أعلنت رئيس الوزراء البريطانية تيريزا ماي أن حزب المحافظين سيشكل حكومة جديدة بالتحالف مع الحزب الديمقراطي الوحدوي، مؤكدة مواصلة المفاوضات حول خروج بلادها من الاتحاد الأوروبي. وقالت ماي في إيجاز صحفي الجمعة 9 يونيو/حزيران، إن حكومتها ستوفر "الشفافية" وستعمل على الحفاظ على أمن البلاد. وتعهدت رئيسة الحكومة البريطانية بعد لقائها مع الملكة أليزابيث الثانية بأن تبني "خلال السنوات الخمس المقبلة بلدا لن يتخلى عن أي شخص أو أي مجموعة"، والبلد الذي يشترك الجميع فيه في الفرص والرخاء. وأكدت ماي أن المحافظين وأعضاء الحزب الديمقراطي الوحدوي سيعملون معا في "مصلحة المملكة المتحدة بأكملها". وقالت: "وذلك سيسمح لنا بأن نجتمع كبلد ونوجه طاقاتنا نحو التوصل إلى اتفاق ناجح حول البركسيت يعمل لمصلحة الجميع في هذا البلد، ويتيح إيجاد شراكة جديدة مع الاتحاد الأوروبي تضمن لنا الازدهار في الأجل الطويل". وأكدت ماي: "هذا هو ما صوت الناس له في يونيو، وهذا هو ما سنقدمه". وقالت رئيس الحكومة البريطانية إن المفاوضات بشأن خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي ستبدأ بعد 10 أيام، كما كان متوقعا سابقا. هذا، وتشير النتائج شبه النهائية للانتخابات البرلمانية المبكرة، التي جرت في البلاد الخميس 8 يونيو/حزيران، إلى أن حزب المحافظين الحاكم في البلاد خسر الأغلبية في مجلس العموم وحصل على 318 مقعدا من أصل 650 في المجلس، بينما عزز منافسه الأساسي حزب العمال بقيادة جيريمي كوربين مكانته في البرلمان بعد أن حصل على 29 مقعدا إضافيا وضمن 261 مقعدا . ويذكر أن التحالف مع الحزب الديمقراطي الوحدوي من إيرلندا الشمالية (10 مقاعد) سيسمح لحزب المحافظين بتشكيل الحكومة. دعوات إلى استقالة ماي من منصب رئيسة الوزراء البريطانية وأكد زعيم حزب العمال كوربين بعد أن فاز بمقعده في شمال لندن، أن محاولة ماي الفوز بتفويض أكبر أتت بأثر عكسي، قائلا إن "التفويض الذي خرجت به هو فقد مقاعد للمحافظين وفقد أصوات وفقد دعم وفقد ثقة". وأضاف: "أظن أن هذا يكفي لترحل وتفسح الطريق لحكومة تمثل حقا كل الناس في هذا البلد". من جهتها انتقدت النائب عن حزب المحافظين أنا سوبري ماي علنا وطالبتها بأن "تفكر في موقفها"، مضيفة: "خضنا للأسف حملة مريعة تماما". ومن المرجح أن تؤثر نتائج الانتخابات البرلمانية المبكرة في بريطانيا على سير المفاوضات حول خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي. وقال غونتر أوتينغر مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الميزانية في تصريحات للإذاعة الألمانية "نحتاج إلى حكومة قادرة على العمل... ومع وجود شريك تفاوضي ضعيف يكمن خطر أن تأتي المفاوضات بنتائج سيئة للجانبين". وكانت ماي قد فاجأت الجميع حين أعلنت قبل 7 أسابيع عن إجراء انتخابات مبكرة رغم أن الانتخابات لم تكن مقررة قبل 2020. وفي تلك الفترة توقعت استطلاعات الرأي أن تزيد ماي بقوة من الأغلبية الهزيلة التي ورثتها عن رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون.