعب. وقالت الحركة في بيان لها أنها فوجئت في اجتماع لجنة صياغة البرنامج الحكومي ومبادئه وأسسه بِإصرار كل الأعضاء الممثلين لباقي الأحزاب أي حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات وحركة النهضة والمؤتمر من أجل الجمهورية وكتلة الكرامة والحرية على رفض مناقشة خيار لم يتم التشاور في شأنه من قبل أثناء المفاوضات " وهو خيار ما يُسمّى بِ "تحييد وزارات السيادة" "ذاكرين أنّ هذا الخيار نهائي وليس مسموحًا مناقشته وهو خيار منافٍ تمامًا لمضمون البيان المشترك الصادر يوم 13 فيفري بتشكيل حكومة ائتلاف سياسي منفتحة على الشخصيات الوطنية والمستقلة. وأضاف البيان أنه وقبل أن تنهي لجنة صياغة البرنامج أعمالها فوجئت الحركة يوم 5 مارس الجاري بقرار رئيس الحكومة بدعوة الأطراف الحاضرة في الجلسة لتناول مسألة تشكيل الفريق الحكومي وتقديم المقترحات بهذا الشأن.