اليوم 30 ديسمبر 2015 وهي الذكرى التاسعة لرحيل الزعيم العربي العراقي الصدام حسين عبد المجيد التكريتي ، رئيس جمهورية العراق في الفترة ما بين عام 1979 وحتى عام 2003 والذي نفذ في حقه حكم الاعدام الصادر عن القاضي عبد الرحمان رؤوف. الزعيم صدام حسين كان من ابرز القادة العرب في القرن الماضي ولد صدام حسين في 28 أفريل 1937 بقرية العوجة بالقرب من مدينة تكريت شمال غرب بغداد وتلقى تربيته على يد أمه صبحة، وزوجها وخاله خير الله طلفاح. انتمى صدام حسين إلى حزب البعث العربي الاشتراكي عام 1956، وتعرض لعملية اعتقال دامت ستة أشهر بين عامي 1958/1959. وفي تلك الأثناء، نجحت مجموعة من ضباط الجيش بقيادة عبد الكريم قاسم في الإطاحة بالملك فيصل الثاني، ملك العراق، وتولي الحكم. شارك صدام حسين في محاولة اغتيال فاشلة لعبد الكريم قاسم عام 1959 برفقة عدد من رفاقه في حزب البعث. حيث من المعروف ان صدام أصيب في العملية التي فرّ في أعقابها إلى تكريت، ثمّ لجأ إلى سوريا حيث أقام ثلاثة أشهر ومنها إلى مصر، حيث أكمل تعليمه الثانوي بالتوازي مع تكوين خلايا للطلبة البعثيين في مصر. وبقي صدام في القاهرة حتى عام 1963، حيث عاد مع نجاح انقلاب نظمته كوادر تابعة لحزب البعث أدى إلى الإطاحة بعبد الكريم قاسم وتنصيب عبد السلام عارف رئيسا للجمهورية، الذي انقلب بدوره على حزب البعث وسجن بعضهم ومن ضمنهم صدام حسين. استطاع صدام الهرب داخل العراق إلى أن نجحت الأجهزة الأمنية لعبد السلام عارف في إلقاء القبض عليه عام 1964، الأمر الذي زاد من صعود نجمه فقررت قيادة حزب البعث في عام 1966 انتخابه أمين سر القيادة القطرية للحزب، وهو لا يزال في سجنه. وفي عام 1968، أطاح حزب البعث بعبد الرحمن عارف، الذي تولى الحكم خلفا لأخيه عبد السلام الذي لقي مصرعه إثر سقوط طائرته العمودية، وكان صدام على رأس المجموعة المسلحة التي اقتحمت القصر الجمهوري. وتولى السلطة في العراق الفريق أحمد حسن البكر، وشغل صدام منصب نائب رئيس مجلس قيادة الثورة، ابتداء من 9 نوفمبر 1969. وفي 16 جوان 1979 انتقلت السلطة إلى صدام حسين، الذي انتخب رئيسا للجمهورية، وأمينا عاما لحزب البعث العراقي، وقائدا لمجلس قياة الثورة، بعد أن جرى "الإعلان رسميا" عن تقديم رئيس الجمهورية أحمد حسن البكر استقالته. ومع صعود آية الله الخميني لقيادة إيران وتنامي ما تطلق عليه إيران "الثورة الإسلامية"، ألغى صدام حسين "اتفاقية الجزائر" الخاصة بشط العرب التي وقعها بنفسه مع شاه إيران عام 1975. وأدى ذلك إلى اندلاع الحرب العراقيةالإيرانية، التي استمرت ثماني سنوات 1980- 1988 قتل خلالها أكثر من مليون شخص من الجانبين. وبمجرد انتهاء الحرب العراقية – الإيرانية عام 1988، اتهم العراقالكويت بتعويم سوق النفط والتسبب في تدني أسعاره. فيما اعتبرت الكويت ذلك مجرد ذريعة منه للتهرب من دفع قروض مستحقة عليه للكويت. وفي 2 اوت 1990 أمر صدام قواته بغزو الكويت، وضمها إلى العراق بوصفها المحافظة ، أدى ذلك إلى تشكيل الولاياتالمتحدةالأمريكية عام 1990، في عهد الرئيس جورج بوش الأب تحالفا دوليا لإرغام العراق على الانسحاب من الكويت، لكن صدام رفض الانصياع لهذه الضغوط وقرر خوض الحرب التي أطلق عليها اسم "أم المعارك". غير أن التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة شن ما عرف باسم "عاصفة الصحراء"، ما أدى إلى انسحابه من الكويت وفرض الحصار عليه، بعد أن فرض مجلس الأمن عدة عقوبات ضد العراق، من ضمنها جعل منطقتين في الشمال ذات الأغلبية الكردية والجنوب ذات الكثافة الشيعية منطقتي حظر جوي. ووفقا لقرارات الأممالمتحدة، قرر مجلس الأمن الدولي تشكيل لجان للتفتيش عن أسلحة العراق، استمرت في العمل حتى ديسمبر 1998، قبل أن تتهم العراق بعدم التعاون. وفي سبتمبر 2002 أعلن بوش أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن نظام صدام يشكل تهديدا مباشرا قبل أن يأمر صدام حسين بضرورة التنحي ومغادرة العراق ومنحه مهلة استمرت ثمان وأربعين ساعة. قامت قوات التحالف الأميركي البريطاني بعدها في 20 مارس 2003 بغزو العراق، ومن ثمّ الإطاحة بصدام حسين بدخولها بغداد في التاسع من افريل 2003. ومنذ ذلك التاريخ ظل صدام حسين مختفيا ومكتفيا بإرسال أشرطة صوتية تهدد القوات المتحالفة والمتعاونين معها، وواعداً في البعض منها بالعودة إلى منصبه قبل أن تنفذ قوات الغزو حملة أدت إلى اعتقاله في الثالث عشر من ديسمبر عام 2003، في مسقط رأسه تكريت. تم إعدام الرئيس السابق صدام حسين فجر يوم عيد الأضحى (العاشر من ذو الحجة) الموافق 30-12-2006. وقد جرى ذلك بتسليمه للحكومة العراقية من قبل الإحتلال الأمريكي تلافيا لجدل قانوني بأمريكا التي اعتبرته أسير حرب.