ذكرت وكالة "بلومبرج" الأقتصادية، في تقرير لها عن الأزمة القطرية أن الأسوأ لم يأت بعد، فالدول الخليجية لا تزال تسمح لناقلات النفط والغاز القطرية بشق عباب البحر، ولم يطلها الحصار الاقتصادي بسبب دعم الدوحة للإرهاب وعلاقاتها مع إيران. وقالت "بلومبرغ" في تقرير نشرته يوم أمس الجمعة إنه عندما تتعلق المسألة بناقلات النفط فإنه يصبح من الواضح أن الرياضوالدوحة مازالتا أصدقاء، رغم قطع السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها الدبلوماسية مع قطر. وتقود الرياض الدول الثلاث في اتهام الدوحة بوجود روابط بينها وبين مجموعات إرهابية وقربها من إيران، لكن شيئا أصبح واضحا بصورة كبيرة وهو أن توتر العلاقات مع قطر لم يصل بعد إلى النقطة، التي يمكن عندها أن تقوم السعودية، التي تمثل أكبر مصدر للنفط عالميا بتعطيل شحنات جارتها الصغيرة قطر. وأوضحت "بلومبرغ" أن الحديث يدور حول ناقلات النفط المشتركة، التي تقوم بنقل الخام القطري إضافة للخام السعودي والإماراتي، وتقول الوكالة إنها زادت منذ اندلاع الأزمة في 5 جوان ، وذلك بحسب بيانات تعقب السفن للأيام ال25 الماضية. وأضافت الوكالة أن التنسيق في سوق النفط يظهر كيف أن الواقع يغلب السياسة، عندما يتعلق الأمر بسوق الطاقة العالمي. وقالت "إذا أقدمت السعودية على إغلاق الحمولات المشتركة مع قطر فإنها ستخلق تحديا لوجستيا لعملائها، وستجبرهم على إعادة تنظيم عشرات شاحنات النفط بصورة تؤدي إلى خفض الإمدادات وزيادة تكلفة الشحن". ونقلت "بلومبرغ" عن ريتشارد مالينسون، وهو محلل جيوسياسي في شركة "إنرجي أسبكتس" البريطانية إن السعودية والإمارات ربما يترددان في الإقدام على أي خطوة يمكن أن تضر بسمعتيهما في سوق النفط العالمي. وأشار إلى أن عدد ناقلات النفط المشتركة بين السعودية وقطر والإمارات وصل إلى 17 ناقلة مقارنة ب16 ناقلة قبل اندلاع الأزمة الخليجية. فيما، ذكرت الوكالة أن عدد الناقلات المشتركة بين قطر والكويت أقرب جيرانها الخليجيين زادت من 4 إلى 9 ناقلات بين البلدين منذ اندلاع الأزمة. وخلصت "بلومبرغ" في تقريرها إلى أن تشديد العقوبات على قطر يعني أن مئات ناقلات النفط، التي تدخل وتغادر الخليج شهريا ستضطر لتغيير مسارها، وسيكون على قطر إيجاد موانئ بديلة.