عدّد اليوم الجمعة 7 جوان 2013 الخبير في القانون الدستوري عياض بن عاشور مختلف النقاط الايجابية والسلبية التي تضمنها "دستور غرة جوان 2013" معتبرا أن الدستور تضمن خطابا مزدوجا على عدة مستويات تم حصرها في أربع نقاط،، وتتعلق الأولى منها بالهوية الكونية والقومية ، وثانيها بتناقض الفلسفة العامة في الدستور وثالثها بالنظام السياسي أما النقطة الرابعة فتتعلق بالسلطة القضائية. وشدد بن عاشور خلال ندوة عقدت اليوم وأثثها ثلة من الخبراء الدستوريين أن الدستور انغلق على الهوية والذاتية التي وردت متعالية عن القيم الحضارية والدليل على ذلك ''التنكر لاسم الرائد الرسمي وتعويضه بعبارة "الجريدة" رغم أن التسمية القديمة موجودة في بلادنا منذ نصف قرن.'' وفي سياق متصل أشار بن عاشور إلى التجاذبات التي تضمنها الدستور بين حرية المعتقد وحرية الضمير فضلا عن أفكار متعارضة ومتنافرة،كما تطرق إلى أهم الإنجازات الإيجابية التي وردت في الدستور معتبرا أنه رغم التناقضات فإن مكاسب الحداثة وتغيير الرؤى الحداثية تغلبت في هذا النص الدستوري من خلال الفصل 41. وأشار بن عاشور أيضا إلى التنازلات الكبيرة التي حصلت خلال صياغة الدستور على غرار إلغاء تجريم الاعتداء على المقدسات وإلغاء الشريعة كمصدر أساسي للتشريع... وختم بن عاشور مداخلته بالقول إنه ''رغم التجاذبات الموجودة في أنفسنا فإن الروح الديمقراطية في وضع طيب وينبئ بوعود جسيمة في المستقبل''.