الإرهاب لا دين له، فيده السوداء تستهين باستباحة دماء الأبرياء لكن العجب أن يستعمل التنظيم أطفالا صغارا ، لا وعى لديهم ولا يعرفون شيئا عن ساقية الدم وطاحونة الأرواح هذه، ليكونوا "قرابين"، ينفذون أوامر القتل وسفك الدماء. فمن منا ينسى الفيديو الذي تداوله نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعى، والذي يتمثل في مقطعًا مصوّرًا للطفلة التي فجرت نفسها في أحد أقسام الشرطة بالعاصمة السورية دمشق، ويظهر المقطع المصور أحد العناصر التابعة لتنظيم "داعش" الإرهابى، خلال حديث مضلل مع الطفلة، يحذرها فيه من الخروج مع المدنيين من شرق مدينة حلب السورية، وتتجلّى فداحة المشكلة مع اكتشاف أن هذا العنصر الداعشى، ليس إلا والد الطفلة المسكينة. الفيديو صادم والعملية صادمة يكشف حقيقة مرة وفظيعة هي أن التظيم القاتل لا يفرق بين صغير وكبير لتحقيق اهدافه الملطخة بالدم. الأمثلة كثيرة وعديدة وفي مختلف الأماكن التي وجد فيها هذا التنظيم او عنصر من عناصره فمن سوريا الى نيجيريا المسافة ليست بالقريبة لكن الفكر الذي يحمله الارهابيون في كل مكان هو ذاته فقد نفذت طفلة نيجيرية على غرار الطفلة السورية عملية ارهابية وهي لا تتجاوز من العمر 10 سنوات لتقتل 10 أشخاص في تفجير انتحاري بحزام ناسف هز مدينة "غوجبا بولاية يوبي". هذا الأمر يدفع الى دق ناقوس الخطر والتأهب والتصدي بكل الوسائل بعد دلائل على ارتكاب داعش انتهاكات وجرائم حرب على نطاق واسع بأسلوب ممنهج ومنظم، من خلال تجنيد الأطفال لتنفيذ أعمال قتالية.