يزداد الملف العسكري تعقيدًا وصعوبة في سوريا، وهذا الأسبوع شهد كثرة التصفيات بين العناصر المتقاتلة على الأرض، وسط فوضى غير مسبوقة في هذا البلد الذي مزقته الحرب عبر سبع سنوات. لندن: ارتكب تنظيم داعش السبت مجزرة بحق 22 مدنياً إثر هجوم لعناصره على قرية "جزرة البوشمس" في ريف دير الزور الغربي الواقعة تحت سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية". وقد أعدم تنظيم داعش 22 مدنياً من أهالي القرية، من بينهم أطفال ونساء، رمياً بالرصاص، كما تمكّن عناصره من أسر 3 من عناصر قوات سوريا الديمقراطية في القرية. إلى ذلك، سيطرت قوات سوريا الديمقراطية، الأحد، على قرية سرهبية شرقي في ريف الرقة الغربي، بعد اشتباكات مع داعش، ضمن المرحلة الرابعة من حملة غضب الفرات. وقالت مصادر كردية إن مقاتلي القوات سيطروا على قرية سرهبية شرقي، وحيين في قرية همرات نصرى. وأشارت المصادر إلى مقتل 13 من عناصر داعش خلال الاشتباكات التي استمرت في الأحياء المتبقية من قرية همارات نصرى الواقعة على بعد 6 كم شرق مدينة رقة، وقرية سرهبية غربي. وكانت قد سيطرت سوريا الديمقراطية خلال الأيام القليلة الماضية على قريتي حمرة غنام وحمرة بويطية، شرق مدينة الرقة. وشيّعت مدينة عين العرب (كوباني) بريف حلب، ثلاثة من عناصر وحدات حماية الشعب الكردية، كانوا أيضًا لقوا مصرعهم في ريف الرقة خلال المواجهات مع تنظيم داعش ضمن حملة غضب الفرات. وأما في درعا، فقد نفذت فرقة العشائر العاملة في منطقة اللجاة شمال درعا، أمس الأحد، عملية إعدامٍ لشخص اسمه فلاح الفياض بعد اتهامه بالوقوف وراء عملية اغتيال قائد الفرقة النقيب طلال الخلف، وبثت الفرقة اعترافاته قبل تنفيذ حكم الإعدام بحقه. وكان النقيب طلال الخلف اغتيل بمنتصف فبراير الماضي بعبوة ناسفة في سيارته على طريق جدل الشياح في منطقة اللجاة شمال درعا، وأسفرت العملية عن مقتل ثلاثة من مرافقيه، كما أعدمت كتائب المعارضة غرب درعا، يوم أمس الأحد، اثنين من خلايا تنظيم داعش، وهما إبراهيم الزوباني ونورس الرفاعي، عقب اتهامهما باغتيال القائد العسكري لجيش المعتز شاهر الزوباني، مما يعكس استمرار الفوضى وحالات الاغتيال. وقد شهد أمس أيضًا استهداف تفجير انتحاري مقرًا لحركة احرار الشام الاسلامية شرق إدلب، أدى إلى مقتل 25 عنصراً، بينهم مسؤول التنسيب، واتهمت الحركة في تصريحات لقيادتها تنظيم "داعش" بالوقوف خلفه. وقال القيادي في أحرار الشام خالد أبو أنس في تغريدة نشرها على حسابه على تويتر، "سقط العديد من الشهداء والجرحى من أحرار الشام قطاع البادية، بعد أن فجر انتحاري نفسه بحزام ناسف وانتحاري آخر بموتور في مقر أسود الإسلام في تل الطوكان". ونعى ناشطون محروس أبو أحمد مسؤول التنسيب في مكتب الموارد التابع لحركة أحرار الشام، والذي قضى بالتفجير الذي استهدف مقر الحركة في تل الطوقان شرق مدينة سراقب بريف إدلب الشرقي. وأفاد لواء المنتصر بالله، الذي يقوده شخص يدعى فراس باشا، وهو يتلقى دعماً وتدريباً مباشراً من القوات التركية ويعرّف نفسه على أنه أحد فصائل الجيش الوطني السوري من خلال حسابات مختلقة في مواقع التواصل الاجتماعي، بأسر ثلاثة عناصر من قوات النظام بالقرب من قرية عمية في ريف مدينة الباب. وكانت وكالة "الأناضول" التركية نقلت عن مصادر عسكرية قولها إن الجيش التركي أقام معسكرات تدريبية شمال سوريا، بالقرب من الحدود مع تركيا، لتدريب عناصر الجيش السوري الحر، وذلك بعد إعلان انتهاء عملية درع الفرات في مارس الماضي. وقال مسؤولون عسكريون أتراك إن "جيشاً سورياً حراً جديداً يولد هناك، وستظهر قدراته الجديدة عقب التدريبات، في العمليات المحتملة في سوريا".