اعتبر حزب العمال برنامج حكومة العريض وعودا للدعاية وليست للإنجاز وأنه برنامج سياسي دعائي فاقد للمصداقية والقدرة على مواجهة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والأمنية بما أنه لم يحدد إجراءات ملموسة. وأشار الحزب في بيان له إلى أن العريض لم يأخذ في الاعتبار عمر حكومته الذي من المفترض ألا تتجاوز 9 أشهر والتي لن يكون بوسعها تحقيق الأهداف المذكورة علما وأنه سيقع اعتماد نفس الميزانية العامة للدولة التي سبق أن اعتمدتها حكومة الجبالي. كما بين أنه لم يتضمن تقييما لأسباب فشل الحكومة السابقة ولحقيقة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية الراهنة خاصة بعد اغتيال شكري بلعيد وأن الحكومة ستكرر نفس التوجهات والاختيارات خاصة وأن العريض اكتفى بكلام عام لا يتعدى التعبير عن " حسن نوايا". وأكد أن اعتماد نفس الخيارات سيعمّق الأزمة الاقتصادية وسيعيد إنتاج نفس المشاكل الاجتماعية كالبطالة الأمر الذي سيزيد من الاحتقان الاجتماعي والتجاذب السياسي واتساع الاحتجاجات وانتشار العنف وأن الاستجابة إلى مطالب الشعب في التشغيل وتنمية الجهات وغيرها من المطالب أمر ممكن شريطة توفير التمويلات اللازمة لذلك والتي لن يكون بمقدور أي حكومة ضمانها ما لم تتخذ جملة من القرارات المتمثلة تعليق تسديد الديون التي تثقل كاهل الميزانية العامة للدولة والدورة الاقتصادية ورصدها ضمن ميزانية التجهيز والاستثمار لبعث مشاريع كبرى منتجة تهم الصناعة والفلاحة والبنية الأساسية. هذا ويرى حزب العمال ضرورة تحديد أجل واضح لاستخلاص ما تخلد بذمة المتهربين من دفع واجبهم الجبائي، مؤسسات وشخصيات معنوية وأفرادا ورصد عائدات ذلك ضمن ميزانية التجهيز والاستثمار وتوظيف ضريبة استثنائية على الثروات الكبرى. كما طالب بتقليص مصاريف الدولة الإدارية والكف مؤقتا عن توريد الكماليات وتشجيع المستثمرين المحليين وتفعيل الرقابة لمقاومة التهريب والاحتكار والغش وتجميد الأسعار والتراجع عن الزيادة في أسعار المحروقات المقررة مؤخرا لحماية المقدرة الشرائية للمواطنين من جهة ولتنشيط الاستهلاك العام والدورة الاقتصادية من جهة ثانية وأكد على ضرورة صرف منحة بطالة للذين طالت بطالتهم أكثر من 5 سنوات من ذوي أصحاب الشهادات العليا لا تقل قيمتها عن ثلثي الأجر الأدنى للتخفيف من معاناتهم ووضع ميزانية جديدة لما تبقى من السنة الحالية واتخاذ موقف صريح برفض توصيات صندوق النقد الدولي وإلغاء الصفقات المبرمة لبيع المؤسسات التونسية.