جدّد الأئمة التونسيون رفضهم القطعي للمباردة التشريعية في المساواة في الإرث، معتبرين أن المبادرة الرئاسية حول المواريث "اعتداء على أحكام الله القطعية التي لا تقبل الاجتهاد". وشدّد الأئمة والخطباء من جل ولايات البلاد المجتمعين اليوم السبت 05 جانفي 2018 بالعاصمة، على أن المس من ثوابت الدين هو خرق للدستور وضرب لاستقرار الأسرة ووحدة المجتمع التونسي. وقال رئيس جمعية الأئمة من أجل الاعتدال ونبذ العنف والتطرف محمد صالح رديد خلال الملتقى الوطني الأول الذي تنظمه الجمعية، أن مبادرة المساواة في الإرث تستهدف من وجهة نظره السلم الاجتماعية للمجتمع التونسي. واستغرب من تغييب أصحاب المبادرة وحتى لجنة الحريات الفردية والمساواة التي أعدت التقرير الخاص بها مؤسسة الاستفتاء والمجلس الإسلامي الأعلى وخاصة مؤسسة الزيتونة وتهميشها في موضوع على غاية من الخطورة والحساسية. وأبرز أن مسؤولية الأئمة تاريخية وعليهم الصدح بالبراهين والدلائل على أن أحكام المواريث هي أحكام ثابتة وقطعية ولا تحتمل الاجتهاد. ومن جانبه رأى رئيس التنسيقية الوطنية للدفاع عن القرآن والدستور والتنمية العادلة شهاب الدين تليش، أن مبادرة رئيس الجمهورية بشأن المساواة في الإرث ستفرق بين التونسيين وتعدي على تعاليم الإسلام ومقدساته. وقال "لا يمكن المس من المقدسات وعلى أعضاء مجلس النواب مراعاة الظرف الذي تمر به البلاد واحترام إرادة الشعب الرافض للمشروع". وأعلن الدخول في تحركات احتجاجية سلمية من أجل رفض هذه المبادرة والالتحام بعموم المواطنين من اجل مزيد توعيتهم بخطورة هذه المبادرة. وفي تعليقه على المسألة قال وزير الشؤون الدينية الأسبق في فترة حكم الترويكا (2013) نور الدين الخادمي، إن مبادرة المساواة في الإرث لها تداعيات خطيرة وهو "استكمال لمشروع هدم الأسرة وفرض الطابع اللائكي للدولة وتغليب الأقلية على الأغلبية في مثل هذا الموضوع الحارق" وفق تعبيره. ويرى الخادمي أن مبادرة المساواة في الإرث "مرفوضة رفضا قاطعا لمخالفتها لأحكام القرآن القطعية والدستور التونسي والمشترك الثقافي والعرف الاجتماعي". وأضاف أن المبادرة التي تحولت إلى مشروع قانون، "صادمة" لإرادة الشعب التونسي وخصوصيته الحضارية، مقترحا عرضها على الاستفتاء الشعبي في تونس والاحتكام إلى إرادة التونسيين.