نبه رؤساء الجامعات إلى خطورة الاستقطاب الحادّ الذي يشهده المجتمع التونسيّ بسبب انتشار الفكر المتطرّف بدل نشر فكر الاختلاف والتسامح وتغليب المصالح الحزبيّة على المصلحة الوطنيّة العليا والتجييش السياسيّ وتصنيف التونسيّين بمفردات دينيّة وإيديولوجيّة أساسها التكفير والتخوين. ودعوا في بيان لهم إلى التركيز على القواسم المشتركة لبناء المستقبل وتفعيل مبادئ العدالة الانتقاليّة بالسرعة والجدّيّة المطلوبتين بعيدا عن التواطؤ والابتزاز المالي والسياسيّ. و أكد الجامعيون من جهة أخرى أنّ الأزمة الحالية ناتجة عن التباطؤ في اتخاذ الإجراءات المناسبة وغياب الإرادة الفعليّة والكفاءة اللاّزمة لتفكيك منظومة الاستبداد والسير في اتجاه الديمقراطيّة التشاركيّة وتجسيم قيم الثورة التونسيّة بعد تحريفها وتحويلها إلى شعارات مفرغة من كلّ محتوى بغية وضع اليد على جهاز الدولة بتعيينات ثبت أنّها قائمة على الولاء الحزبيّ والإيديولوجيّ والسياسيّ بدل الكفاءة والنزاهة. لذلك فإنّ التعطّش إلى السلطة واعتماد منطق المحاصصة الحزبيّة هو الذي أدّى إلى الإخفاق البيّن والفشل الذريع في إدارة الشأن العام بما ينذر بعودة أساليب الدكتاتوريّة المقيتة حسب البيان. كما دعوا جميع الأطراف، بلا استثناء، إلى الإسراع بالوصول إلى حلّ توافقيّ يمكّن من طمأنة التونسيّين على حياتهم وأملاكهم وتحييد الإدارة واستكمال المرحلة التأسيسيّة والانتقاليّة في أقرب وقت ممكن وتهيئة الظروف لإجراء انتخابات مطابقة للمعايير الدوليّة ،مع تجديد التمسك بالدولة المدنيّة ورفض العودة، بالمناورة والغلبة، إلى تداخل الحزب الحاكم، كلّ حزب، بجهاز الدولة التي ينبغي أن تكون ضامنة لحقوق التونسيّين جميعا وحرّياتهم المنصوص عليها في الإعلانات والعهود والمواثيق الدوليّة. و ختم الجامعيون بتأكيد دعمهم التوجّه العام للمنظّمات الوطنيّة الراعية للحوار الوطنيّ، وعلى رأسها الاتحاد العام التونسي للشغل الذي يتعرّض إلى محاولات إرباك لتركيعه والطعن في مصداقيّته. ''وندعو جميع الفرقاء إلى الالتفاف حول رباعي الحوار الوطنيّ بما يمثّله من تعبير عن قيم العمل وخلق الثروة ومبادئ حقوق الإنسان والعدل. ونعتبر كلّ تردّد في ذلك مساسا بمستقبل البلاد وقدراتها الاقتصاديّة وإسهاما في توتير الوضع الاجتماعيّ ومزيد تعميق الأزمة السياسيّة'' على حد تعبير البيان. و قد جاء البيان بإمضاء كل من رؤساء جامعات جندوبة و تونس والزيتونة والمنار و قرطاج و منّوبة و القيروان و تونس الافتراضيّة و قفصة و قابس .