قام وزير خارجية قطرالجزائر والتقى عديد المسؤولين وعلى رأسهم الوزير الأول احمد اويحيى ووزير الخارجية عبد القادر مساهل، ولم تتحدث المصادر الرسمية عن أسباب الزيارة وما دار خلال اللقاءات بين وفدي البلدين، غير ان التوقيت والأوضاع الحاصلة في العالم والمنطقة العربية بشكل خاص يجعل من الزيارة تخفي وراءها عدة اسرار، حيث ذكر مصدر جزائري حكومي ل"الجريدة" ان تواجد وزير خارجية قطر مرتبط بملفات شائكة. اكد مصدر حكومي جزائري ان الجزائر امتعضت من تدخل السعودية والامارات في منطقة الساحل الصحراوي بعد انشاء فرنسا قوة افريقية بالمنطقة، واعتبرتها استفزازا يستدعي إعادة النظر في عديد القضايا، وأوضح ان الجزائر طلبت من الدوحة رفع نسبة الاستثمار في البلاد وقدمت لها عروض قيمة وتسهيلية، ردا على تدخل سعودي اماراتي بمنطقة الساحل. و تعهدت السعودية بتقديم مئة مليون دولار إلى قوة دول الساحل الأفريقي "جي5" لمكافحة الإرهاب، في المنطقة، والإمارات العربية المتحدة ب 30 مليون دولار إلى هذه القوة، حيث كشف مصدر "الجريدة" ان الرياض و ابو ظبي، انضمتا رسميا إلى جهود مكافحة الإرهاب في دول الساحل الأفريقي إلى جانب الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي، وكان وزيرا خارجية السعودية و الامارات قد شاركا في اجتماع باريس برئاسة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، و حضره قادة ألمانيا وإيطاليا وزعماء الدول الخمس المشاركة في القوة العسكرية الافريقية التي تحتاج الى 250 مليون أورو لتشكيلها. وعبرت الجزائر عن غضبها لتدخل السعودية والامارات بكل مباشر في منطقة الساحل التي تعتبرها الجزائر انها من أولوياتها، خاصة انها رفضت تشكيل القوة العسكرية الافريقية بقيادة فرنسا التي تبحث عن موطئ قدم بأخف الاضرار و الخسائر، و اتخذت من الخطوة وسيلة لتجاوز رفض الجزائر للتواجد الفرنسي و الأجنبي في المنطقة، حيث أعلنت عن تشكيل قوة ب5000 عسكري من جيوش مالي وموريتانيا والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد، تحت اسم "جي 5"، و قر القيادة في منطقة سيفاري بمالي. وافاد المتحدث ل"الجريدة"، ان فرنسا انزعجت من رفض الجزائر المشاركة في القوة، و وجدت صعوبة في اقناع الجزائر بالتعاون، هذه الأخير كانت لها تجارب في جهود إحلال السلم و الامن بالمنطقة، هير عديد الخطوات و ابرزها اتفاق السلم المصالحة بين الأطراف المتنازعة في مالي، و تابع ان الجزائر تعتبر تشكيل قوة افريقية تشويش على جهودها في محاربة الإرهاب بالساحل و تفتح مجال تزايد النشاط الإرهابي على اعتبار ان التنظيمات الإرهابية تتخذ من التواجد العسكري الغربي غطاء لتبرير جرائمها الإرهابية. وتابع المصدر ان زيارة وزير خارجية قطر للجزائر، سمح بوضع برنامج تحرك مشترك في المنطقة الافريقية، لمواجهة التدخل السعودي الاماراتي وذلك بالتموقع اقتصاديا، حيث تم الإشارة الى ضرورة فتح قنوات اصال مع عدد من البلدان الافريقية، من اجل الاستثمار القطري فيها، وواصل ان تواجد رئيس مجلس الشورى السعودي بالجزائر في نفس التوقيت، يندرج في اطار محاولة الرياض تهدئة الجزائر فيما يتعلق بمنطقة الساحل، مشيرا الى ان ما حدث في احدى ملاعب كرة القدم بالجزائر من خلال رفع المتفرجين للافتة تهين الملك سلمان، لم تكن بريئة و انما تحضيرها مع أحزاب إسلامية استجابة الى طلب من اطراف في السلطة، في صورة توجيه رسالة الى الرياض بخصوص تدخلها رفقة أبو ظبي في منطقة الساحل. وأوضح مصدر "الجريدة"، ان الجزائر ستشكل محور جديد مع الدوحة والصين وروسيا، في افريقيا، لمواجهة التدخلات الغربية التي تزايدت تحت غطاء محاربة الإرهاب. و في اطار الخطة المتفق عليها بين الجزائر و الدوحة، سيبدأ أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الأربعاء، جولة أفريقية تشمل ست دول سعيا الى دخول أسواق تجارية جديدة، بعد أكثر من ستة أشهر من قطع السعودية ودول عربية اخرى علاقاتها مع الامارة الغنية، وقالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية القطرية لولوة الخاطر، في مؤتمر صحافي في الدوحة ان جولة الأمير تبدأ في مالي وتشمل بوركينا فاسو وساحل العاج وغانا وغينيا والسنغال، و تأتي ضمن توجه قطر الى فتح اسواق جديدة وتنويع الاقتصاد، مضيفة ان الدول الست التي يزورها الأمير تحظى بنقاط قوة وفرص اقتصادية واعدة رغم بعض التحديات الامنية في بعضها.