نشر المنصف المرزوقي تدوينة على صفحته الرسمية على شبكة التواصل الاجتماعي "الفايسبوك" تعليقا على ردود الافعال التي وصفها ب"المتشنجة" على خلفية شهادته بخصوص ما شهدته تونس في السنوات الأخيرة. وجاءت التدوينة كالآتي: "ردود الفعل المتشنجة التي تثيرها شهادتي على ما جرى في بلدنا السنوات الأخيرة دليل على تواصل العقلية الاستبدادية عند أناس يفترض فيهم أنهم بصدد بناء الدولة الديمقراطية والمجتمع التعددي المتسامح التي ناضلت من أجلهما الأجيال. والعقلية الاستبدادية لها مميزات عدّة من بينها محاولة فرض الصمت على الآخرين وفرض رؤيا للواقع عبر سردية تستأثر لأصحابها بدور البطولة وتصم الآخرين بكل صفات الشرّ, معتمدة في هذا لا على الموضوعية والنزاهة وإنما على المطرقة الإعلامية وتجنيد '' الخبراء '' وخاصة على تشويه كل من يخالف هذه السردية. المشكلة اليوم إنه أصبح من المستحيل على أي طرف فرض سرديته وإلغاء ما عداها وذلك لأسباب موضوعية قاهرة مثل ارتفاع عدد مصادر المعلومة والتحليل وتوسع حرية الٍرأي وانتصار التعددية السياسية والفكرية . ثمة إذن بالضرورة سرديات متعددة ومتناقضة لكبرى الأحداث التاريخية كالتي تمر بها بلادنا ومنطقتنا وهذا أمر طبيعي ومطلوب فكل اللحظات التاريخية معقدة وحبلى بالكثير من مناطق الظل. كيف يتمّ الفصل بين الضعيفة والتي ستطفو على سطح الذاكرة الجماعية وسيعتمدها التاريخ إن السردية الباقية هي - التي تعتمد على الوثائق الدامغة -التي لا تحتقر ذكاء الناس ولا تسعى لخداعهم -التي تقبل النقد برحابة صدر لثقتها في مصادرها -التي تراجع نفسها إن ثبت فيها خطأ غير مقصود -التي تدرك أن الزمن سيكتشف كل المغالطات والأكاذيب ومن ثمة عبث المغالطات والأكاذيب. وكل ما عدا هذا، خاصة إن كان صراخا وشتما، فحرث في البحر وزبد يذهب جفاء".