أعلن نور الدين بدوي وزير الداخلية الجزائري اليوم الجمعة النتائج الرسمية غير النهائية للانتخابات البرلمانية والتي شهدت تراجعا للحزب الحاكم رغم تمسكه بالمقدمة وذلك لصالح شريكه في الحكومة التجمع الوطني الديمقراطي. فيما سُجّل انهيار للأحزاب اليسارية وخيبة لدى الإسلاميين إلى جانب بروز أحزاب حديثة التأسيس إلى الواجهة. وفي مؤتمر صحفي عقده في العاصمة الجزائر، خلال إعلانه عن النتائج الرسمية غير النهائية للانتخابات، قال بدوي إن حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم فاز في الانتخابات البرلمانية التي جرت أمس بحصوله على 164 مقعدا(من إجمالي 462) متبوعا بشريكه في الحكومة حزب التجمع الوطني الديمقراطي الذي حصل على 97 مقعدا. وحل في المركز الثالث تحالف "حركة مجتمع السلم وجبهة التغيير"(إسلامي) ب 33 مقعدا. و حل في المركز الرابع المستقلون ب28 مقعدا ويليهم حزب تجمع أمل الجزائر(موالاة) ب19 ثم تحالف العدالة والنهضة والبناء (إسلامي) ب 15 مقعدا يليه جبهة المستقبل(وسط) ب 14 ثم حزب جبهة القوى الاشتراكية (يسار معارض) ب 14 مقعدا يليه حزب العمال (يسار/ معارض) ب 11 ثم حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية (علماني) ب 9 مقاعد. وتوزعت بقية المقاعد بين عدة تشكيلات سياسية من مختلف التوجهات. وتنافس في هذه الانتخابات 11 ألف و300 مترشح، يمثلون 53 حزبا وتحالفات حزبية وعشرات القوائم لمستقلين، وذلك لعهدة برلمانية من خمس سنوات. وتعد هذه النتائج بمثابة تراجع لحزب جبهة التحرير الوطني الحاكم الذي يحوز في البرلمان المنتهية عهدته 220 مقعدا من بين 462 مقعد فيما سجل شريكه في الحكومة حزب التجمع الوطني الديمقراطي (يقوده أحمد أويحيى مدير ديوان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة) تقدما في مواقعه بحصوله على 97 مقعدا مقابل 68 مقعدا في انتخابات 2012. كما أظهرت النتائج تراجعا لتحالف مجتمع السلم (إسلامي) الذي ضم إلى جانبها جبهة التغيير بقيادة وزير الصناعة الأسبق عبد المجيد مناصرة حيث حصد الحزبان اللذين أعلنا سابقا اندماجهما 33 مقعدا في الوقت الذي حصدت مجتمع السلم 48 مقعدا في انتخابات 2012 التي دخلتها في تحالف مع حركتي النهضة والإصلاح الوطني. وشكل المستقلون مفاجأة في هذه الانتخابات بحصولهم على 28 مقعدا في المجلس الشعبي الوطني (الغرفة الأولى للبرلمان) وبالتالي موقع القوة الرابعة فيه وحاليا يحوز المستقلون على 19 مقعدا. كما شكل حزب تجمع أمل الجزائر (موالاة) الذي دخل الانتخابات لأول مرة المفاجأة باحتلاله المركز الخامس في السباق ب 19 مقعدا . وتأسس هذا الحزب عام 2012، ويقوده عمر غول، وزير الأشغال العامة السابق، والمنشق عن حركة مجتمع السلم (أكبر حزب إسلامي في البلاد/ معارض) ويعد أيضا من أكبر المدافعين عن الرئيس الحالي عبد العزير بوتفليقة وحصيلته وبرنامجه. كما سجلت جبهة المستقبل التي يقودها مرشح الرئاسة السابق عبد العزيز بلعيد المفاجأة بحصولها على 14 مقعدا قبل أحزاب عريقة في الساحة . وهذا الحزب من تيار الوسط، ويغلب عليه عنصر الشباب، ويترأسه بلعيد (51 سنة)، وهو أصغر مرشح في رئاسيات 2014، وحلّ ثالثا في انتخابات الرئاسة للعام نفسه، بنسبة 3.36% من الأصوات، خلف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ورئيس الحكومة السابق علي بن فليس. وتلقى الحزبان الرئيسيان في منطقة القبائل (محافظات شرق العاصمة التي تضم امازيغ الجزائر) وهما حزب جبهة القوى الاشتراكية (يسار/ معارض) والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية (علماني/ معارض) ضربة سياسية في هذه الانتخابات واقتصر حضورهما فقط في هذه المنطقة دون محافظات البلاد الأخرى. وقاطع التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية آخر انتخابات العام 2012 فيما حصد جبهة القوى الإشتراكية 26 مقعدا خلالها .