أفادت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية، عن مصادر استخباراتية، أن هناك نحو 300 مقاتل أجنبي، بينهم أطفال ونساء، عالقون داخل المناطق الخاضعة لسيطرة "داعش" في الرقة والموصل. وتوقعت السلطات البريطانية تصفية أولئك المقاتلين الأجانب الذين لا يزالون في الموصل والرقة، على أيدي "قوات محلية قريبا". وصرّح الجنرال البريطاني روبرت جونز وهو نائب قائد قوات التحالف الدولي لمحاربة "داعش" الإرهابي، بأنه تم"تضييق الخناق حول الرقة"، فيما تحاول القوات العراقية "إيجاد طريقها في متاهة الشوارع لتطهير مدينة الموصل القديمة من المسلحين". وتكشف الأرقام المتعلقة بمن يسمون "الإرهابيون التونسيونوالجزائريون بالخارج"، أن التظيمات المسلحة عبر عدد من الدول التي تشهد أزمات أمنية أو نزاعات عسكرية أو حروب، تفضل المسلحين القادمين من الجزائر، في إطار استيراد "مقاومين" و"جهاديين" و"فدائيين" وأحيانا "دروعا بشرية" وفي كثير من الأحيان "انتحاريين" و"مرتزقة" توظف في المواجهات الدامية. وتشير بعض المعلومات، إلى أن بعضا من هؤلاء الإرهابيين الذين قاتلوا مع "المجاهدين الأفغان"، دخلوا إلى العراق للقيام بعمليات عسكرية ضد قوات التحالف، ليجد بعضهم نفسه، فيما بعد، ضمن صفوف تنظيم "القاعدة في بلاد الرافدين" الذي تحول إلى "مرجع" للقاعدة في بلاد المغرب لتتحول حاليا إلى تنظيم الدولة الإسلامية داعش التي يتزواجد في صفوفها حوالي 300 تونسي و200 من الجزائريين موزعين في العراق وسوريا. كانت قيادة الجيش الأمريكي في العراق أعلنت أن 30 % من المحاربين الأجانب في العراق، والمقدر عددهم بحوالي 2200 مقاتل، هم من أصول تونسية وجزائرية جزائري، أغلبهم متخصص في العمليات الانتحارية. وقالت تقارير أمريكية إن ثمة خلايا بالجزائر احترفت مهمة تجنيد الشباب باسم "الجهاد" في العراق. وأشارت تقارير أمريكية أخرى إلى أن الجزائريين هم ثاني أكبر مجموعة داخل الجماعات الإرهابية بعد التونسيين المقدر عددهم باكثر من الفي إرهابي ، وعددهم 600 مقاتل، بنسبة 20% من إجمالي المقاتلين الأجانب بالعراق في سنوات ماضية. وتعتمد داعش بشكل رئيس على أجانب غالبيتهم من المملكة العربية السعودية تونس واليمن والأردن وسورية والجزائر والمغرب، إضافة إلى دول إسلامية أخرى. وتفيد التحريات أن "شبكات التجنيد" داعش تعتمد في فنون الإقناع والإغراء، على توظيف الخطاب الديني والنبرة الجهادية، وأيضا استغلال الأوضاع الاجتماعية المزرية وما توفره من أرضية خصبة للإرادة في الانتقام، إضافة إلى التركيز على العناصر الهاربة والمبحوث عنها، سواء تلك المتورطة في عمليات إرهابية داخل الوطن، أو تلك التي شاركت في "حروب خارجية" (في أفغانستان والبوسنة...) وذلك لأن فرص تجنيدها سهل، على اعتبار أنها تحولت إلى "أجهزة قتالية"، جدول أعمالها لا يعترف إلا بالقتال والعمل المسلح سواء بالداخل أو الخارج.