نشرت النائب خولة بن عائشة تدوينة على صفحتها الرسمية على شبكة التواصل الاجتماعي كشفت من خلالها بعض المعطيات عن الانتخابات التشريعية الجزئية بألمانيا. وجاءت التدوينة كالآتي: بعض المعطيات الموضوعية عن الانتخابات التشريعية الجزئية الان و قد تجاوزنا مرحة المفاجأة و التحاليل المبنية على العواطف و القراءات الذاتية ... ( شهادة مراقبة للانتخابات التشريعية الجزئية بالمانيا ) 1- المعطيات الاتصالية - لم يعلم معظم التونسيون المقيمون بالمانيا بشغور المقعد و ضرورة اللجوء الى انتخابات تشريعية جزئية ( ساتحفظ عن التعليق على أسباب الشغور و تكليف الدولة مصاريف اضافية لتنظيم هذه الانتخابات و الجدوى منها) - فترة تسجيل الناخبين و تغيير مراكز الاقتراع التي كان من المفروض ان تدوم أسبوعا اختزلت الى بضعة ايام و لم تتخذ الهيئة و لا السّلط التونسية التدابير اللازمة لاعلام المواطنين التونسيين القاطنين بالمانيا بها . 2- المعطيات الميدانية - لم تسخر لهذه الانتخابات سوى اربع مراكز اقتراع في حين توفرت للانتخابات التشريعية لسنة 2014 ثمانية مراكز . - نظرا لجغرافية المانيا فان مراكز الاقتراع تبعد مئات الكيلومترات عن المدن التي يتركز بها بكثافة التونسيون(Essen, Düsseldorf , Wolfsburg....)و ان التنقل اليها سواء بوسائل شخصية او عن طريق النقل العمومي يستغرق اكثر من ساعة و تكلف المواطن عشرات الاوروات . - عوامل مناخية غير مشجعة بالمرة ، درجات حرارة منخفضة جدا تنزل في بعض الأحيان تحت الصفر ، امطار و ثلوج - ايام الانتخابات تزامنت مع اول ايام عطلة آخر السنة التي يعود خلالها العديد من الطلبة و العائلات الى تونس ( عدد التونسيين الذين استقلو الطائرة من مطار ديسلدورف و غيرها من الرحلات الى تونس فاق عدد الناخبين في بعض مكاتب الاقتراع ) - تركيبة التونسيين المقيمين بالمانيا : جلها من الطلبة و المهندسين و الأطباء خلافا لفرنسا او ايطاليا و يعود ذلك الى سياسة الهجرة التي اتبعتها المانيا . 3- معطيات عن سير العملية الانتخابية : - 26 قائمة مترشحة - مرشحون من غير سكان الدائرة الانتخابية - 5% نسبة المشاركة - 17 ورقة بيضاء اي ما يمثل 1,28% من الاصوات المصرح بها - عزوف مألوف لشباب عن المشاركة في هذه العملية و تواجدهم المكثف في صفوف ممثلي هيئة الانتخابات و شبكة مراقبون . 4- معطيات عن مشاركة حركة مشروع تونس : - قبل ثلاثة أسابيع لم يكن لحركة مشروع تونس اي أنصار في المانيا ما عدا عضو مجلسها المركزي الممثل لهذه الدائرة الانتخابية - قررت حركة مشروع تونس خوض هذا السباق الانتخابي بتقديم مرشحة من متساكني المانيا منذ اكثر من عشرين سنة و التي كانت مطلعة على مشاغل و مشاكل التونسيين القاطنين بها . - في هذه الفترة الوجيزة تمكنت الحركة من تنظيم اجتماعات بالتونسيين المقيمين بالمانيا بمختلف المدن و تكوين فرق عمل احتسابا لهذا الموعد الانتخابي - تحصلت حركة مشروع تونس التي تأسست منذ سنة فقط و التي لم يكن لها اي تواجد ميداني على 11% من الأصوات و كانت بذلك الحزب الثالث في هذه الانتخابات الجزئية بالخارج الشيء الذي يوم انها رقم مهم اليوم على الساحة السياسية في تونس . نتيجة مشرفة جدا لحزب حديث العهد و يدحض كل ما جاء في نتائج سبر الاّراء لشركات معروفة في تونس و التي اهتزت مصداقيتها و وجب تنظيم عملها وفق قوانين و مشاريع ملائمة . على ضوء هذا و بالرغم من ان عينة الناخبين بالمانيا صغيرة جدا لتطبق بحذافرها على الواقع الانتخابي التونسي وجب على الطبقة السياسية التونسية القيام بالمراجعات الضرورية و استخلاص الدروس اللازمة و اعادة النظر في أولوياتها و خطابها و تحالفاتها ... كذلك ضرورة اعادة نظر منتقدي الساحة السياسية التونسية و المنظرين و المحللين من وراء حواسيبهم و خاصة الشباب منهم في مشاركتهم الفعلية في الحياة السياسية و الانخراط فيها للتمكن من تغيير هذا الواقع و تطويره و جعله يستجيب لتطلعاتهم.