تسيطر الإشاعات على الشارع الجزائري و الطبقة السياسية على حد سواء، فبعد معركة رئيس الحكومة عبد المجيد تبون مع رجال المال بقيادة المدعو علي حداد، جاء الدور على تنحية منسق مصالح الاستخبارات برئاسة الجمهورية الجنرال عثمان طرطاق المدعو بشير، و كذا منح احمد اويحيى مستشار الرئيس بوتفليقة، رئاسة الحكومة خلفا لتبون المتواجد في عطلة بباريس، اين استقبله رئيس الحكومة الفرنسية في لقاء مفاجئ، يعتبر الاول من نوعه في تاريخ الجزائر و هو الذي أعطى للإشاعات مصداقية. تتحرك الرمال السياسية في أعلى هرم السلطة بالجزائر، و انتقلت من معركة بين الحكومة بقيادة عبد المجيد تبون، و رجال المال بقيادة علي حداد، الى حديث عن تغييرات و حركية مهمة، وأخرها استقبال الوزير الأول الفرنسي إدوارد فيليب، اليوم الاثنين بباريس، الوزير الأول عبد المجيد تبون، المتواجد في عطلة، الامر الذي فتح ابوات التساؤلات على مصراعيها، خاصة ان اللقاء جاء في فترة عطلة تبون و بطلب منه، حسب مصادر جزائرية، ويعتبر اللقاء الأول من نوعه يقوم به مسؤول سام في الدولة الجزائرية خلال فترة عطلته التي يقضيها بفندق "الموريس" وسط باريس، وهو الفندق ذاته الذي أقام به الرئيس بوتفليقة في ديسمبر 2005. و يكشف اجتماع الوزير الاول الجزائري، عبد المجيد تبون، بنظيره الفرنسي، إدوارد فيليب، عن امر ما يتم التحضير له في هرم السلطة، خاصة انه جاء في وقت حساس عرف حرب شرسة قادها تبون ضد رجال المال، استدعت تدخل عيدي الجهات الخارجية و منها واشنطن و باريس، من خلال لقاءات جمعت رجال المال و الاعمال بسفراء دول غربية و حتى سفير الصين، و ذلك بشكل سري، لتضع الحرب اوزارها ظاهريا بعقد لقاء بين الوزير الاول الجزائري تبون و رجال المال بقيادة علي حداد الذراع المالي للسعيد بوتفليقة شقيق الرئيس، و بعده تظهر شائعة استقالة عبد المجيد تبون و بعدها يتنقل الى باريس لقضاء عطلة من 10 ايام. و في خضم هذا الحراك الذي وصفته عديد الاطراف السياسية بغير المفهوم، استقبل الشارع الجزائري خبر تنحية عثمان طرطاق، المدعو الجنرال بشير، المنسق الامني برئاسة الجمهورية الذي تبوأ المنصب عقب تنحية الجنرال توفيق من على رأس جهاز الاستخبارات، بالإضافة الى حديث منح أحمد اويحيى، مستشار بوتفليقة، منصب الوزير الاول خلفا لعبد المجيد تبون، و هي الاخبار التي لم يتم تأكيدها و لا نفيها، و تبقى تسيطر على احاديث الشارع و الطبقة، لكنها تؤكد وجود صراع في اعلى هرم السلطة على خلافة الرئيس بوتفليقة. ان تنحية الجنرال بشير طرطاق المقرب من السعيد و خصم الجنرال توفيق، و كذا منح احمد اويحيى، منصب رئاسة الحكومة، و هو المقرب من الجنرال توفيق، مدير الاستخبارات سابقا، يندرج ضمن نتائج الحرب التي اندلعت بين تبون و رجال المال، التي ادت بعبد المجيد تبون الوزير الاول الى لقاء الوزير الاول الفرنسي فليب، بباريس، خلال عطلته. سيكون من الأسهل على من يريد أن يفصل الدين عن الدولة، وأن يفصل الجزائريين عن الجزائر ويدفع بهم إلى الهجرة برا أو بحرا، في قارب أو سباحة، شرعيا أم لا، سيكون كل ذلك أسهل من أن نفصل المال القذر عن السياسة، لأن عائلة بوتفليقة جعلت منهما، أي السياسة والمال، كيانا واحدا وملتحما، و هي الرسالة التي أراد السعيد بوتفليقة أن يتلقفها منه الجزائريون، بدليل انه حضر جنازة رضا مالك في موكب رسمي وفي سيارة رئاسة مدرعة، وتحت رعاية مدير بروتوكول الرئاسة وكل حراسة الرئيس سوى من أجل أن نفهم الرسالة بكل وضوح، إنه ولي العهد الذي يظهر لأول مرة أمام الشعب في رداء الرئاسة وأشرك في ذلك المظهر ومعه رجل المال القوي علي حداد. وكأنهما في حفل زفاف ملكي، فالى اين تتجه الجزائر. أنس الصبري : عضو باحث بالمركز الاوروبي لدراسات محاربة الارهاب و الاستخبارات بألمانيا